« أم تي آي نيوز » العرب اللندنية
(اليمن)- كثفت إسرائيل، الثلاثاء، ضغوطها على الحوثيين ونشرت قواتها البحرية لقصف أهداف في ميناء الحديدة على البحر الأحمر وهددت الجماعة المتحالفة مع إيران بحصار بحري وجوي إذا استمرت في شنّ هجماتها بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على المواقع والأهداف الإسرائيلية.
ويأتي استخدام الأسطول البحري الحربي الإسرائيلي في استهداف مواقع ومرافق حيوية يستخدمها الحوثيون سواء لأغراض عسكرية أو لأغراض مدنية ضمن إدارتهم لمناطق سيطرتهم في اليمن، تعبيرا عن تعدّد خيارات الدولة العبرية في المواجهة مع الجماعة وقدرتها على إلحاق ضرر بالغ بتلك المرافق، مع إمكانية تقليل التكلفة المادية لعملياتها العسكرية في اليمن.
وكثيرا ما يثير حجم الدمار الذي يخلفه القصف الإسرائيلي في بنى تحتية يمنية الأسئلة حول خيارات جماعة الحوثي لحماية تلك البنى والمرافق بالغة الحيوية للسكان الذين يعانون أصلا تبعات الصراع الطويل المستمر في بلدهم والذي أحدث وضعا اقتصاديا وإنسانيا كارثيا وفقا لتوصيفات دولية وأممية.
كما يثير بالنتيجة الأسئلة عن جدوى استمرار الجماعة في الصراع ضدّ إسرائيل التي تفوقها قدرات عسكرية وتقنية، والنتائج التي يمكن أن تتأتى لها من وراء ذلك، في ما عدا الناتج الدعائي الذي تجنيه من رفع شعار مساندة الفلسطينيين ودعمهم في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة.
◄ الحوثيون أطلقوا العشرات من الصواريخ والطائرات المسيرة صوب إسرائيل لكن جرى اعتراض معظمها أو لم تصب أهدافها
لكن الحوثيين المرتبطين بشكل وثيق بإيران يظهرون رغم الخسائر المؤكدة للمواجهة مع إسرائيل إصرارا على مواصلة قصفهم لأهداف إسرائيلية بدفع من إيران نفسها باعتبارها المستفيدة الأكبر من إثارة التوترات في المنطقة ومن خوض صراعاتها ضد خصومها وأعدائها بالوكالة وعبر أذرع محلية لها من بينها جماعة الحوثي نفسها.
وستكون خسائر الجماعة أكثر فداحة في حال تنفيذ إسرائيل تهديدها بفرض حصار خانق عليهم جوا وبحرا ما يجعل مناطق سيطرتهم شبه معزولة عن العالم الخارجي ومحرومة من مختلف صنوف الإمداد بالمواد الحيوية ذات الاستخدام المدني والعسكري على حدّ سواء.
وذكرت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي أن إسرائيل استهدفت أرصفة ميناء الحديدة بغارتين جويتين. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن سفنا تابعة لسلاح البحرية هاجمت أهدافا للحوثيين في الميناء الذي ذكر أن الحوثيين يستخدمونه لنقل الأسلحة.
وتشن إسرائيل غارات جوية على أهداف للحوثيين في إطار حملة عسكرية أطلقتها بعد أن تمكنت من توجيه ضربات قاصمة لحلفاء آخرين لإيران في الشرق الأوسط أهمهم على الإطلاق حزب الله اللبناني.
وأمر الجيش الإسرائيلي، الاثنين، بإخلاء موانئ رأس عيسى والحديدة والصليف اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين والابتعاد عنها.
يسرائيل كاتس: الحوثيون سيواجهون ردا قويا ويخضعون لحصار شديد
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان على منصة إكس “حذرنا منظمة الحوثي الإرهابية من أنها إذا استمرت في إطلاق النار صوب إسرائيل، فستواجه ردا قويا وستخضع لحصار بحري وجوي شديد”.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي لوكالة رويترز إن العملية كانت هجوما فريدا بعيد المدى نُفذ من على بعد مئات الكيلومترات وإن البحرية كانت تستعد له منذ فترة طويلة. وأضاف المسؤول أنه تم اختيار البحرية بناء على اعتبارات تشغيلية.
وذكرت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري أنه لم ترد أنباء عن تعرض سفن تجارية في الميناء لأيّ أضرار عقب الغارات الإسرائيلية.
ونصحت أمبري السفن بتقليل تحركات الأطقم على سطحها وفي قمرات القيادة إلى الحد الأدنى أثناء الإبحار في المنطقة المجاورة.
ومنذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، يشن الحوثيون هجمات على إسرائيل وعلى سفن في البحر الأحمر، ما تسبب في اضطراب لحركة التجارة العالمية، ويقولون إن هذه الهجمات تأتي تضامنا مع الفلسطينيين.
وأطلق الحوثيون العشرات من الصواريخ والطائرات المسيرة صوب إسرائيل لكن جرى اعتراض معظمها أو لم تصب أهدافها. ونفذت إسرائيل عددا من الضربات الانتقامية.
كما شنت الولايات المتحدة هجمات مكثفة ضد الحوثيين هذا العام، قبل أن يوقف الرئيس دونالد ترامب الحملة بعد موافقة الحوثيين على وقف الهجمات على السفن الأميركية. وصمد الحوثيون أمام حملة قصف قادتها السعودية لسنوات.
ووجهت إسرائيل ضربات قوية لحليفين آخرين لإيران في المنطقة هما جماعة حزب الله اللبنانية وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس.
لكن الأمر نفسه لم يحدث مع الحوثيين المتحالفين مع طهران والجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في العراق.
ونجح زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في تشكيل قوة ضاربة من مجموعة من المقاتلين المتناثرين على الجبال.
وتحولت الجماعة تحت قيادته إلى جيش من عشرات الآلاف من المقاتلين وصار يمتلك ترسانة ضخمة من الطائرات المسيرة المسلحة والصواريخ الباليستية. وتقول جهات إقليمية ودولية إن أسلحة الجماعة تأتي من إيران، لكن طهران تنفي ذلك.
