« أم تي آي نيوز » العرب
أثارت التحركات واللقاءات التي يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ موجة انتقادات غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر ناشطون أن تلك التحركات محاولات لإنقاذ الحوثيين بالتزامن مع تصاعد الضغط الشعبي المطالب بحسم المعركة، عسكريًا واستعادة الدولة.
ودشن ناشطون يمنيون حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان #ارفضواالمبعوثالاممي، رفضا لتحركات مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، وحديثه عن السلام مع الحوثيين، مع اقتراب لحظة سقوطهم التي طال انتظارها تلوح في الأفق مع تهاوي أوراق مشروعها، وقال ناشط:
H5IfqcEVBQwKlVj@
والله لو يموت الشعب كامل ما اهتز ضمير المجتمع الدولي ولا تحركت مواقف المبعوث الأممي إلا لإنقاذ الحوثي من السقوط مشهد يتكرر مع كل لحظة حاسمة وكأن مهمته ليست تحقيق السلام بل الحفاظ على توازن يخدم الميليشيا ويطيل أمد معاناة اليمنيين #أرفضواالمبعوثالاممي
وكتب ناشط:
Azzam__Mohammed@
هانسغروندبرغ يسعى جاهداً لإنقاذ #مليشياإيران_الحوثية، في وقت يحتاج فيه الشعب اليمني إلى حلول جذرية
بإنهاء واقتلاع هذه الجماعة التي تسببت في معاناة الشعب اليمني وإنهاء التدخلات الإيرانية وحماية مستقبل اليمن.
الحوثييجلبالدمار_لليمن
واتهمت الحكومة اليمنية المبعوث الأممي بمحاولة إنقاذ الحوثيين، وحذر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الإرياني من تحركات غروندبرغ لإنقاذ مليشيا الحوثي، في وقت تتصاعد فيه الضغوط السياسية والاقتصادية والعسكرية على الميليشيا، وتلوح في الأفق لحظة السقوط التي طال انتظارها.
و قال الإرياني في تصريح صحفي، إن ما نشهده من تحركات محمومة تحت مظلة الأمم المتحدة، يقودها المبعوث الأممي تحت شعار “إحياء مسار السلام”، لا تخدم السلام في اليمن ولا الأمن والاستقرار في المنطقة، بل تمنح الحوثيين “طوق نجاة” سياسي في لحظة انكسار حرجة، وتوفر لهم فرصة لامتصاص الضربات وإعادة التموضع، استعدادا لجولة جديدة من التصعيد والإرهاب.
وارتفعت على الشبكات الاجتماعية أصوات المطالبين للحكومة الشرعية باتخاذ موقف ضد تحركات غروندبرغ:
kolip2016@
يا شرعية يا مجلس قيادة ان لم تطردوا المبعوث الأممي فأنتم بنظر الشعب شركاء الحوثي بكل ماحل ويحل بالوطن والمواطن انتهى
وجاء في تعليق:
kolip2016@
يا مجلس قيادة ويا شرعية الشعب اليمنى تحمل الكثير ولن يقدر التحمل أكثر من عشر سنوات تحركوا أو اعتزلو او يعزلكم الشعب بثورة تجتث الشرعية والحوثي #ارفضواالمبعوثالاممي
وعبر مغرد
barraq_bn_hmood@
كلما ضاق الخناق على مليشيا الحوثي الإرهابية، يتحرك فوراً ليجد لها مخرجا لتستعيد أنفاسها وتعاود الغطرسة من جديد! يعمل بكل جهد لإدامة الصراع في اليمن لكي يستمر تدفق الأموال عليه وعلى المنظمة، يدعي العمل من أجل السلام ولا يشعر بأوجاع اليمنيين تحت وطأة الحوثي #ارفضواالمبعوثالاممي
وقال آخر:
YGhylan75457@
منذ تعيينه مبعوثًا أمميًا إلى اليمن، أثبت هانس غروندبرغ أن مهمته الحقيقية لم تكن أبدًا دفع عملية السلام أو حماية المدنيين، بل كانت، وبكل وضوح، حماية ميليشيا الحوثي وتمكينها سياسيًا وعسكريًا، حتى في أحلك لحظات انكشافها.
وأضاف مدون:
kwknn11396685@
ارفضوا المبعوث الاممي
هذه رسالتنا إلى الشرعية..
فقد تمادى المبعوث الأممي كثيراً.
في دعم ميليشيات الحوثي الإرهابية الفارسية.
ويجب إيقاف التعامل معه نهائياً.
وتأتي هذه الحملة بعد أن تحدث المبعوث غروندبرغ، عن أهمية استقرار الوضع في اليمن لتمكين جميع اليمنيين من العيش بكرامة ورخاء، ومعالجة المخاوف المشروعة لجميع الأطراف المعنية.
وجاء ذلك خلال لقائه في العاصمة العُمانية مسقط مع مسؤولين عمانيين وكبار أعضاء المجتمع الدبلوماسي، إضافة إلى ممثلين من قيادة جماعة الحوثي المصنفة دوليا في قوائم الإرهاب، وفقا لبيان نشره مكتبه.
وفي بيان لمكتب غروندبرغ نشره على منصة إكس، قال إنّه اجتمع “في مسقط مع كبار المسؤولين العمانيين وأعضاء من قيادة أنصار الله وممثلي المجتمع الدبلوماسي.”
وأضاف البيان، “ركزت المناقشات على أهمية استقرار الوضع في اليمن لتمكين جميع اليمنيين من العيش بكرامة ورخاء، ومعالجة المخاوف المشروعة لجميع الأطراف المعنية، بما في ذلك المنطقة والمجتمع الدولي.”
وأعاد المبعوث التأكيد على “التزامه بالاستمرار في العمل نحو تحقيق هذا الهدف، في إطار مساعيه للوصول إلى سلام مستدام في اليمن.”
اليمنيون يعتبرون تحركات غروندبرغ تمنح الحوثيين “طوق نجاة” سياسي في لحظة حرجة وتوفر لهم فرصة لإعادة التموضع
وفي ذات اليوم، قال الناطق باسم جماعة الحوثي محمد عبدالسلام، إنه ناقش في سلطنة عمان، مع غروندبرغ، سُبل تجنب التصعيد العسكري والعودة إلى مسار السلام.
ويرى الكثير من اليمنيين أنه من المفترض أن يحمل المبعوث الأممي راية الحياد والوساطة، لا أن يتحول إلى ظل دبلوماسي خلف عباءة طهران. معتبرين أن المبعوث الأممي قد اتخذ من “السلام” شماعة يعلّق عليها كل المبررات لتبرئة ميليشيا حوثية يعرفها العالم كله بأنها جماعة إرهابية.
من جانبه قال زير الأوقاف اليمني محمد عيضة شبيبة أن مصلحة بلادنا وأمنها فوق كل اعتبار وفوق كل مفوض أو مبعوث.
وكتب قائلا ”في كل مرة يشتدّ فيها الخناق على مليشيا الحوثي الإيرانية، نتيجة جرائمها اليومية وسلوكها التدميري وإصرارها على تعطيل السلام، نرى المبعوث الأممي يسارع لإنقاذها تحت لافتة ‘التهدئة’، بينما يغض الطرف عن تنكرها لكل المبادرات والمساعي، ويمرّ بصمت على معاناة شعبنا الذي ضاق ذرعًا بهذه الميليشيا.”
وأضاف في منشور ”ألا يرى سعادة المبعوث شواهد الإجرام الحوثي في مناطق سيطرته، وفي كل بقعة أرض من اليمن تصل إليها يده، ألا يسمع أنين اليمنيين في مناطق سيطرة الميليشيا الحوثية، الذين يموتون جوعًا وقهرًا وقمعًا وتنكيلًا”؟!
وتابع ”إن السلام لا يُبنى بالتماهي مع الجلاد وتجاهل الضحية، وإن المواقف العادلة لا تُبنى على مجاملة الظالم وتناسي معاناة المظلوم، وإنه يجب علينا أيضا ألا نسكت على تحركات المبعوث وتماهيه مع مليشيات الموت والإرهاب على حساب بلادنا وأوجاعها.”
وتزداد الدعوات للمجتمع الدولي اليوم إلى مساءلة المبعوث الأممي “لا عن أدائه فقط، بل على موقفه الأخلاقي والإنساني” بحسب ناشطين يعتبرون أنه ليس من العدل أن يظل وسيط الأمم المتحدة حريصًا على مشاعر الجلاد أكثر من صرخات الضحايا وأنين شعب، وليس من الحياد أن تتساوى الضحية بالقاتل باسم “التوازن الدبلوماسي.”
ويواجه اليمن الذي تمزّقه حرب أهلية منذ أكثر من عقد إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
وفي يونيو 2024، اعتقل جماعة أنصارالله 13 موظفا في الأمم المتحدة، بينهم ستة يعملون في المفوضية السامية لحقوق الإنسان، فضلا عن 50 عاملا في منظمة غير حكومية وموظفة في إحدى السفارات. وقالت الجماعة يومها إنها فكّكت شبكة تجسّس أميركية – إسرائيلية تعمل تحت غطاء منظمات إنسانية، الأمر الذي نفته الأمم المتحدة.
