« أم تي آي نيوز » كتب : رائد عفيف
نحن أبناء الجنوب، لم نغلق أبوابنا يومًا في وجه من ضاقت بهم الأرض. فتحنا لكم أرضنا، ووهبنا لكم أنفسنا، لا طمعًا ولا خوفًا، بل إيمانًا بأن الحق لا يُحرر إلا بالتكاتف، وأن الكرامة لا تُصان إلا بالمروءة. عبرنا معكم طريقًا شائكًا، وشاركناكم الحلم بتحرير أرضكم، ووقفنا إلى جانبكم في اللحظات التي خذلتكم فيها قواكم، لكنكم أبيتم إلا أن تجعلوا من عدن هدفًا قبل صنعاء، وكأن الجنوب بلا أهل، بلا ذاكرة، بلا قضية.
الوفاء المنتظر… والغدر المرفوض
كنا نأمل أن نُقابل بالوفاء، لا بالتجاهل. أن يُحترم موقفنا، لا أن يُستغل صبرنا. لكننا اليوم نرى من يسعى لإسقاط عدن، لا ليحررها، بل ليستخدمها. نرى من يتعامل مع الجنوب كأنه مجرد ورقة ضغط، أو ساحة لتصفية الحسابات، لا شريكًا في النضال، ولا صاحب حق.
من الشراكة إلى الحصار والخذلان
لم تكتفوا بالجحود، بل حاربتمونا، وقتلتم أعز رجالنا، وأهنتمونا في أرضنا، وحاصرتمونا سياسيًا واقتصاديًا وإعلاميًا. ومع ذلك، لم نبادلكم العداء، لكنكم أصررتم أن تجعلونا أعداءكم، رغم أننا وقفنا معكم حين تخلى عنكم الجميع. فهل هذا جزاء من وهب نفسه ليقف معكم؟ هل هذا رد الجميل لمن فتح لكم أرضه وشارككم الحلم؟
الجنوب صاحب قضية لا يُختزل
نقولها بوضوح لا يقبل التأويل: الجنوب لم يكن يومًا بوابة عبور بلا كرامة، بل كان شريكًا في النضال، وصاحب قضية، وصوتًا لا يُختزل. من حقنا نحن الجنوبيين أن نختار ما يناسبنا، أن نرسم مستقبلنا بأيدينا، وأن نحمي أرضنا من كل من يراها غنيمة أو وسيلة.
الأمانة لا تعني التنازل
لقد احتضنّا من شُرّدوا من ديارهم، واعتبرناهم أمانة في أعناقنا، كما تقتضي الأخلاق، لا كما تملي المصالح. لكن الأمانة لا تعني التنازل، ولا تعني أن يُساء إلينا في أرضنا، أو أن تُغرس في عدن مشاريع لا تحترم أهلها ولا تعترف بحقهم في تقرير المصير.
الضيافة لا تُقابل بالإهانة
أنتم عندنا ضيوف، والضيف له حقٌ محفوظ، ولكن عليه أيضًا واجب الاحترام. احترام من استقبلكم، من وقف إلى جانبكم، من وهب نفسه ليعبر معكم نحو تحرير أرضكم. أما من أراد أن يسقط عدن ليصعد على أنقاضها، فليعلم أن الجنوب اليوم أكثر وعيًا، أكثر قوة، وأكثر استعدادًا للدفاع عن نفسه.
لدينا اليوم جيشٌ جنوبيٌ قوي، وقيادة نتمنا أن لا تتساهل، ولا تتراجع عن قراراتها، ولا تقبل الذل على شعبها، بل تضع كرامة الجنوب فوق كل اعتبار. الجنوب لم يعد هشًّا، ولم يعد صامتًا، بل بات قادرًا على حماية نفسه، وصون قراره، وفرض احترامه على من يجهل تاريخه أو يتجاهل تضحياته.
