« أم تي آي نيوز » متابعات
قال الباحث والمستشار الصحفي، رئيس مؤسسة اليوم الثامن، صالح أبو عوذل، إن الضربات الجوية الأخيرة تثير تساؤلات جدية حول ما بعدها، محذرًا من أن تكرارها دون رؤية أو استراتيجية واضحة لليوم التالي سيقود إلى مزيد من التصعيد السياسي والأمني.
وأوضح أبو عوذل أن الاعتماد على القوة الجوية وحدها لا يصنع حلولًا مستدامة، متسائلًا عن جدوى المضي في مئات أو آلاف الضربات دون مسار سياسي أو ميداني واضح، مؤكدًا أن ما بعد “ألف ضربة جوية” قد لا ينتج عنه أي واقع جديد على الأرض.
وأشار إلى أن إدارة الملف اليمني أسهمت في تعقيد المشهد، موضحًا أنه بعد أن كانت الأزمة محصورة في جماعة الحوثي، باتت مرشحة للتوسع لتشمل مناطق أخرى مثل مأرب والحديدة، نتيجة ما وصفه بإهدار فرصة تاريخية لإخراج الحوثيين من صنعاء ودعم عودة الشرعية، مقابل اللجوء إلى مسارات اتفاقات ومناورات بعيدة عن القوى التي قدمت التضحيات على الأرض.
وأكد أبو عوذل أن الجنوب، بعد تحرره من الإرهاب، لن يعود إلى سلطة الحوثيين، مشددًا على أن مجتمعات مأرب والبيضاء والجوف، بوصفها مجتمعات قبلية سُنّية، لن تقبل الخضوع لأي مشروع حوثي أو إخواني، فيما تمتلك تهامة تاريخًا طويلًا من الصراع سيجعلها تقاوم أي محاولة للهيمنة.
وأضاف أن الانتقادات السابقة لإدارة الملف اليمني لم تكن بدافع الخصومة، بل بهدف تصويب مسار المعركة وإعادة توجيه أهداف التحالف العربي، معتبرًا أن الضربة الأخيرة شكلت “جرحًا عميقًا” في حضرموت، محذرًا من تداعياتها السياسية والاجتماعية السلبية.
وتطرق أبو عوذل إلى البعد التاريخي، مشيرًا إلى أن الجنوب العربي سعى بعد الاستقلال ليكون حليفًا عربيًا، قبل أن يتجه إلى تحالفات أخرى، مؤكدًا أن الجنوب اليوم يمتلك تحالفاته القوية، وأن شعبه يتمتع بنخوة عروبية لم تُحترم كما يجب.
وختم صالح أبو عوذل بالتأكيد على أن ما يجري هو نتيجة خيارات سياسية خاطئة، مشددًا على أن أبناء الجنوب ومناطق أخرى سيقفون للدفاع عن أمنهم ومجتمعاتهم، ومواجهة التنظيمات الإرهابية، حفاظًا على أمنهم واستقرارهم.

