الإثنين, مارس 10, 2025
الرئيسيةتغريدات و آراء و كتابتأثيرات القرارات الدولية .. ومستقبل القضية الجنوبية

تأثيرات القرارات الدولية .. ومستقبل القضية الجنوبية

أم تي آي نيوز » كتب : أحمد مطرف

الحالة السياسية التي تشهدها المنطقة بأسرها وما خلفته من حرب مدمرة قضت على آمال وتطلعات الناس في سائر أقطار الوطن العربي ، بفعل السياسات الدولية التي يتعاطى بها صناع القرار في المنظومة الدولية مع الدول النامية كما هو الحال في اليمن .

اليوم وأمام هذا المشهد السوداوي يبرز الحديث وبشكل مباشر عن مدى تطورات هذة الأحداث السياسية وتصارع القوى العظمى الذي خلق حالة من التيهان والضياع لمستقبل الأمة العربية ، ابتداء من أرض المقدس التي تشهد اليوم تأمرات دولية أفضى بها المطاف بإعلان ” ترامب ” مشروع التهجير القسري لسكان غزة من أرض فلسطين وسحق ما تبقى من المشاعر الإنسانية التي يتغنى بها الغرب تجاه شعوب العالم .

وتمضي بناء الأحداث بوتيرة متسارعة في ظل واقع يزداد قتامة يوماً بعد يوم ، وأحلام تتبعثر هنا وهناك ، وآمال لم تعد في حسبان البسطاء وهذا بحد ذاته يجعلنا أمام مراجعة وتقييم حقيقي لتداعيات الأزمة في المنطقة .

لذا بات من الضروري معرفة أوجه الضعف الذي يعاني منه القرار العربي وما رافق هذه الحالة من شتات وضياع وعجز تعيشة الأمة العربية وحتمية إعادة صياغة جديدة للموقف العربي واستنهاض العقول والأفكار واستشعار حجم الخطر الذي بات يهدد مصير هذة الأمة السمحاء .

إقليمياً .. تشهد المنطقة موجة صراعات سياسية امتدت جذورها منذُ مطلع خمسينيات القرن الميلادي ، وهذا الصراع ولد حالة ظعف لبنية المشروع العربي وضرب ما تبقى من حركات قومية تنادي في تحرير الأمة لدى الشعوب العربية الحية المناهظة لمشروع الاحتلال الصهيوني .

حيث برزت عدت عوامل ومؤثرات أغرقت المنطقة بصراعات سياسية لعل منها الصراع الطائفي الذي شكل دوراً مدمراً في المنطقة وبات سمة بارزة من سمات المشهد في منطقة الشرق الأوسط واشعل فتيل الحروب الأهلية في العراق وسوريا واليمن ، وشكل هذ العامل خلل في التوازن الإقليمي وقاد المنطقة الى مستقبل غير آمن .

لقد أثرت السياسيات الدولية في إضعاف القرار العربي وهذا يرشدنا إلى اسواء الاحتمالات لا سيما في وجود سياسات هدامة يتطلب منا معرفة أبعادها في ظل هذه المتغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة وتأثيرات القرارات الدولية على مصير هذة الأمة جزء منها الأزمة اليمنية ومستقبل القضية الجنوبية .

على الصعيد المحلي يبرز الوضع السياسي الراهن في اليمن كواحدة من الأزمات التي عصفت بالمنطقة سياسياً وامنياّ واقتصادياً وهذه الحالة أفرزت واقعاً يفرض حتمية تعاطي الأسرة الدولية مع ملف اليمن الذي بات يرواح عشر سنوات من عمر الأزمة والحرب الدائرة .

وتخوض الأزمة اليمنية منعطفا خطيرا في ضل المتغيرات السياسية التي تشهدها المنطقة والتي تنمو بشكل سريع ومفاجئ ولعل منها القرارات الاخيرة التي اقدمت عليها الولايات المتحدة الأمريكية بتصنيف جماعة الحوثي جماعة إرهابية الأمر الذي قد يعكس مدى جدية المجتمع الدولي في التعاطي مع الأزمة اليمنية والتسريع بحسم المعركة عسكرياً وانهاء مصير الحوثي أحد أذرع إيران في المنطقة .

وتجدر بنا الإشارة إلى معرفة مدى أهمية جدية القرار الدولي في إدراج جماعة أنصار الله الحوثية وبعض قاداتها قائمة الإرهاب ، الأمر الذي يضعنا أمام أحتمالات وسيناريوهات عديدة تقف على خلفية الصراع الروسي الأوكراني في المنطقة ، ومدى تغير المواقف الدولية تجاه هذا الصراع وتأثيراته على العلاقات الدولية ما بين واشنطن واكورانيا التي هي الأخرى دخلت منحنى آخر .

وتبرز قضية الجنوب المحور الأساسي في الأزمة اليمنية لما لها من أهمية في تحديد ملامح الأفق السياسي الراهن ، لاسيما بعد أن نجح المجلس الانتقالي في نقل قضية شعب الجنوب إلى منصات اتخاذ القرار الدولي وجعلها أمراً يصعب تجاوزه ، ويمثل استعادة دولة الجنوب أحد العوامل الأساسية في تعزيز الاستقرار الإقليمي وخطوة أساسية نحو أستعادة الأمن الملاحي وضمان استقرار المنطقة .

في حين حقق المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تأسس في 4 مايو 2017م نجاحاً سياسياً تمثل في تعزيز العلاقات الدولية ، وحضورا عسكريا لافتاً عمل على احدث نقلة نوعية تمثلت في تحرير محافظات الجنوب من المليشيات الحوثية، بالإضافة إلى النجاحات التي تحققت في مكافحة التطرف والإرهاب ، وتطوير قدراته العسكرية التي أصبحت قادرة على تنفيذ أي مهام عسكرية تسند إليها ضمن قوات التحالف العربي .

فموقف المجلس الانتقالي الجنوبي ثابت وصريح في محاربة الجماعة الحوثية وتقليص نفوذها لما لها من خطر إرهابي يهدد شعوب المنطقة بل والعالم أجمع وهذا يتطلب دعم الشركاء الإقليمين والدوليين له وتعزيز حضوره في مكافحة التطرف والإرهاب وضمأن استقرار المنطقة .

فالجنوبيون على استعداد تام للعمل مع الشركاء الدوليين لإعادة الأمن والاستقرار في المنطقة فمنذ إجتياح الجنوب عام 1994م واختفاء دولة الجنوب من الخارطة الدولية اختفت معها أحد العوامل الأساسية لأمن الملاحة والتجارة الدولية في منطقة تعد شرياناً حيوياً للتجارة العالمية وصادرات الطاقة .

ان الاستقرار في الجنوب هو بوابة لانهاء الصراع اليمني ، حيث يسعى الجنوبيون لإقامة عملية سياسية شاملة وعادلة تنهي الصراع وتحقق تطلعات شعبهم في إستعادة دولتهم الجنوبية كاملة السيادة .

فقد لاقت القضية الجنوبية حضوراً سياسياً لافتاً في المحافل الدولية وابدء المجتمع الدولي تفهما أكثر بخصوص مظالم الجنوبيون وهو ما دعت آلية الأمم المتحدة مؤخرا إلى إنشاء إطار تفاوضي محدد بين المجلس الانتقالي والأمم المتحدة والرباعية الدولية من أجل استعادة الدولتين السابقتين وفقاً للقواعد الآمرة في القانون الدولي في إحدى جلساتها المنعقدة بشأن ما يتعلق تنفيذ أعلان برنامج قمة فيينا .

وفي نهاية المطاف يبقى السؤال الذي يحوم في عقول وافئدة الجنوبيون ماذا لو لم يتعاطي المجتمع الدولي بجدية مع القرار الأمريكي بتصنيف الجماعة الحوثية جماعة إرهابية في ضل المتغيرات السياسية وتأثيرات القرارات الدولية على مواقف بعض الدول المتارجحة ؟ وماهي الخيارات التي يمكن أن يلعبها المجلس الانتقالي الجنوبي لصالح القضية الجنوبية في حال حدوث ذلك ؟

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات