« أم تي آي نيوز » متابعات
في خطوة مثيرة للجدل، سلمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر شحنة من المستلزمات والمعدات الطبية لسلطات جماعة الحوثي في صنعاء، رغم استمرار الميليشيات في ممارسات القمع والتنكيل بحق موظفي المنظمات الدولية والأممية في مناطق سيطرتها. ويثير هذا التدفق المستمر للمساعدات تحت غطاء إنساني تساؤلات حول جدوى التوزيع وآليات ضمان وصول الدعم للفئات المستحقة.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الشحنة الجوية، التي تجاوز وزنها 35 طناً، تضمنت أدوية ومواد جراحية، إلى جانب معدات أساسية لدعم المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية المدعومة من اللجنة. وأوضحت أن الهدف من هذه المبادرة هو تمكين المرافق الصحية من علاج المرضى، والاستجابة لحالات الطوارئ، وضمان استمرار الخدمات الحيوية في المناطق الأكثر ضعفًا.
ويأتي تقديم المساعدات الطبية في ظل حملة قمع واعتقالات طالت موظفي المنظمات الدولية، حيث كشف تقرير للأمم المتحدة عن اختطاف جماعة الحوثي 59 من موظفيها، وهو ما يضع علامات استفهام حول استخدام هذه المنظمات كممر للمساعدات، وسط مخاوف من استغلال الحوثيين للمواد الإنسانية لأغراض سياسية أو تجارية.
ويعكس هذا الموقف التحديات الكبرى التي تواجه المجتمع الدولي في إيصال المساعدات إلى المدنيين، حيث يُجبر العاملون في المجال الإنساني على التنقل بين الضغط الميداني من الحوثيين، والمطالب الدولية بمواصلة تقديم الدعم. ويُعد هذا التوازن دقيقًا للغاية، خاصة في ظل استمرار الانتهاكات والاعتقالات التي تقوض الجهود الإنسانية وتزيد من معاناة السكان المحليين.

