الخميس, سبتمبر 4, 2025
الرئيسيةاخبار عربية و دوليةالحوثيون يصعّدون الهجمات بعد «مجزرة حكومتهم»

الحوثيون يصعّدون الهجمات بعد «مجزرة حكومتهم»

« أم تي آي » الشرق الاوسط

صعّدت الجماعة الحوثية من هجماتها في اليومَيْن الأخيرَيْن باتجاه إسرائيل، مع محاولتها تضخيم هذه الهجمات التي تأتي بعد مقتل رئيس حكومتها وأكثر من نصف وزرائه، في ضربة إسرائيلية على صنعاء الخميس الماضي.

ووسط القلق الأممي من تفاقم دوامة التصعيد، ادّعت الجماعة المتحالفة مع إيران تنفيذ سلسلتَيْن من العمليات العسكرية النوعية ضد أهداف إسرائيلية، قالت إنها شملت إطلاق صواريخ باليستية ومسيرات على مواقع «حساسة» في تل أبيب، بالإضافة إلى مهاجمة ميناء أسدود ومحطة كهرباء ومطار بن غوريون، فضلاً عن استهداف سفينة في البحر الأحمر.

من جهته، أكد الجيش الإسرائيلي اعتراض طائرة مسيّرة، الثلاثاء، وصاروخ، الأربعاء، وهو ما تسبّب في تفعيل صفارات الإنذار داخل إسرائيل، للمرة الأولى، منذ الضربة التي قتلت رئيس حكومة الحوثيين أحمد الرهوي ووزراءه.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، في بيان متلفز، إن «القوة الصاروخية نفّذت عملية مزدوجة بصاروخَيْن باليستيين؛ أحدهما من طراز (فلسطين-2) الانشطاري متعدد الرؤوس، والآخر من نوع (ذو الفقار)».

وادّعى سريع أن الهجوم استهدف «أهدافاً حساسة في يافا (تل أبيب)»، وحقق إصابات مباشرة. وأضاف أن العملية تأتي «رداً أولياً على العدوان الإسرائيلي على صنعاء»، في إشارة إلى الغارة التي أودت بحكومة الجماعة.

كما أعلن سريع، في بيان سابق، الثلاثاء، تنفيذ خمس عمليات جديدة بطائرات مسيّرة وصاروخ مجنح، مدعياً أنها استهدفت مبنى هيئة الأركان الإسرائيلي في تل أبيب، ومحطة كهرباء الخضيرة، وميناء أسدود، ومطار بن غوريون، إلى جانب مهاجمة سفينة «MSC ABY» شمال البحر الأحمر، بزعم مخالفتها الحظر المفروض على الملاحة نحو المواني الإسرائيلية.

تهديد وتضخيم

وزعم المتحدث باسم الحوثيين أن هذه العمليات «أصابت أهدافها بدقة»، متوعداً بتصعيد «الردع» خلال المرحلة المقبلة، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي؛ إذ أقر بمسيّرة وصاروخ واحد تم اعتراضهما، يومي الثلاثاء، والأربعاء، موضحاً أن صفارات الإنذار دوّت في مناطق عدة، وأن المجال الجوي أُغلق مؤقتاً.

ويرى مراقبون أن تل أبيب تتعامل بحذر مع هذه الهجمات الحوثية، لكنها لا تنفي خطورة تحول الجبهة اليمنية إلى مصدر تهديد متكرر في ظل انشغال إسرائيل في غزة ولبنان.

وتأتي هذه الهجمات في سياق سعي الحوثيين لتعظيم قوتهم أمام قواعدهم عقب الخسارة الضخمة التي لحقت بهم بعد مقتل رئيس حكومتهم وقيادات رفيعة في ضربة إسرائيلية استهدفت صنعاء الخميس الماضي.

وربطت الجماعة الحوثية هجماتها بذكرى المولد النبوي الشريف، وقدّمتها بوصفها جزءاً من «المعركة المقدسة لنصرة غزة»، في خطاب يتسق مع استراتيجيتها الإعلامية لتعزيز الزخم الشعبي رغم خسائرها الأخيرة.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 كثّف الحوثيون عملياتهم باتجاه إسرائيل وضد سفن الشحن باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية والمجنحة، وتسبّبت الهجمات في مقتل إسرائيلي واحد، وغرق أربع سفن وقرصنة سفينة خامسة، وكذا مقتل 9 بحارة على الأقل.

وردت إسرائيل خلال 15 موجة بغارات مركزة على مواقع للجماعة الحوثية في صنعاء والحديدة، وكان أبرزها الأسبوع الماضي حين خسرت الجماعة صفيْها السياسي والإداري جرّاء ضربة استهدفت اجتماعاً في صنعاء.

قلق أممي

في الأثناء، عبّر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، عن «قلقه البالغ» إزاء استمرار دوامة العنف بين الحوثيين وإسرائيل، محذراً من تداعياتها الخطيرة على اليمن والمنطقة.

غروندبرغ الذي أنهى زيارة إلى مسقط شملت لقاءات مع مسؤولين عمانيين وكبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام، دعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس وخفض التصعيد وحماية المدنيين. كما شدد على مسؤولية المجتمع الدولي في دعم جهود الأمم المتحدة لإيجاد تسوية شاملة لليمن.

ولم يقتصر انتقاد غروندبرغ على التصعيد العسكري؛ إذ جدّد إدانته الشديدة لحملة الاعتقالات التي نفّذها الحوثيون بحق موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية، مطالباً بالإفراج «الفوري وغير المشروط» عنهم.

وأكد أن استمرار هذه الممارسات يعرّض عمليات الأمم المتحدة ومساعداتها الإنسانية لخطر جسيم، ويضع سلامة موظفيها في مواجهة تهديد مباشر.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات