الأحد, يونيو 15, 2025
الرئيسيةتقاريركيف سيصبح حال الذراع الحوثي في اليمن ؟

كيف سيصبح حال الذراع الحوثي في اليمن ؟

« أم تي آي نيوز » تقرير / توفيق الشنواح

في كل مرة تضرب فيها الفصائل التابعة للمحور الإيراني داخل المنطقة العربية تأتي ردود الفعل ملامسة لهم المصير المشترك الذي يربط العضو بالرأس، ولكن لا بد للأذرع أن تهتز على وقع الزلزال وهو يضرب هذه المرة جبهة الرأس الإيراني ودارها، مما قد يعلن إخراج إيران نهائياً من المعادلة الإقليمية، فكان لا بد أن يستمع الحوثي، ذراعها المتقدمة عربياً وآخر آمالها المسلحة في المنطقة، لهذه الارتدادات الضخمة.

ثمة إجماع للمراقبين على أن الأحداث غير المسبوقة التي بلغت عمق مخزون الاستراتيجية الإيرانية عسكرياً وسياسياً سيكون لها انعكاسات على طبيعة المشهد اليمني، الذي يتقاسمه حليفها الحوثي من جهة، والحكومة الشرعية بمكوناتها المتشاكسة من جهة أخرى، باعتبار ميليشيات اليمن آخر الأفرع المجهزة التي يمكن التعويل عليها كأداة مسلحة تمتلك شيئاً من الفاعلية المليشياوية، التي ادخرتها إيران بعدما جهزتها عسكرياً وعقائدياً.

الإسهام بالدم العربي

وفيما يغوص النظام الإيراني في هول الصدمة على وقع الضربات الإسرائيلية المتلاحقة التي نالت من قوام قدرته العسكرية في شقيها البشري والاستراتيجي، على مدى يوم ونصف يوم حتى الآن، جاء بيان مجلس حكم جماعة الحوثي مؤكداً “حق إيران في الرد الرادع على العدوان الأرعن”، مجدداً وقوفه مع “طهران في حقها المشروع للرد”.

وغداة خطاب لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي دعا خلاله للاحتشاد في الميادين لاستعراض القوة، هدد إسرائيل مجدداً “باستمرار الهجمات” ضمن مزاعمه “مساندة الفلسطينيين في غزة”.

ترجم الحوثيون ذلك سريعاً بإطلاق صاروخ نحو إسرائيل كما هو معلن من قبلهم، ولكن الهلال الأحمر الفلسطيني قال إن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون من اليمن “تسبب في مقتل خمسة فلسطينيين منهم ثلاثة أطفال في الضفة الغربية”. وهي الواقعة التي أثارت ردود فعل اليمنيين الذين اعتبروها عادة حوثية وإيرانية بالمناسبة لاستهداف اليمنيين والعرب دون غيرهم، حتى وإن كان الهدف المعلن نحو إسرائيل خصوصاً، بالنظر إلى عشرات العمليات المعلنة التي تدعي قصف إسرائيل.

لا صيغ سلام أخرى

ومع الضرب المتلاحق في عصبها الداخلي عقب أشهر من تهاوي قلاعها التي بذلت كثيراً لبنائها في لبنان وسوريا، يتردد السؤال في جانب الانعكاسات المتوقعة على الشأن اليمني عن مصير الحوثيين، الأداة العسكرية المنتشرة في سلسلة جغرافية وعرة وصعبة المراس. يقول الباحث السياسي فارس البيل أن الحوثي يقع ضمن المنظومة الإيرانية كبندقية للتوسع عربياً، ويرى أن “التطورات الجارية ستنعكس بصورة كبيرة على اليمن لأن الفرع الحوثي يرتبط عضوياً بالجسد الإيراني”. ولهذا، ستدفعه “للتحرك لاستنزاف إسرائيل وتخفيف الضغط عنها وتشتيت قدراتها، وهو أداة طيعة لا يهمها تعريض المقدرات اليمنية للتدمير كما جرى خلال الأسابيع الماضية”.

ويقول البيل إن التطورات الجارية ستغير من الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة وإن دفعت الحوثي لشن عمليات جديدة وإشعال النيران هنا وهناك”، والسبب أن مطامعها للسيطرة على البحر الأحمر وباب المندب لم تعد واردة ولم يعد وارداً سوى تخفيف الضغط بأداتها الحوثية والخروج من الأزمة بأقل الأضرار، في حال نجت من سقوط نظامها”.

على صعيد السياسة الإقليمية والدولية “ستنعكس هذه التطورات لتؤكد ضرورة التخلص من ميليشيات الحوثي، وحتى الوسطاء لن يقبلوا أن يدخل المفاوضات إن جرى الحديث عنها مجدداً وهو يمسك بالقوة أو يحتفظ بها”. والأمر الآخر “ستجد الميليشيات نفسها منكشفة أمام اليمنيين الذين يتحينون الفرص للانقضاض عليها”.

اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات