الجمعة, نوفمبر 1, 2024
الرئيسيةأخبار محليةتحليل: الترسانة الحوثية الإيرانية

تحليل: الترسانة الحوثية الإيرانية

أم تي آي نيوز / ثابت حسين صالح

تستمر جماعة الحوثي الإرهابية في تهديد الأمن والاستقرار في البحر الأحمر، بزعم أنه “تضامن مع الفلسطينيين في حرب غزة”.

وأدت هجمات جماعة الحوثي، المصنفة على قوائم الإرهاب الأميركية، في البحر الأحمر إلى ارتفاع تكاليف تأمين السفن، ما أجبر غالبية شركات الشحن على تجنب عبور البحر الأحمر، وهو طريق حيوي تمر عبره نحو 12 في المئة من التجارة البحرية العالمية.

إيران ووكلائها في المنطقة لديهم خبرات طويلة من تطوير تقنيات حربية غير تقليدية، حيث تظهر صور ومقاطع مصورة للحرس الثوري الإيراني تطوير متواصل للسلاح المسير عن بعد من طائرات وقوارب ومركبات، ومؤخرا غواصات ذكية.

غواصات ذكية:
أواخر يناير الماضي اعترضت قوة أميركية سفينة تهريب في البحر العربي اكتشف فيها “قطع غيار ومعدات لتصنيع أسلحة غواصة مسيرة حيث تظهر في إحدى الصور مروحية الغواصة”.

هذه الغواصة المسيرة التي ظهرت في الصورة “هي ذاتها التي ظهرت في منتصف مارس من 2022 خلال حفل تدشين المرحلة الثامنة من ضم المعدات الدفاعية المتخصصة إلى سلاح البحرية التابع للحرس الثوري الإيراني، والذي ضم لأول مرة غواصات مسيرة عن بعد”.

هذه “الغواصات المسيرة خلافا للطوربيدات، قد تكون بطيئة ولكن مداها أبعد، وهي مجهزة بمنظومة بصرية تساهم في تحديد الهدف، واغلبها يتم توجيهه بدقة.
تشمل “تعديلا لمعدات إيرانية قادرة على الغطس مثل مركبة الــ (روف) المجهزة بمجموعة أجهزة استشعار متقدمة، وتستخدم في المقام الأول للاستطلاع أو عمليات زرع الألغام المحتملة وهي نسخة من مركبة (بلوتو بلس) الإيطالية، أو غواصات صغيرة مثل فئة (غدير) الإيرانية”.

الجديد بهذه المركبة التي تحدث عنه زعيم الحوثيين أنها “غواصة مسيرة عن بعد قادرة على حمل رأس متفجر”.

الحوثيون استولوا في 2018 على غواصة ذكية “ريمس 600″، وربما قام الخبراء الايرانيون بـ”استنساخها لكي تقوم بعمليات هجومية أشبه بسلاح الطوربيد المضاد للقطع البحرية”.

إيران هي الحوثيون:
من غير المحتمل أن يكون الحوثيون قادرين على تصنيع هذه الأسلحة بمفردهم، بل المؤكد أن تكون قادمة من إيران. أنظمة الأسلحة المسيرة تشكل تهديدا خطيرا لأنها يمكن أن تطغى على دفاعات السفن من خلال هجوم من أبعاد متعددة يسمى بـ(هجوم السرب).

كيفية تجنب الغواصات المسيرة؟:
الغواصات المسيرة التي قد يستخدمها الحوثيون تشكل خطرا على السفن المتوقفة أو تلك التي تسير ببطء، وهو ما قد يشمل السفن التي تعبر باتجاه البحر الأحمر بسبب ضيق باب المندب والازدحام في الممر المائي الهام.

هذه الغواصات المسيرة ليست سريعة أو قادرة على البحث عن هدف، ولكن يمكن توجيهها للوصول إلى أهداف محددة سابقا باستخدام نظام تحديد المواقع (جي بي أس).

الدفاع ضد الغواصات أو المركبات الغاطسة المسيرة عن بعد قد يشكل تحديا لأنه يصعب رؤيتها، وقد لا يمكن إصابتها تحت الماء، ولهذا على السفن في المنطقة الحفاظ على حركة دائمة حتى لا تصبح هدفا للحوثيين.

لكن هذه الغواصات المسيرة التي تعتبر أشبه بـ”ألغام متنقلة” يمكن تجنبها من خلال نشر شبكات حول السفن قادرة على اصطياد أو تحييد هذه الغواصات.
المؤكد أن المصدر لهذه الغواصات هو إيران، خاصة وأن طهران أصبحت تصنع طائرات مسيرة لروسيا ولاستعمالها الخاص، ولديها خبرة في تطوير قوارب مسيرة انتحارية.

مسيرات انتحارية: 
يزعم الحوثيون إنهم يصنعون طائراتهم المسيرة محليا، لكن العرض العسكري الذي أقيم في صنعاء في مارس 2021 كشف أن ترسانتهم هذه هي في الغالب ايرانية.
وتتضمن ترسانتهم من الطائرات بدون طيار مسيرات “شاهد-136” الإيرانية التي تستخدمها روسيا في حربها بأوكرانيا.

ولدى الحوثيين أيضا مسيرات من طراز “صماد 3”.

مداها يفترض أن يبلغ نحو 1600 كلم، وسبق أن استخدموها في هجماتهم على الإمارات والسعودية.

 وجاء في تقرير “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية” في 2020 أن الطائرات المسيرة هذه “تستخدم إرشادات نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي أس) وتحلق بشكل مستقل على طول نقاط الطريق المبرمجة مسبقا” نحو أهدافها.

صواريخ باليستية:
وتضم ترسانة الحوثيين صواريخ بالستية من طراز “طوفان”، وهي في الأساس صواريخ “قدر” الإيرانية لكن أعيد تسميتها، ويتراوح مداها بين 1600 و1900 كلم.

هذه الصواريخ غير دقيقة إلى حد كبير، على الأقل في النسخ التي استعرضوها.
وأجرت إيران عام 2016 تجارب على صواريخ “قدر” التي ضربت أهدافا تبعد نحو 1400 كلم.
كان الحوثيون قد كشفوا عن ترسانتهم من صواريخ “طوفان” قبل أسابيع من شن حركة حماس هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر…ما يؤكد القيادة الايرانية المباشرة لكل هذه العمليات.

وكان الحوثيون استولوا على أسلحة الجيش اليمني كله عندما سيطروا على صنعاء وكل الشمال.

كما استطاعوا تجميع صواريخ ومدرعات ومسيرات.

صواريخ “كروز”:
يملك الحوثيون أيضا صواريخ “كروز” إيرانية من طراز “قدس”وتتوافر نسخ عدة من هذه الصواريخ، بعضها يبلغ مداه حوالى 1650 كلم.

وعام 2022، أعلن الحوثيون استخدام صواريخ “قدس 2” لاستهداف العاصمة الإماراتية أبوظبي. وعبرت الصواريخ آنذاك مسافة 1126 كلم من شمال اليمن.
كما أطلق الحوثيون صواريخ “قدس 2” عام 2020 لاستهداف منشآت في السعودية.

إيران مصدر أسلحة الحوثيين الأساسي:
دعت الدول الأعضاء في مجلس الأمن، خاصة تلك التي لديها قنوات مباشرة مع طهران، إلى الضغط على القادة الإيرانيين لكبح جماح الحوثيين ووقف هذه الهجمات غير القانونية والوفاء بالتزاماتهم بموجب قرارات مجلس الأمن.

الحرس الثوري الإيراني زود الحوثيين بـ”ترسانة متزايدة من الأسلحة المتقدمة منذ عام 2014، وقد استخدموها لمهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر”، وهذا ينتهك قراري مجلس الأمن الدولي رقم 2140 و2216.

الولايات المتحدة وشركاءها اعترضوا ما لا يقل عن 18 سفينة تهرب أسلحة إلى الحوثيين بشكل غير قانوني بين العامين 2015 و2023، وصادرت صواريخ باليستية وصواريخ كروز وصواريخ مضادة للسفن وطائرات مسيرة وأسلحة أخرى.
وأصدرت وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية “دي أي أيه” تقريرا مطلع يناير استخدام طائرات مسيرة وصورايخ استخدمها الحوثيون ضد أهداف عسكرية ومدنية في جميع أنحاء المنطقة.

ويوضح التقرير في تحليل مقارن مدعما بالصور الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية التي يستخدمها الحوثي في مهاجمة السفن التجارية في البحر الأحمر مع تلك التي استهدفت البنية التحتية والموانئ في جميع أنحاء المنطقة.

وقدمت الولايات المتحدة أدلة جديدة على أن هجمات الحوثيين على الشحن الدولي يتم تنفيذها بأسلحة صممتها إيران، وبادارة خبراء ايرانيين.

أعلنت القيادة المركزية الأميركية “سنتكوم” في بيان نشرته على منصة “إكس” أن سفينة تابعة لخفر السواحل الأميركي “قامت بمصادرة شحنة من الأسلحة التقليدية المتطورة وغيرها من المساعدات الفتاكة مصدرها إيران ومتجهة إلى المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن من على سفينة في بحر العرب في 28 يناير”.

الشحنة تحتوي على أكثر من 200 حزمة تشمل مكونات صواريخ ومتفجرات وأجهزة أخرى.

هذا مثال آخر على نشاط إيران المحموم في المنطقة.

استمرارهم في إمداد الحوثيين بالأسلحة التقليدية المتقدمة… يستمر في تقويض سلامة الشحن الدولي والتدفق الحر للتجارة.

وفي 16 يناير، أعلن الجيش الأميركي أنه صادر في 11 من الشهر ذاته، مكونات صواريخ إيرانية الصنع على متن قارب في بحر العرب كانت متوجهة إلى الحوثيين، في أول عملية من نوعها منذ بدأ المتمردون اليمنيون استهداف سفن قبالة اليمن.

وحتى قبل بدء الهجمات، أعلن الجيش الأميركي مرارا مصادرة شحنات أسلحة قال إنها متجهة من إيران إلى الحوثيين.

في ديسمبر 2023، شكلت الولايات المتحدة قوة بحرية متعددة الجنسيات لحماية السفن في البحر الأحمر، لكن هذا التحالف لم يتمكن حتى الآن من وقف الهجمات بشكل نهائي…الأمر الذي ولد لدى المراقبين أسئلة وشكوك عديدة عن مصداقية هذا التحالف.

*باحث ومحلل سياسي وعسكري

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات