الثلاثاء, أغسطس 12, 2025
الرئيسيةتغريدات و آراء و كتابفي الذكرى الثانية لاستشهاد القائد عبداللطيف السيد: حاضر في الذاكرة.. خالد في...

في الذكرى الثانية لاستشهاد القائد عبداللطيف السيد: حاضر في الذاكرة.. خالد في الميدان

« أم تي آي نيوز » كتب : صادق القفعي

في مثل هذا اليوم من عام 2023، ودّعت أبين والجنوب قاطبة أحد أبرز رجالاتها المخلصين، القائد الشهيد عبداللطيف السيد، قائد الحزام الأمني في المنطقة الوسطى بمحافظة أبين، والذي سقط شهيدًا في ميدان البطولة، دفاعًا عن الأرض والكرامة والعقيدة، في مواجهة شرسة مع قوى الإرهاب والتطرف.

عبداللطيف السيد لم يكن مجرد قائد عسكري على رأس تشكيل أمني، بل كان حالة وطنية نادرة، جمعت بين الإيمان العميق بالقضية الجنوبية، والحنكة القيادية، والقدرة على الحسم الميداني. كان صوته مدويًا في ميادين القتال، وظله حاضرًا في أروقة القرار الأمني. وباستشهاده، لم تفقد أبين قائدًا فحسب، بل فقدت الجنوب أيقونة نضال ومشروع شهيد وطني مكتمل الملامح.

رجل المرحلة الصعبة

برز الشهيد عبداللطيف السيد في أوقات كانت فيها أبين تغرق في مستنقع الفوضى والتمدد الإرهابي، وبدلًا من أن يكون جزءًا من المشكلة، اختار أن يكون جزءًا من الحل… ومن المواجهة.

قاد المعارك تلو المعارك، وكان في مقدمة الصفوف، لا يلوذ بالمكاتب أو يتوارى خلف القيادات، بل يقاتل ويصمد ويقود من خط النار الأول.

لقد لعب دورًا محوريًا في تأمين المنطقة الوسطى وتحريرها من عناصر التطرف والإرهاب، وكان له فضل كبير – بإجماع الجميع – في استعادة هيبة الدولة، وتعزيز الأمن، وبث الطمأنينة في قرى ومديريات لطالما عانت من الانفلات والعنف.

كثر من مجرد قائد

كان الشهيد عبداللطيف السيد مدرسة في القيادة، جمع حوله رفاقًا أوفياء، يؤمنون بمشروعه، ويسيرون اليوم على خطاه. لم يكن يأمر من خلف المكاتب، بل كان يعيش المعركة بكل تفاصيلها. وإلى جانب صلابته في مواجهة الخطر، كان إنسانًا متواضعًا، قريبًا من الناس، يحمله الأهالي في قلوبهم لأنه لم يخذلهم، بل كان حاضرًا وقت الغياب، وصامدًا وقت الانكسار.

الذكرى.. تجديد للعهد

نُحيي اليوم الذكرى الثانية لاستشهاد القائد عبداللطيف السيد، لا لنرثيه فقط، بل لنستلهم منه الإصرار والعزيمة، ونجدد العهد أن دماءه، ودماء رفاقه وكل شهداء الجنوب، لن تذهب هدرًا.

ستظل أرواحهم منارات تهدينا في درب التحرير والاستقلال. الجنوب لن يركع، ولن يسمح للإرهاب أن يعيد عقارب الزمن إلى الوراء.

إن استكمال مسيرة الشهيد مسؤولية جماعية، تقع على عاتقنا جميعًا – قيادةً، ومقاتلين، وشعبًا – وكل من يؤمن بأن الجنوب يستحق دولة حرة، عادلة، مزدهرة، تُبنى على تضحيات الشهداء والأبطال.

رحم الله القائد الشهيد عبداللطيف السيد، وكل شهداء الجنوب الأبرار.

الخالدون لا يموتون.. بل يخلدهم الوطن في ذاكرته، والتاريخ في صفحاته، والميدان في ساحاته.

وإنا على العهد باقون.. حتى النصر.

الرحمة والخلود للشهداء، والنصر لقضيتنا العادلة.

المجد للجنوب وأحراره.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات