الإثنين, مايو 26, 2025
الرئيسيةتغريدات و آراء و كتابشعب الجنوب … الوعي الذي لا يُخدع والإرادة التي لا تُكسر

شعب الجنوب … الوعي الذي لا يُخدع والإرادة التي لا تُكسر

« أم تي آي نيوز » بقلم : ابو صالح ( البرق اليافعي )

في الجنوب لم يعد الميدان مفتوحاً للمناورات ولا الوعي الشعبي قابلاً للاختراق . الجنوب اليوم ليس مجرد جغرافيا تبحث عن كيان سياسي بل هو مشروع وطني متكامل تحرسه ذاكرة شعب لا ينسى وضمير جمعي لا يساوم وإرادة لا تقبل الانحناء . شعب الجنوب بوعيه المتقدم وتجربته المتراكمة بات هو الحكم الوحيد على صدق المشاريع والمواقف والقيادات .
إن الميزان الشعبي الجنوبي اليوم واضح وبسيط وعميق في آنٍ معاً من يقف مع استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة فهو محل احترام وتقدير ودعم من الشعب ومن يلتف أو يتراجع أو يساوم على هذا الحق التاريخي والمصيري فإن الشعب يتركه خلفه دون أن يلتفت لتاريخه السياسي أو لمسيرته النضالية أو لموقعه الحالي . لقد أثبتت السنوات أن لا قدسية لأحد ولا ثقل لأسماء مهما كانت إذا حادت عن خط الاستقلال والتجارب كثيرة والأسماء التي تجاوزها الشعب أكثر منذ بدايات الحراك الجنوبي وحتى هذه اللحظة .
الجنوبيون لا يعادون أحداً من ابنائهم لكنهم أيضاً لا يمنحون ثقتهم مجاناً . يقفون مع من يمثلهم بصدق ويدعمون كل من يحمل قضيتهم بوضوح لكنهم لا يمنحون تفويضاً مطلقاً ولا يقبلون بالمراوغة أو الانحناء . على الجميع أن يدرك أن الجنوب لا يحتاج إلى من “يدير القضية” بل إلى من يقاتل من أجلها بثبات ويصونها من التآكل ويتقدم الصفوف وهو يدرك أن الشعب هو صاحب القرار الأول والأخير.
كل من راهن على أن الشعب الجنوبي قد يتعب أو قد يقبل بالتراجع أو قد ينسى بوصلته خسر الرهان. وكل من ظن أن بإمكانه تجاوز الإرادة الجمعية أو الالتفاف على مشروع الاستقلال وجد نفسه في الهامش متروكاً بلا جمهور وبلا تأثير ، يتلاشى في ذاكرة الناس كما تلاشت وجوه كثيرة من قبل.
المرحلة ليست مرحلة رمادية المواقف فالجنوب أمام مفترق طرق حاسم لا يحتمل أنصاف المواقف فإما مع الدولة الجنوبية أو ضدها ، لا وسط ولا رمادية ولا مساحة للضباب السياسي . وبهذا الفهم فإن الجنوب لا يُعادي الأسماء لكنه لا يقدسها ولا يمنحها بقاءً لمجرد تاريخ أو صفة . المعيار الوحيد هو: هل لا يزال هذا الشخص أو هذا الكيان يقف مع استعادة الدولة؟ إن كانت الإجابة نعم فله كل الدعم. وإن تراجع أو تلكأ أو حاول أن يلتف فإن الشعب سيتجاوزه دون تردد ويمضي في طريقه نحو الاستقلال كما فعل من قبل مع من هم أكبر شأناً وأشهر اسماً .

ومضه اخيره…

إن المرحلة هي مرحلة الوعي والقرار الشعبي الجنوبي الحاسم وكل من لا يدرك ذلك عليه أن لايتفاجىء بموجة الشعب حين تلفظه خارج دائرة الذاكرة الجنوبية دون اعتبار لتاريخه أو مكانته الإجتماعية والسياسية .


مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات