« أم تي آي نيوز » كتب : منصور صالح
كنا نتوقع العبث…
كنا نعرف أن القيادات اليمنية تنهب القطاعات النفطية في حضرموت،
لكننا – بصراحة – لم نتخيل أن يصل الانحطاط إلى هذا المستوى الصادم.
آبار نفط تُنهب بعشوائية،
ومئات الآلاف من الأطنان، على مدى خمسةٍ وثلاثين عامًا، تُكرَّر في مصافٍ بدائية متخلفة،
تدمير ممنهج للبيئة،
وتلويث للأرض،
ونهب صريح لممتلكات البسطاء،
كل ذلك لصالح ثلة فاسدة، بلا وازع ولا رقيب.
اليوم، لا أحد يستطيع أو يجرؤ على النفي.
لا أحد يمكنه إنكار هذه الفضيحة الفجّة من الفساد.
ولا أحد يستطيع إنكار ما كنا نقوله ونحذّر منه مرارًا:
أن مليشيا الحوثي كانت المستفيد الأول من تهريب المشتقات النفطية.
حضرموت، ومدن الجنوب عمومًا، عاشت لسنوات أزمات خانقة في الوقود؛
كهرباء تنقطع بالساعات والأيام،
مستشفيات ومدارس ومنازل يخيم عليها الظلام،
فيما آلاف الأطنان من المشتقات تُهرّب ليل نهار،
تسيل على الأرض، تلوّث البيئة، وتنشر الأمراض… وتقتل الناس بلا حساب ولا خجل.
ثم يخرج لصّ فاسد، مزايدًا ومتباهيًا،
ليقول إن مأرب تبيع 20 لترًا بثلاثة آلاف ريال،
فيما تُباع في المكلا وسيئون بتسعة وثلاثين ألفًا!
أي وقاحة هذه؟
وأي جريمة أبشع من سرقة الناس ثم التفاخر بها؟
إنه عبث مهول…
صادم…
مؤلم…
وجريمة مكتملة الأركان،
لا تكفي معها بيانات، ولا تُجدي فيها تبريرات.
ما ارتكبه الفاسدون في حضرموت يستحق فتح تحقيق أممي عاجل،
لأنه لم يعد فسادًا محليًا،
بل تدميرًا منظمًا للثروة والبيئة،
ومصادرةً لحق الناس في الحياة الكريمة على أرضهم.
✍️ منصور صالح

