« أم تي آي نيوز » العين الإخبارية
مع فتح إسرائيل ملف اغتيالات قادة الحوثي، اعترفت الجماعة المدعومة إيرانيا بهشاشة بنيتها الأمنية الداخلية في 3 محافظات يمنية تقع في قلب نفوذها.
وأصبحت القبائل وحزب المؤتمر الشعبي العام والسكان في المدن الرئيسية، أضلاع مثلث رعب يثير قلق مليشيات الحوثي التي تتحرك لمواجهتها، وفق تقارير أمنية للجماعة رسمت خريطة هذه التهديدات.
وكشف تقرير أمني داخلي حديث للحوثيين على جانب من محتوياته من مصادر أمنية خاصة، عن نقاط الاختراقات “المتوقعة والممكنة للأطراف الأمنية المعادية محليا ودوليا” ضد الجماعة.
وجاء التقرير الصادر عن “جهاز الأمن والمخابرات” للحوثيين، وهو جهاز أكثر التصاقا بالحرس الثوري الإيراني، تزامنا مع استنفار المليشيات “قواها الأمنية وأجهزتها المخابراتية في عملية قمع واسعة شملت حملات اختطافات لقيادات حزب المؤتمر ونشطاء وأطباء وشخصيات مجتمعية وموظفين أمميين ترى المليشيات فيهم مكامن خطر متوقعة”، وفقا للمصادر.
صنعاء أكثر خطورة
وضع التقرير الأمني للحوثيين “صنعاء في رأس قائمة المناطق الخطرة والتي تم تقييمها بنسبة 7% من مقياس حددته المليشيات بـ 10 نقاط وهي نسبة تستدعي فرض حالة الطوارئ حسب توصيات التقرير ورفع الجاهزية الأمنية الى أعلى مستوى”.
وقسم التقرير “صنعاء إلى نقاط جغرافية، إذ صنف مناطق وسط وجنوب وشرق وغرب صنعاء جميعها بالمناطق غير المؤمنة بالكامل من الاختراقات لتواجد أهداف نشطة في هذه المربعات الأمنية”.
التقرير أيضا قسم فئات المجتمع إلى مجموعات وضع على رأسهم قدماء الضباط الأمنيين والعسكريين والقيادات الحزبية والمعلمين والأطباء وأخيراً طلاب الجامعات بأن جميعهم حسب جهاز مخابرات المليشيات يعدون وقودا جاهزا لإشعال تمرد وتحريك نشاطات” وصفها التقرير بالمزعزعة للأمن في العاصمة.
إب ثانيا
وحلت محافظة إب ثانيا في قائمة مليشيات الحوثي، حيث وصفها التقرير بأنها “تشكل خطورة كبيرة”، وأوصى بنشر قوات أمنية إضافية في كل المديريات بالمحافظة وإعادة تسكين وتوطين عناصر الأمن والمخابرات الذين تم نقلهم للعمل في المحافظة مع عائلاتهم.
التقرير نقل “جملة من الملاحظات عن تعامل أبناء محافظة إب مع العناصر الأمنية والمشرفين ونظرة المجتمع لهم كغرباء وأصحاب سلطة نافذة يتم الاستعانة بهم في استهداف كل شخص أو جهة للطرف الآخر”.
وأقر التقرير بغرق القيادات التابعة لمليشيات الحوثي في محافظة إب في “صراع مصالح وسباق على جني الأموال بطرق غير مشروعة” وهو ما جعل المحافظة تشكل خطورة يهدد وجود الجماعة المدعومة إيرانيا.
الحديدة ثالثا
وبعد صنعاء وإب، جاءت محافظة الحديدة في المربع رقم 3 باعتبارها من المحافظات “المكشوفة أمنيا” حسب توصيف التقرير وتمدد التجمعات السكانية الصغيرة على مساحات واسعة ما يجعل عملية تأمينها أكثر صعوبة.
ووفقا للتقرير الأمني للحوثيين فقد تم “رصد مظاهر الرفض لكل الإجراءات والتحركات من قبل الجانب الأمني والثقافي للجماعة ورفض السكان المحليين حتى المشاركة في الانشطة الجماهيرية لنصرة قطاع غزة”.
وركز التقرير بشكل أساسي على المحافظات الثلاث كونه جاء خلاصة عمل في هذه المحافظات، إضافة إلى توصيات تخص القبائل في محيط صنعاء أو ما تسمى قبائل طوق العاصمة صنعاء.
وأوصى التقرير بعقد اجتماع يضم كل المشائخ البارزين في القبائل الكبيرة مع زعيم المليشيات وأن لا يزيد العدد على 50 شيخا ويتم في الاجتماع مناقشة المشاكل القبلية وجدولة حلول لها وتوفير دعم مالي لكل شيخ وإلزامهم بتحمل مسؤولية تأمين مناطقهم من أي اختراقات.
كما تضمنت التوصيات أيضا “فرض رقابة شديدة على كل تواصل وتحرك لقيادات حزب المؤتمر من أعضاء اللجان الدائمة المحلية أو أعضاء اللجنة الدائمة وحصر من عمل منهم في مهام أمنية”.
ويأتي الكشف عن هذا التقرير تزامنا مع حالة ارتباك وتخبط تعيشه مليشيات الحوثي عقب بدء اسرائيل بتنفيذ عمليات اغتيال بحق قيادات الجماعة.
ودفعت هذه الاغتيالات زعيم المليشيات لتوجيه الجماعة بقمع أي أنشطة لما أسماهم “الخونة” في إقرار منه على اختراقات عميقة في بنية الجماعة.
