« أم تي آي نيوز » أرم نيوز
في خضم حالة الارتباك التي تواجهها مليشيات الحوثي، لجأت مليشيات الحوثي إلى إنشاء جهاز أمني جديد بصلاحيات واسعة، يتولى مهمة التنسيق والإشراف على بقية أجهزتها الأمنية، في تجربة مستنبطة من المؤسسات الاستخباراتية الإيرانية.
وأنشئ الجهاز الجديد، بقرار من زعيم ميليشيا الحوثيين، عبدالملك الحوثي، تحت مسمّى “جهاز أمن الثورة”، الذي يخضع لإشراف مباشر منه، لتولي مهام استراتيجية “تتضمن توجيه الأداء العام، والتخطيط والرقابة والإشراف على باقي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية التابعة للميليشيا، ككيان تنسيقي أعلى”.
مهام الجهاز
وأشارت المصادر إلى تكليفات أخرى للجهاز إلى جانب مهامه الداخلية، تتضمن “مسؤوليات في مجال الأمن الخارجي والإقليمي، بما يتماشى مع المشروع التوسعي” لميليشيا الحوثيين، في سياق مواز من حيث الهيكل والدور لوزارة الاستخبارات الإيرانية، المسماة “الاطلاعات”.
ونقلت عن مصادر ، أن ميليشيا الحوثيين تهدف من استحداث الجهاز، إلى تعزيز قبضتها الأمنية، وتنويع أدواتها في فرض رقابة صارمة على المجتمع، وتوسيع نطاق نفوذها داخل الأجهزة الأمنية في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وبحسب المصادر، فإن القيادي جعفر محمد المرهبي، من أبناء مديرية رزاح بمحافظة صعدة، المعقل الرئيس لميليشيا الحوثيين، هو المكلّف بقيادة الجهاز الأمني الجديد.
وذكرت أن المرهبي، أحد المشاركين في تأسيس الدائرة الأمنية لميليشيا الحوثيين، ويعدّ أحد قادة الظل البارزين في التنظيم الأمني السرّي للميليشيا، وأحد الفاعلين الأساسيين في أجهزة مخابراتها، وتولى في فترة سابقة، مسؤولية الحماية الأمنية لمؤسس الميليشيا الحوثية، حسين بدر الدين الحوثي، ثم زعيم ميليشيا الحوثيين الحالي، عبدالملك الحوثي.
وقالت المنصة إن سيرة الرجل مرتبطة بشبكة خلايا أمنية متصلة بمخابرات ” فيلق القدس” الإيراني، وميليشيا حزب الله اللبنانية، نفّذت عمليات اغتيال وتفجير، وسبق أن حُكم عليه بالإعدام في يونيو/ حزيران من العام 2008، من المحكمة الجزائية المتخصصة، بعد إدانته بقتل ضابط وجندي أثناء حملة أمنية، قبل أن يتم الإفراج عنه لاحقا في العام 2011 بعفو رئاسي.
ويرى مراقبون أن استحداث الجهاز “يعد انعكاسا لرغبة الميليشيا في تعزيز سيطرتها المحلية، وفرض رقابة داخلية على أجهزتها الأمنية وقياداتها المتعددة، في ظل تصاعد الشكوك البينيّة من تسرّب معلومات ثمينة، مكّنت المقاتلات الأمريكية مؤخرا من الوصول إلى بعض المواقع العسكرية ومراكز القيادة والسيطرة، التي كان الحوثيون يعتقدون أنها محصّنة وسريّة، فضلا عن بعض الضربات التي طالت قيادات متحرّكة على متن سيارات في صعدة وصنعاء”.
