« أم تي آي نيوز » خاص
شهدت منصات التواصل الإجتماعي، حالة من الإحتفاء الإخواني والحوثي بقرار رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بشأن إنهاء إتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات، وبيان السعودية المؤيد لقرار العليمي.
وإصدر العليمي قرارين قضى الأولى بإعلان حالة الطورائ لمدة 90 يوماً، وفرض حظر جوي وبحري وبري لمدة 72 ساعة، فيما قضى الثاني، بإلغاء إتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات ومطالبتها بسحب قواتها من اليمن، فيما ذهبت الخارجية السعودية، إلى توجيه إتهامات للإمارات بالقيام بخطوات تهدد أمن المملكة منها الضغط على قوات المجلس الانتقالي الجنوبي للقيام بعمليات عسكرية على حدود المملكة الجنوبية في محافظتي حضرموت والمهرة، وهو ما نفته الإمارات وفندت حقيقته في وقت لاحق.
وبرغم أن الإعلام الحوثي لم يتناول سابقاً قرارات العليمي أو بيانات الخارجية السعودية حتى المتعلقة بالشأن اليمني، إلا أن قناة المسيرة الحوثية هذه المرة تعاملت مع قرار العليمي بسياستها التحريرية وكذا البيان السعودي، فيما سارع نشطاء موالون للحوثي إلى تداول البيان الصادر عن الخارجية السعودية المؤيد للقرار ونشره على نطاق واسع.
الأوساط الإخوانية هي الأخرى تعاملت مع قرارات العليمي والبيان السعودي كإنه إنتصار عسكري أسهم في تحرير صنعاء من سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية.
وفي الأثناء، تبدلت مواقف الناشطة الإخوانية المقيمة في تركيا، توكل كرمان، من إنتقاد العليمي وإتهامه بالضعف، إلى الإشادة به ووصفه بالرئيس والقائد، مؤكدة تأييدها لقراره المتعلق بإنهاء الدور الإماراتي في اليمن من اليمن.
وحال كرمان إنطبق على العديد من نشطاء وقيادات الإخوان اليمنية والعربية، التي سارعت إلى تحميل الإمارات مسؤولية عرقلة تنفيذ أهداف التحالف العربي في اليمن، فيما ذهب أخرون كما هو حال الصحافي الأردني ومدير قناة الجزيرة القطرية السابق، ياسر أبو هلالة، الذي إتهامها بالتعاون مع الحوثي لتقسيم اليمن.
ويرى سياسيون ومهتمون بالشأن اليمني، أن إحتفاء الإخوان والحوثي بهذه القرارات والإجراءات، ليس مستغرباً بإعتبارهم المستفيدين الوحيدين من خروج القوات الإماراتية من اليمن.
وأشاروا إلى أنه خلال إنتشار القوات الإماراتية في مختلف الجبهات اليمنية بين عامي 2015 و2019م، كانت الشرعية اليمنية تسيطر على رقعة واسعة من المحافظات الشمالية وذلك بعد مساهمتها في تحرير وتأمين المحافظات الجنوبية المحررة بشكل كامل وكذا مساندة القوات المشتركة في عمليات تحرير الساحل الغربي ووصولها إلى قرب ميناء الحديدة قبل أن يتم توقيع إتفاق ستوكهولم الذي قضى على هذه الجهود.
وأضافوا أن الإمارات خلال تواجدها منعت في أكثر من مرة تقدم الميليشيات نحو مأرب او فرضة نهم، كما أنها حدت من من خطورة التحركات الإخوانية التي همشت المقاومة الشعبية الحقيقية وأنشأت قوات وهمية تحت مسمى “الجيش الوطني”.
وعقب إنسحاب الإمارات في 2019 بضغط من حزب الإصلاح، شهدت جبهات الشمال تحديداً إنتكاسة كبيرة، اسفرت عن خسارة قرابة 90 بالمائة من الأراضي المحررة دون قتال، إبتداءًا بفرضة نهم ثم محافظة مأرب التي كانت شبه محررة كلياً بإستثناء مركز مديرية صرواح، وصولاً إلى محافظة الجوف التي سقطت مجدداً بيد الحوثيين وكذا البيضاء التي كانت هي الأخرى محررة بإستثناء مدينة رداع وأجزاء من ناطع ونعمان.

