الثلاثاء, سبتمبر 2, 2025
الرئيسيةاخبار عربية و دوليةالحوثيون يشيّعون وزراءهم في صنعاء… وينفون الاختراق الأمني

الحوثيون يشيّعون وزراءهم في صنعاء… وينفون الاختراق الأمني

« أم تي آي » الشرق الاوسط

تبنّت الجماعة الحوثية استهداف ناقلة نفط مملوكة لشركة إسرائيلية في البحر الأحمر، الاثنين، في وقت شيّعت فيه بالعاصمة اليمنية المختطفة صنعاء رئيس حكومتها الانقلابية أحمد الرهوي وتسعة من وزرائه الذين قضوا في ضربة إسرائيلية الخميس الماضي، مع استمرارها في التعتيم على حالة الجرحى من بقية الوزراء.

ومع محاولة الجماعة المتحالفة مع إيران خلال التشييع طمأنة أنصارها، والتأكيد على تماسك أجهزتها الأمنية والسياسية، وعلى عدم وجود أي اختراق أمني، تبنّى المتحدث العسكري باسمها يحيى سريع إطلاق صاروخ باليستي زاعماً أنه أصاب بشكل مباشر ناقلة النفط «سكارليت راي».

لكنّ تقارير ملاحية دولية قلّلت من أثر الهجوم الحوثي؛ إذ ذكرت شركة «أمبري» البريطانية للأمن البحري وهيئة التجارة البحرية البريطانية أن السفينة، التي ترفع علم ليبيريا وتعود ملكيتها لشركة إسرائيلية، لم تُصب بأضرار تُذكر، وأن طاقمها واصل الرحلة بسلام رغم سماع انفجار قوي قربها على بُعد 40 ميلاً بحرياً جنوب غربي ميناء ينبع السعودي.

ومنذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تاريخ الهجوم غير المسبوق الذي شنته «حماس» على جنوب إسرائيل، انخرط الحوثيون في إطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة نحو إسرائيل، كما استهدفوا سفناً تجارية في البحر الأحمر قالوا إنها مرتبطة بتل أبيب.

وتقول الجماعة إن هذه العمليات تأتي «إسناداً للفلسطينيين في غزة»، بينما تؤكد إسرائيل أنها ستواصل الرد على هذه الهجمات بضربات عسكرية في اليمن.

وأطلق الحوثيون منذ مارس (آذار) الماضي، حوالي 60 صاروخاً باليستياً باتجاه إسرائيل، إضافة إلى كثير من الطائرات المسيّرة، بحسب بيانات الجيش الإسرائيلي الذي أكد أن معظم هذه الهجمات أُحبطت قبل وصولها إلى أهدافها.

كما صعّدت الجماعة عملياتها البحرية ما أدى إلى غرق سفينتين يونانيتين في يوليو (تموز) الماضي، ومقتل 4 بحارة واحتجاز 11 آخرين، ليصل عدد السفن الغارقة إلى 4 سفن منذ بدء التصعيد.

وكان الحوثيون قد أطلقوا منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 وحتى يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 200 صاروخ وطائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، لكنها لم تحقق أي نتائج مؤثرة باستثناء مقتل شخص بطائرة مسيرة ضربت شقة في تل أبيب في 19 يوليو 2024.

تشييع استعراضي

وغداة خطاب زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الذي توعّد فيه إسرائيل بمزيد من الهجمات «في مسار تصاعدي»، شيّعت الجماعة في شكل استعراضي ودعائي رئيس حكومتها الرهوي، وتسعة من وزرائه القتلى إلى جانب مدير مكتب مجلس وزرائها وسكرتير المجلس.

ونقلت وسائل إعلام الجماعة أن القائم بأعمال رئيس حكومتها، محمد مفتاح، قاد الموكب الجنائزي، وسط حشد شعبي وحضور سياسي، قبل أن يلقي خطاباً مطولاً حاول من خلاله التقليل من تأثير الضربة الإسرائيلية، متحدثاً عن «تماسك الدولة» واستمرارية المؤسسات.

وقال مفتاح إن جماعته تواجه «أعتى إمبراطوريات الاستخبارات في العالم»، عادّاً أن استهداف حكومة الانقلاب يأتي في سياق «مشروع الهيمنة الصهيونية على المنطقة». وأكد أنه «لا قلق على أداء الجهاز الحكومي»، مشدداً على أن ما يُشاع عن اختراق أمني أو تفريط في الحماية «مجرّد تهريج من إعلام معادٍ».

وأضاف أن حكومته «ستتقوى بدماء الشهداء»، مؤكداً أن الوضع الأمني والتمويني مستقر، وأن المرافق الحيوية، بما فيها المواني الخاضعة للجماعة، ما زالت تعمل بشكل طبيعي؛ على حد زعمه.

قائمة بالقتلى

وبعد تعتيم دام عدة أيام، اضطرت الجماعة، الاثنين، إلى إعلان قائمة القتلى رسمياً، وهم إلى جانب الرهوي، وزير العدل مجاهد أحمد علي، ووزير الاقتصاد معين المحاقري، ووزير الزراعة رضوان الرباعي، ووزير الخارجية جمال عامر، ووزير الكهرباء علي حسن، ووزير الثقافة علي اليافعي، ووزير الشؤون الاجتماعية سمير باجعالة، ووزير الإعلام هاشم شرف الدين، ووزير الشباب محمد المولد، إضافة إلى مدير مكتب رئاسة الوزراء محمد الكبسي، وسكرتير المجلس زاهد العمدي، وسط تكهنات بأن وزراء آخرين في حكومة الانقلاب الحوثية لا يزالون في وضع حرج، لكن الجماعة تتكتم على أسمائهم.

وكان الجيش الإسرائيلي أكد أن طائراته «نفذت ضربة دقيقة ضد هدف تابع للنظام الحوثي الإرهابي في منطقة صنعاء»، متهماً الجماعة المدعومة من إيران بـ«تقويض الاستقرار الإقليمي وتهديد حرية الملاحة الدولية».

وقال وزير الدفاع يسرائيل كاتس عقب الضربة إن «يد إسرائيل ستقطع يد كل من يمدّها ضدها»، في إشارة إلى استمرار العمليات ضد الحوثيين.

وبحسب مراقبين يمنيين، مثلت العملية الإسرائيلية «ضربة نوعية» غير مسبوقة في استهداف الصف السياسي الأول للحوثيين، بعدما ركزت الضربات السابقة على منشآت حيوية ومخازن أسلحة ومطارات وموانٍ.

ويرى المراقبون أن تل أبيب «حققت اختراقاً استخبارياً لافتاً» بعد نحو عام من بدء مواجهة الحوثيين معها على خلفية حرب غزة.

وإذ سعت الجماعة إلى تصوير تشييع الوزراء بأنها رسالة صمود، حاول مفتاح في خطابه طمأنة الموالين بشأن «تماسك مؤسسات الدولة»، و«الالتفاف الشعبي».

ويقول المراقبون إن الحوثيين يحاولون «تغطية الإخفاق الأمني» بمزيد من القمع الداخلي، بينما يواصلون في الوقت نفسه تصعيد الهجمات ضد إسرائيل، سعياً إلى إظهار أنهم لم يتأثروا بخسارتهم السياسية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات