أم تي آي نيوز / متابعات
حذر مؤتمر صحفي نظمه مركز سوث24 للأخبار والدراسات اليوم الأحد في العاصمة عدن من التداعيات الخطيرة لأزمة المياه في محافظة الضالع بجنوب اليمن وتأثيراتها الممتدة على النساء والفتيات، وبالأخص في مديريتي الحصين والأزارق.
المؤتمر الذي أشهرت فيه دراسة صادرة عن المركز تم العمل عليها منذ مطلع العام الجاري ضمن مشروع مولته منظمة Urgent Action Fund الأمريكية، تطرق إلى المأساة الإنسانية الناتجة عن أزمة المياه في محافظة الضالع.
واستعرض المؤتمر فيلمًا وثائقيًا بحضور وزير المياه في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، ورئيس الإدارة الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي، وممثلي منظمات دولية ومحلية، وناشطات نسويات وأكاديميين ومراسلي القنوات والصحف.
وتضمن الفيلم الوثائقي الذي حمل عنوان “قطرة صعبة” مقابلات مصورة مع النساء والفتيات والرجال والأطفال في مديريتي الأزارق والحصين، ومسؤولي السلطة المحلية في محافظة الضالع، ووزراء من الحكومة اليمنية في عدن.
وأظهر الفيلم فتيات وأطفالًا تعرضوا لتشوه العظام وحالات الكساح وتسوس الأسنان بسبب شرب المياه الملوثة بنسب عالية من الفلورايد في مديرية الحصين. ومطالبات الأهالي بتوفير المياه النظيفة وكبح جماح الأزمة المتفاقمة.
وضمن كلمة مركز سوث24، قال مدير المكتب الإقليمي للمركز في عدن يعقوب السفياني إن أزمة المياه في محافظة الضالع، تتجاوز الأبعاد التقليدية لأزمات المياه في أي مكان آخر بوصفها أزمة مائية وصحية واجتماعية ووجودية في ذات الوقت.
وانتقد السفياني تجاهل الجهات المسؤولة لطلبات مركز سوث24 لإجراء مقابلات معها للحديث عن هذه الأزمة الإنسانية، وعلى وجه الخصوص وزارة الصحة اليمنية، رغم التداعيات الصحية الخطيرة لهذه الأزمة.
وتحدثت رئيسة دائرة المرأة والطفل في المجلس الانتقالي الجنوبي ياسمين حميد عن أوجه معاناة النساء والفتيات بشكل خاص من أزمة المياه في الضالع. وقالت إنهن الشريحة الأكثر تضررا صحيًا وجسديًا ونفسيًا واجتماعيًا.
وأشارت حميد إلى حالات الوفاة في صفوف النساء والفتيات جراء السقوط في الآبار ومن المنحدرات خلال البحث عن المياه. ولفتت إلى أن أزمة المياه في الضالع تسببت بتسرب آلاف الفتيات من المدارس، وحالات الزواج المبكر.
وأوضح مدير الصحة في مديرية الحصين بالضالع د. محمد عبد الله أن المياه الجوفية الملوثة بنسب عالية من الفلورايد بلغت أضعاف النسبة الطبيعية تسببت بمئات الحالات من الكساح التام والجزئي والتشوهات العظمية في المديرية.
وأشار إلى أنه خلال مسح ميداني عام 2017 شمل 20 قرية في مديرية الحصين، تم تسجيل 301 حالة كساح و1027 حالة تشوهات عظمية وتسوس للأسنان وهشاشة العظام المتفاوتة، أغلبها من النساء والفتيات.
وفي البيان الصحفي الختامي لمركز سوث24، تم التحذير من أن أزمة المياه في الضالع “هي مأساة إنسانية متكاملة الأركان، تهدد بتعميق النزاعات المحلية المسلحة على موارد المياه على المدى القريب المنظور”.
كما حذر البيان من “زيادة الكلفة الإنسانية التي تتحمل النساء والفتيات النسبة الأكبر منها ويشمل ذلك الحرمان من التعليم والزواج المبكر والمشاكل الاجتماعية والأسرية المرتبطة بشكل وثيق بهذه الأزمة”.
وأضاف: “يدعو مركز سوث24 الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ومنظمات الأمم المتحدة وشركائها المحليين في اليمن، إلى التدخل العاجل للتعامل مع أزمة المياه في محافظة الضالع على كل المستويات، وحماية السكان وبالأخص النساء والفتيات من التداعيات الوخيمة لهذه الأزمة”.
وأوصى البيان المجتمع الدولي والجهات المانحة، بتخصيص أموال لدراسات نوعية حول أزمة المياه، مع التركيز على تأثيرها على النساء، والضغط على الحكومة لإشراك النساء في صنع القرار المتعلق بإدارة المياه.
وتضمن البيان توصيات لمنظمات المجتمع المدني بتخصيص جزء من البرامج لأزمة المياه، ونشر الوعي حول الحصول على مياه آمنة وصرف صحي.
وقال البيان: “ندعو إلى تبني الحلول المقترحة في الدراسة الصادرة عن مركز سوث24، مثل تقنيات حصاد الأمطار التقليدية مثل الصهاريج والأحواض المفتوحة والمغلقة، والري السيلي (الأفلاج). وتقنيات الحصاد غير التقليدية..”.
وذكر البيان بعض تقنيات الحصاد غير التقليدية مثل تجميع مياه الضباب وتكثيفها وتعميم التجارب التي تمت في محافظات أخرى.
وتضمنت الدراسة الصادرة عن المركز المكونة من 68 صفحة التي سيتم ترجمتها ونشرها باللغة الإنجليزية بعض الحلول المستدامة الصديقة للبيئة لأزمة المياه في محافظة الضالع، مع شرح مستفيض لجوانب الأزمة.
رابط الدراسة PDF:
رابط الفلم الوثائقي: