الثلاثاء, أبريل 29, 2025
الرئيسيةاخبار عربية و دوليةبراغماتية أردوغان تضع حماس في ورطة بعد انكشاف أنباء التنازلات

براغماتية أردوغان تضع حماس في ورطة بعد انكشاف أنباء التنازلات

« أم تي آي نيوز » العرب

اضطرت تركيا إلى نفي تقارير إسرائيلية تحدثت عن ممارستها ضغوطًا على حركة حماس لتقديم تنازلات في ملف وقف إطلاق النار في غزة، لكن، خلف ستار النفي الرسمي، تتكشف ملامح براغماتية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يسعى لترسيخ دور أنقرة كلاعب محوري في المنطقة، حتى وإن كان ذلك على حساب علاقاتها مع بعض الحلفاء.

ويطمح أردوغان إلى الظهور كقوة إقليمية مؤثرة في الملفات الساخنة، وخاصة في سوريا وغزة، ساعيا إلى إعادة رسم خريطة النفوذ التركي في المنطقة.

ويرى مراقبون أن أنقرة تسعى لتوظيف علاقاتها مع أطراف متعددة، مثل دمشق وحماس، لتقديم تنازلات “مقبولة” للولايات المتحدة، بما يضمن إعجاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالدور التركي، ويفتح لها آفاقا جديدة في السياسة الإقليمية.

وهذا الطموح قد يفسر الضغط التركي على حماس لتقديم تنازلات في ملف وقف إطلاق النار، مستغلة ضعف خيارات الحركة في ظل الضغط العسكري الإسرائيلي المدعوم أميركيا.

وقد حرصت حماس على تقديم هذه التنازلات، التي تمت بوساطة أنقرة، على أنها “مناورة ذاتية”، لكن تسريبها من الجانب الإسرائيلي وضع الحركة في موقف حرج أمام أنصارها ومقاتليها، وأمام الوسطاء القطريين والمصريين. إذ سعت أنقرة والدوحة بشكل منفرد للحصول على تنازلات جزئية من حماس، لتقديمها كـ”نجاح وساطة”.

ويرى مراقبون أن تقديم حماس تنازلاتها لأنقرة بدلا من الدوحة، قد يؤدي إلى توتر العلاقات مع قطر، التي تعتبر نفسها الحليف الأهم للحركة بسبب احتضان القيادة السياسية والدعم المالي والسياسي الذي قدمته لها لسنوات طويلة.

وهذا التوتر المحتمل يضع حماس في موقف صعب، حيث تحاول الموازنة بين الحفاظ على علاقاتها مع قطر وتلبية مطالب أنقرة، في ظل ضغوط إسرائيلية وأميركية متزايدة.

وقد نفى المتحدث باسم الخارجية التركية، أونجو كتشالي، هذه المزاعم، مؤكدًا أن “الادعاء بأن وزيرنا (الخارجية) أجبر حماس على تقديم تنازلات بشأن وقف إطلاق النار خلال لقائه بمسؤولي حماس في الدوحة الأحد، لا يعكس الحقيقة”.

وأشار إلى أن اللقاء تناول الوضع الإنساني الكارثي في غزة ومستجدات مفاوضات وقف إطلاق النار. لكن تصريحات وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، تشير إلى أن أنقرة باتت تقدم نفسها كوسيط لحماس في مفاوضاتها مع إسرائيل.

والأحد، بحث فيدان مع رئيس مجلس شورى “حماس” محمد درويش، وأعضاء المكتب السياسي للحركة، الوضع الإنساني بقطاع غزة ومفاوضات وقف إطلاق النار.

وقد تحدث فيدان عن “انفتاح حماس على اتفاق يتجاوز وقف إطلاق النار إلى حل دائم للصراع”، وهو ما يرجح أن حماس تستخدم الوساطة التركية كـ”غطاء دبلوماسي وأمني”.

وتسعى حماس إلى الاستفادة من النفوذ التركي لضمان دور لها في أي ترتيبات مستقبلية، خاصة في ظل تراجعها العسكري وضغوط السلطة الفلسطينية. إذ تواجه مساعيها لاقتسام السلطة مع حركة فتح صعوبات جمة، في ظل تقهقرها العسكري وترديد المسؤولين الإسرائيليين بأن لا مكان لها في المشهد بعد حرب غزة. ويزيد تعيين حسين الشيخ نائبًا للرئيس الفلسطيني محمود عباس من الضغوط على حماس، التي استنكرت الخطوة واعتبرتها تكريسًا لنهج “التفرد والإقصاء”.

وفي هذا المشهد المعقد، تبرز تركيا كلاعب براغماتي يسعى لتعزيز نفوذه الإقليمي، حتى وإن كان ذلك على حساب حلفائه. وتجد حماس نفسها في “مأزق التنازلات”، حيث تحاول الموازنة بين الحفاظ على علاقاتها مع قطر وتلبية مطالب أنقرة، في ظل ضغوط إسرائيلية وأميركية متزايدة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات