أم تي آي نيوز / تقرير : عدن تايم
المليشيات الحوثية تُمنى بالكثير من الخسائر على يد القوات المسلحة الجنوبية، لكنها تستأسد على المدنيين وترتكب الكثير من الجرائم والعمليات الإرهابية على صعيد واسع ضد المدنيين الجنوبيين.
يضاف إلى ذلك جملة التصعيد المستمر من قبل المليشيات الحوثية التي تشكل تهديدا خطيرا لأمن واستقرار المنطقة على نحو غير مسبوق في ظل الهجمات المستمرة على الملاحة البحرية.
الوضع الحالي يمثل نتاجا صريحا ومباشرا لسياسات الصمت المستغرب من قبل المجتمع الدولي على الممارسات التي اتبعها المجتمع الدولي في التعامل مع الممارسات الحوثية.
فسياسات الصمت الدولي فتحت شهية المليشيات الحوثية لتتوسع في عملياتها الإرهابية على صعيد واسع، علما بأن الجنوب هو المستهدف الأول من الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية.
— الحوثي والقاعدة:
صب تنظيم القاعدة باليمن الزيت على نار الحديدة المشتعلة لليوم الثامن على التوالي إثر غارات إسرائيل وذلك بعد أن كشفت إدانته ضمنيا تعاونه مع الحوثي.
فالتنظيم الذي حرض على شن هجمات منفردة ضد “الغرب والأنظمة العربية” وتجنب “إيران ووكلائها”، حاول تسويق المزاعم الحوثية بأن بنية ميناء الحديدة الذي قصفتها إسرائيل هي “مقدرات للمسلمين” دون أن يشير لاستغلاله من قبل المليشيات واتخاذه منصة للتهريب والهجمات ومصدر تمويل لعملياته ضد الشعب اليمني.
وأصدر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، المصنف بأخطر فروع التنظيم حول العالم لدى الولايات المتحدة، اليوم، ما سماه “بيان بشأن قصف الكيان المحتل على اليمن”، خصص بدايته للهجوم بشراسة على الحكومات العربية، في تكرار لذات التهم الحوثية.
وفي تأكيد لعزلته، لم يتبن تنظيم القاعدة آراء غالبية فئات الشعب اليمني من أن مليشيات الحوثي ومن خلفها إيران هي من استجلبت الغارات الإسرائيلية لأول مرة في تاريخ البلاد بعد أن انخرطت بهجمات محدودة ودعائية لحصد مكاسب سياسية بزعم “نصرة غزة”، وهو مؤشر رصدته المليشيات عند وقوع الغارات وخرج زعيمها في اليوم التالي للقصف للتقليل من أثر الخسائر.
كما أن تنظيم القاعدة في اليمن الذي يقود جناحه الإعلامي الإرهابيان “جواد الأبي” و”مصعب العدني”، استغل الغارات الإسرائيلية في محاولة التغطية على واقع تحالفه السري مع مليشيات الحوثي الذي لطالما وفر لها غطاء وشماعة للتمدد باسم “مكافحة الإرهاب”.
وادعى تنظيم القاعدة في بيانه المزعوم أنه على “عداء مع الحوثيين”، في حين أنه لم يتم تسجيل للتنظيم أي هجوم فعلي على الأرض خلال الـ4 السنوات الماضية ضد المليشيات، بينما تعرضت قوات المجلس الانتقالي والحكومة اليمنية المدعومة من التحالف العربي.
ومغازلة لحواضنه وقواعده، أعاد التنظيم التذكير بعملياته ضد الولايات المتحدة، محاولا اعتماد النهج القائل بأن “المواجهة مع الغرب والأنظمة العربية” التي توعد بمقارعتهم، يجب أن تكون أولى من المواجهة مع إيران ووكلائها كالحوثيين في اليمن.
وفي نقطة تظهر محاولته التوافق مع أجندة طهران، وصف التنظيم انطلاق طوفان الأقصى أنه “نصر مبين” وتجاهل الإشارة للدعم الإيراني لحماس، وبعيدا عن حقيقة المعادلة في غزة، فقد حرضت القاعدة على مهاجمة “أمريكا واليهود والحكومات العربية” وتجنبت ذكر إيران في وقت تزعم أن ما يحدث بالمنطقة نتاج صراع طائفي ولعب “أدوار بين أمريكا وإيران” حد قولها.
تخبط وذر الرماد في الأعين
في حديثه لـ”العين الإخبارية” لم يستغرب الباحث في شؤون الجماعات المتطرفة في اليمن محمد بن فيصل من تخبط مضامين البيان المزعوم لتنظيم القاعدة بشأن غارات إسرائيل في الحديدة مؤكدا أنه ليس “جديدا” كون التنظيم بلا نهج ويصدح بعداوته لدول تحالف دعم الشرعية في اليمن.
وقال: “يعيش التنظيم منذ فترة، وتحديدا منذ سيطرة سيف العدل على قيادة تنظيم القاعدة، والخطاب دعائي والشرعي لتنظيم القاعدة في تخبط، فبينما سيف العدل يمتدح هجمات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر ويصف المليشيات بمسمى أبناء الشعب اليمني العظيم يخرج في ذات الوقت المسؤول الأمني لفرع القاعدة اليمني إبراهيم البناء يهاجم الحوثيين”.
وأضاف أن “تخبط العدل المقيم في إيران والبناء العنصر الفاعل في اليمن يكشف محاولة التنظيم التوفيق بين أجندة طهران، والتمسك في الوقت نفسه بالخطاب الأصولي الطائفي لمغازلة الحواضن بما في ذلك جنود وأنصار التنظيم وكذا القبائل السنية في اليمن”.
وأوضح: ” كالعادة يحاول التنظيم أو حتى مليشيات الحوثي المتاجرة باليمن وأزمته تنفيذ لأوامر الحرس الثوري الإيراني، فقد حمل تنظيم القاعدة كل من الدول العربية والحكومة اليمنية خاصة المسؤولية دون التطرق لإيران ولدورها العبثي في المنطقة”.
وأشار إلى أن موقف التنظيم هو لـ”ذر الرماد في الأعين” خصوصا مزاعمه أنه “غير متناس العداء مع مليشيا الحوثي، مدرجًا جمل طائفية فضفاضة” لكن الواقع يخالف ذلك ولا يمت لمزاعم التنظيم بصلة وأن التنظيم اليوم بات أكثر تحالفا واتصالا بوكلاء إيران الحوثيين.
وتابع: “يصر التنظيم على استغفال جنوده وأتباعه، فمنذ 4 أعوام صعد تنظيم القاعدة هجماته ضد القوات الحكومية والتابعة للمجلس الانتقالي في شبوة وأبين، في المقابل، يعيش في وئام وسكينة وهدوء تام مع مليشيات الحوثي لاسيما في المناطق الحدودية بين شبوة وأبين والبيضاء والتي تنتشر فيها معسكرات مليشيات الحوثي من جهة ومعسكرات تنظيم القاعدة من جهة أخرى”.
وأكد أن المواد الإعلامية لتنظيم القاعدة تشير بوضوح أنها تسعى لمنافسة مليشيات الحوثي في عملية المتاجر بالقضية الفلسطينية والأزمة اليمنية على حد سواء وذلك تنفيذًا لأجندة طهران من قبل الجماعتين.
إثبات الفاعلية
وفقا للتقرير الـ33 لفريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات التابع للأمم المتحدة بشأن داعش والقاعدة الصادر في 29 يناير/كانون الثاني 2024، فإن تنظيم القاعدة في اليمن لايزال يشكل تهديدا رغم النكسات والخسائر الميدانية التي يتعرض لها في الجنوب اليمني.
وأكد التقرير أن عمليات القوات الحكومية والتابعة للمجلس الانتقالي المدعومة من دولة الإمارات أدت إلى تراجع تنظيم القاعدة وكذا هجماته التي أصبحت أقل تواترا، ورغم ذلك يحاول أن يكون “الأكثر فاعلية في اليمن ولديه نية للقيام بعمليات في المنطقة وخارجها”.
وأشار إلى أن تنظيم القاعدة في اليمن أعاد تنشيط استراتيجيته ومحتواه الإعلاميين بشكل كبير، مستفيدًا من الأحداث الدولية كهجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول لتحريض الجهات الفاعلة المنفردة على مستوى العالم لشن الهجمات.
وكان التنظيم استأنف نشر مجلة «صدى الملاحم» في سبتمبر/أيلول الماضي وأصدر أعدادا أكثر تواترا من مجلة أمة واحدة، وبث مقابلات لعدد من قياداته لبث رسائل أكثر تماسكا.
وفقا للتقرير الأممي فإن “تنظيم القاعدة في جزيرة العرب استخدم طائرات دون طيار مسلحة في شبوة كما طور قدرات أنظمة جوية بدون طيار، وأنشأ وحدة متخصصة للطائرات بدون طيار، مع تدريب عملياتي من مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا” في دلالة لدعم الحوثيين أخطر فروع القاعدة حول العالم.
الحوثي يتراجع عن حرب الحديدة:
وزير الخارجية الإسرائيلي يمعن في إهانة الحوثي، ويعلن إن إسرائيل على إستعداد لتوجيه ضربة ثانية للحوثيين وأكثر من ضربة ، ومع هذه الرسالة النارية أعتقد أن الجماعة قد استوعبت الدرس جيداً ،ولن تغادر في شططها مساحة التهريج الإعلاني، والدوران على حواف شعار الموت لإسرائيل ،دون أن تعيد الكرة ثانية ، وستعتبر أن عملية يافا التي أسقطت زجاج نافذتين وقتيلاً واحداً غير قابلة للتكرار، إلا في نطاق البروبجنده والألاعيب الدعائية بقصف البحر المحيط بإسرائيل، دون أن تخترق الأجواء أو تسقط قتلى وجرحى.
إسرائيل أمام أمنها لا تعنيها السياسة ، ولا تقف مطولاً حول ردود أفعال العالم ،وإن لها قدرتها النارية الضاربة ، التي تتخطى الحدود وتوصل حمولتها الجهنمية حيث أرادت، ومازالت الحديدة تحترق بصواريخ سرب العشرين طائرة الإسرائيلية حتى اللحظة.
الحوثي يعتقد أن صعلكته الصاروخية قليلة الفعل تجاه كيان الإحتلال ، يمكن أن تحميها الصفقات السياسية ، والحفاظ الإمريكي عليه-الحوثي- لحسابات تتصل بحاجة واشنطن للجماعة لتنفيذ سياساتها في المتطقة ، إسرائيل التي تمرست على القتل والإبادات والحروب منذ إغتصابها لفلسطين ، هي غير واشنطن ، فالسياسة قضية تالية لأمنها ، الأمن أولاً وهو وحده من يجعلها تعيش في محيط يمور بالعداء لوحشتها السافرة ، لذا هي لا تهدد بل غالباً تضرب في العمق ، وإذا كانت أشعلت الحديدة، لاشيء سيمنعها من إحراق مران وصعدة وتواجد الحوثي في صنعاء في ضرباتها التالية.
أثبتت عملية قصف الحديدة أن إسرائيل تفوق واشنطن إستخبارياً ، وإنها حاضرة ومخترقة تفاصيل المشهد اليمني ،وأنها وفرت للبنتاجون معلومات لم يكن يملكها ، وبنك إهداف ظل غائباً عنه .
الحوثي هو الآخر برغم عنترياته، إلا أن غباءه قابل للتقييم الداخلي لدوائر القرار الضيقة، وبالتالي لن يجازف بالرد والوصول إلى تل ابيب حتى وان أستطاع ، وسيبقى الموت لإسرائيل شعاراً عبيطاً يبيعه لإنصاره المحليين، لحث السير بهم نحو المحارق.
من يقتل اليمني هو الحوثي بإستدعاء آلة الموت ، دون أن يمتلك القدرة على مقاومة أسراب الطيران الاسرائيلية، لا بغطاء جوي ولا بقدرة الردع ، وبالتالي هو القاتل الثاني في جريمة المئة ضحية وحريق الحديدة.
إسرائيل تدرك جيداً ماهو الشيء الذي يوجع الحوثي ، وهو قطعاً ليس قصف مسيَّرة أو صاروخ يمكن الإحلال محلهما ، بل شل مصدر ضخ المال لأذرعه،وتعطيل أهم موارد لإبقاء آلته الحربية في حالة فعالية ، لذا الميناء الذي حوله من مصدر عيش وإغاثة ملايين المدنيين، إلى هدف مزدوج جباية واستقبالاً للخبراء والسلاح ، وبالتالي الحوثي باستدعاء القتلة وحده من يشرعن تدمير مابقي من منشآت اليمن.
الإستخلاص: الحوثي مجرم ، وإسرائيل اشد إجراماً، الثاني سبعاود ضرب الحوثي في ما الاول سيكف عن الأخذ بثأر الحديدة ، سيلعق جراحه وسيعوي قائده من على منصة الخطابة ، ولن يرُد .