الخميس, يوليو 3, 2025
الرئيسيةتغريدات و آراء و كتابإننا قابضون على الجمر من أجل الجنوب

إننا قابضون على الجمر من أجل الجنوب

« أم تي آي نيوز » كتب : ناصر التميمي

منذ أن انطلقت الشرارة الأولى للثورة الجنوبية السلمية أو ما عُرف بالحراك الجنوبي، كشر الاحتلال اليمني عن أنيابه السامة وواجه الثورة بمختلف الأسلحة، إلا أنه فشل في احتوائها، نتيجة الصمود الأسطوري لشعب الجنوب الذي استبسل في مقاومة الاحتلال وأعوانه.

ومن رحم الثورة الجنوبية وُلد المجلس الانتقالي كثمرة من ثمار ثورة الحراك الجنوبي، الذي جمع أغلب القوى المؤمنة بالتحرير والاستقلال، واستطاع الانتقالي تحقيق كثير من المكاسب السياسية والعسكرية والدبلوماسية، التي فتحت الأبواب المغلقة على الجنوب على مصراعيها لإيصال قضية شعب الجنوب إلى كل المحافل الدولية، بعد أكثر من ثلاثين عاماً من الإقصاء والتهميش من قبل نظام الاحتلال اليمني، الذي استبعد كل ما هو جنوبي في مختلف المجالات وحوّله إلى غنيمة حرب للقوى المنتصرة في الحرب، وعاث فيه الفساد.

وبعد أن أصبح للجنوب ممثل شرعي وحامل رئيس للقضية الجنوبية ومعترف به إقليميًا ودوليًا وخلفه شعب الجنوب، شعرت قوى الهيمنة اليمنية بأن مشروعها القذر الذي أسموه “وحدة يمنية” لم يعد مقبولًا على أرض الجنوب، ولا أحزابها التي باتت منبوذة أيضًا من قبل شعب الجنوب، ولا لها أي وجود على الواقع. وأصبح المجلس الانتقالي هو الممثل الشرعي والأقوى على الساحة الجنوبية، ويحظى بشعبية كبيرة جدًا، وشكل صدمة قوية للقوى اليمنية التي جعلها تتخبط وتدور في دائرة مفرغة، وشعروا بأنفسهم أن أيامهم باتت معدودة على أرض الجنوب الطاهرة، وساعة رحيلهم باتت قاب قوسين أو أدنى.

وما يجري اليوم في الجنوب من حروب في كافة المجالات هو بفعل فاعل، وتقف خلفه قوى الفساد والهيمنة اليمنية، التي تريد تركيع الشعب بأي وسيلة لحرفه عن مسار مشروعه الذي يناضل من أجله، وجعله يعيش في دوامة من الأزمات المفتعلة حتى يتحقق حلمها وينجح مشروعها القذر، الذي تستميت في فرضه باستخدام سياسة التجويع وليّ الذراع.

لكن صمود الشعب الأسطوري شكل صدمة قوية لكل القوى المعادية التي لا تعيش إلا من خلال هذه الأزمات وشفط دماء الغلابة.

فالشعب اليوم يعرف من هو المتسبب في هذه الأزمات، حتى ولو حاول إعلام القوى اليمنية ومطبلوهم توجيه أصابع الاتهام إلى المجلس الانتقالي زورًا وبهتانًا، فسيفشلون كما فشلوا في المرات السابقة، لأن الشعب الجنوبي يعرف جيدًا من هو عدوه الحقيقي، ولهذا لا يستمع للشائعات والأكاذيب التي تُنشر من قبل الإعلام اليمني المعادي، الذي يقتل القتيل ويمشي في جنازته.

يجب أن تعلم القوى اليمنية أن شعب الجنوب لم يعد يستمع لأكاذيبكم وسخافتكم التي تبثون سمومها. ليس هذا فحسب، بل نفض يده من أحزابكم وسمومها التي تروجون لها تحت أي مسمى.

رغم المعاناة الملقاة على شعبنا الصامد، ورغم أننا قد وصلنا إلى حافة الهاوية وعلى وشك السقوط الذي يريده لنا أعداء الجنوب من القوى اليمنية والإقليمية والدولية، إلا أننا ما زلنا صامدون، صامدون صمود الأبطال في ساحة الوغى، ولن نستسلم للمحتل الذي استولى على كل شيء، ولم يبقَ لنا شيء جميل في الجنوب قط.

ومع ذلك، يستميت اليوم في تجويعنا لسبب واحد، هو أننا فوضنا المجلس الانتقالي، الذي بات مسمارًا حادًا في حلوقهم، وقلنا لهم نريد استعادة دولتنا، ارحلوا عن أرضنا، لأنكم غرباء لستم منا ونحن لسنا منكم. اذهبوا إلى أرضكم، ونحن لنا أرضنا.

لكنهم ما يزالون متمسكين بوحدتهم المقبورة وعلى حساب شعبنا العظيم.

بريطانيا جلست 128 عامًا، وأنتم لن يدوم احتلالكم الخبيث أكثر، وزوالكم قريب بإذن الله.

وقيادتنا صامدة على الهدف المنشود، وما عويل ونباح القوى المعادية إلا دليل واضح وقاطع على أن قيادتنا تسير في الاتجاه الصحيح وحسب الخطة، ولن يخذلوا شعبهم.

وإن شاء الله سيتحقق حلمنا قريبًا، وإننا قابضون على الجمر من أجل الجنوب، ولن تهزنا العواصف مهما كانت قوتها.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات