« أم تي آي نيوز » تقرير : متابعات
في الوقت الذي ما تزال فيه الميليشيا الحوثية تمارس أبشع الجرائم بحق المدنيين، من تفجير للمنازل وتلغيم للطرقات وتجنيد للأطفال، لا نسمع صوتًا يُندد أو يكتب، وكأن الأقلام قد جفّت أو أصابها العمى الانتقائي.
المدهش أن هذه الأقلام ذاتها، التي اختارت الصمت الجبان أمام جرائم الحوثي، هي اليوم من تقود حملة مسعورة ضد المؤسسة العسكرية والأمنية الجنوبية، تحت عناوين براقة، ظاهرها النقد وباطنها التحريض والتشويه الممنهج.
شعب الجنوب الذي ذاق ويلات الحرب، وخبر مرارات الانفلات والفوضى، يدرك تمامًا أن أمنه لا يأتي من فراغ، بل من تضحيات جسام قدمها رجال الأمن والجيش الجنوبي في ميادين العزة والشرف.
هؤلاء الأبطال ليسوا شعارات على الورق، بل دماء سالت لتأمين الطرقات، وأجساد واجهت الإرهاب وجهًا لوجه، وأرواح اختارت الفداء ليبقى الجنوب آمنًا ومستقرًا.
المفارقة المؤلمة، أن من يفترض فيهم الوقوف مع مؤسسات الجنوب التي تحميه، اختاروا الانقلاب على هذه الثوابت، فهم اليوم الذين يضعون القوات الجنوبية في قفص الاتهام، متناسين أن هذه المؤسسات هي السد الأخير في وجه مخططات العدو، وهي حائط الصد الأول أمام عودة الاحتلال وأذرعه.
لا يمكن النظر إلى هذه الحملات على أنها مجرد “رأي مخالف”، فهي ممنهجة، ومُوجَّهة، وتعمل وفق أجندات سياسية لا تخدم إلا من يتربص بالجنوب، ويحلم بإسقاط تجربته الأمنية واستعادة أدوات الفوضى.
وما يزيد الأمر وضوحًا، أن هذه الأقلام صامتة تمامًا أمام انتهاكات موثقة لميليشيا الحوثي الإرهابية، بل تغض الطرف حين يُقصف المدنيون، وتخرس حين يُقتل الأطفال وتُجرف البيوت.
الجنوبيون الذين واكبوا الحرب والسلام، يعرفون تمامًا من يقف إلى جانبهم في الخنادق ومن يهاجمهم في المنابر. يعرفون من اختار الميدان ليحميهم، ومن اختبأ خلف الكلمات ليطعنهم.
ولذلك، لا تنطلي على أبناء الجنوب تلك المحاولات البائسة لخلط الأوراق، وتشويه صورة رجال الأمن الذين يدفعون يوميًا ثمن هذا الأمن من دمهم وأعمارهم.
ويقع على عاتق الأصوات الجنوبية العاقلة من إعلاميين وناشطين ومثقفين جنوبيين، للانتصار للحقيقة، لا للضجيج المدفوع، للوقوف مع المؤسسات الأمنية والعسكرية التي تمثل صمام أمان الجنوب، لا مع أولئك الذين يخططون لتقويضها وتشويهها لتكون الخطوة الأولى نحو إسقاط الحلم الجنوبي الكبير.
