الخميس, ديسمبر 11, 2025
الرئيسيةتقاريردولة الجنوب العربي.. وصراخ الخصوم

دولة الجنوب العربي.. وصراخ الخصوم

« أم تي آي نيوز » تقرير : رامي الردفاني

في لحظة سياسية وعسكرية فارقة يعيشها الجنوب العربي، يستغرب الخصوم بأن مشروع دولة الجنوب لم يعد مجرد شعار أو طموح شعبي، بل أصبح واقعًا يتشكّل ويتقدم على الأرض بقوة المؤسسات وبزخم الإرادة الشعبية.

ومع كل خطوة يخطوها الجنوب العربي نحو تثبيت سيادته وترتيب بيته الداخلي، ترتفع أصوات مضادة تحاول اصطناع معارك وهمية وخلق ضجيج إعلامي يائس، في مشهد يعكس حجم الارتباك الذي أصاب القوى المناهضة للمشروع الجنوبي و هذه القوى اليمنية المشوؤمة، التي استهلكت كل أوراقها وفقدت حضورها وتأثيرها، لم تجد سوى “حرب البيانات” وسلاح الشائعات لتواجه بها مشروعا وطنيا يتقدم بثبات، بينما يراقب الشارع الجنوبي المشهد بابتسامة واثقة تدرك أن الحقائق لا تهزمها الصرخات، وأن دولة تُبنى على الأرض لن تقف في طريقها كلمات تولد ميتة.

حيث ان حرب البيانات التي تُشنها اليوم قوى الاحتلال اليمني ضد الجنوب ليست وليدة اللحظة، بل امتداد طبيعي لمسار طويل من محاولات التشويه والتضليل التي رافقت كل تقدم يحرزه المشروع الوطني الجنوبي و ومع التصعيد السياسي والعسكري الأخير، وجدت بعض القوى نفسها في مواجهة مباشرة مع واقع جديد يتشكل خارج إرادتها، فاختارت الطريق الأسهل: في صناعة ضجيج لفظي، وتضخيم مزاعم، وإطلاق اتهامات لا تستند إلى منطق أو حقائق.

وفي الأيام الماضية، بدا واضحا أن خصوم الجنوب العربي أرضا وشعبا يمرّون بحالة ارتباك غير مسبوقة، تمظهرت في سيل من البيانات المتشنجة التي حاولت، دون جدوى، تسويق رواية مغايرة للواقع و هذه البيانات التي انهالت بلا توقف لم تُصنع للاقناع، بل لخلق انطباع بكثرة الرافضين، رغم أن الشارع الجنوبي يعرف جيدا أن هذه الأصوات من قوى الاحتلال اليمني وأدواتهم لا تمثل إلا نفسها ولا تملك قاعدة حقيقية تستند إليها.

ان قوى الاحتلال اليمني نفسها التي تزعم اليوم الدفاع عن “الوطنية” هي ذاتها التي غابت عن مواجهة الإرهاب الحوثي، بل وتخاذلت ودعمت تلك القوى في لحظات فارقة تركت فيها شعبها في الشمال تواجه مصيرها.

ومع ذلك، تصر على تقديم نفسها كمرجعية أخلاقية وسياسية بينما تغض الطرف عن تاريخ طويل من العجز والانقسام والصفقات التي أنهكت البلد وسمحت للميليشيات بالتمدد والهيمنة.

كما ان الأطراف والقوى من الاحتلال اليمني التي تشن تلك الحرب على شعب الجنوب تحاول إحداث شرخ في سفينة التحرر التي يقودها المجلس الانتقالي الجنوبي، وكأنها تراهن على أن الجنوب هشّ بما يكفي ليهتز أمام حملات التشويه لكنها تغفل عن حقيقة راسخة ان الجنوب اليوم ليس هو الجنوب بالأمس، فهو يمتلك قوة عسكرية منظّمة، ومؤسسات أمنية فاعلة، وإرادة شعبية تُصعّب على أي خصم مهمة اختراق المشهد أو التأثير على مسار التحرر.

كما ان الحملة الإعلامية التي تعتمد على “تقزيم” التحركات الجنوبية السياسية والعسكرية ليست سوى محاولة للهروب من مواجهة الحقيقة .. فالقوى المناهضة تدرك أن الانتقالي يمضي قدماً في تثبيت نفوذ مؤسسات الدولة الجنوبية وترتيب البيت الداخلي، وتدرك كذلك أن أي تقدم يحرزه الجنوب العربي يعني خسارتها آخر ما تبقى لها من نفوذ رمزي أو سياسي.

ومن زاوية تاريخية أوسع، يكشف المشهد أن هذه الأساليب ليست جديدة، بل تكرار لنهج قديم استخدمته قوى مشابهة في مراحل التحرر الأولى خلال ستينيات القرن الماضي، حين حاولت اختزال نضال الشعب الجنوبي في صراعات جانبية وتشويه الثورة الوليدة. اليوم يعيد التاريخ نفسه، لكن بميزان قوى مختلف ووعي شعبي أكبر وتجربة طويلة صقلت إرادة الجنوبيين وجعلتهم أكثر صلابة في مواجهة الحملات النفسية.

وفي الوقت الذي تتساقط فيه البيانات كغبار سياسي لا يحمل وزنا ولا تأثيرًا، يمضي الجنوب العربي بثقة نحو إعادة بناء دولته واستعادة مؤسساته، مستندًا إلى قوة عسكرية أثبتت كفاءتها، وإرادة سياسية تستند إلى رؤية واضحة، وقيادة تتعامل مع التحديات بهدوء وحكمة لا تُخطئها العين.

إن خصوم الجنوب الذين يرفعون أصواتهم اليوم بالبيانات يدركون أكثر من غيرهم أن هذه المعركة خاسرة، وأن الزمن لم يعد يرحم الخطابات المفروغة من مضمونها. فالحقائق باتت تتحدث على الأرض، والجنوب العربي أصبح قوة واقعية لا يمكن تجاوزها أو تجاهلها، والمستقبل الذي يسطره أبناؤه لم يعد ينتظر إذنا من أحد.

وبينما يواصل البعض إطلاق بيانات تولد ميتة، بينما يمضي الجنوب بخطى ثابتة نحو مشروعه التحرري، رافعًا رايته في زمن تتراجع فيه الشعارات وتبقى الأفعال هي اللغة الوحيدة التي تفرض حضورها.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات