أم تي آي نيوز » متابعات
وصف الصحفي والخبير الاقتصادي ماجد الداعري البيان الأخير الصادر عن البنك المركزي في عدن بأنه “إعلان استسلام” و”رفع للراية البيضاء” أمام الواقع المالي المتردي الذي تعيشه البلاد. وأشار الداعري إلى أن البنك المركزي أصبح عاجزًا عن التدخل الفعّال في السوق أو فرض رقابة حقيقية على سوق الصرف، مما يعكس عمق الأزمة التي تواجهها المؤسسة المالية.
وأرجع الداعري استمرار انهيار العملة المحلية إلى عدم قدرة الدولة على تحصيل مواردها المالية وإيداعها في البنك المركزي، حيث تستحوذ جهات متنفذة على الجزء الأكبر من الإيرادات العامة. وأكد أن هذا الوضع جعل الحكومة عاجزة عن ضبط السوق أو التحكم في سعر صرف العملة، مما زاد من تفاقم الأزمة الاقتصادية.
وأضاف الخبير الاقتصادي أن إعادة تصدير النفط لم يعد الحل السحري الذي يمكن الاعتماد عليه لإنقاذ الوضع، مشيرًا إلى أن تدهور سعر الريال استمر حتى في الفترات التي كانت عائدات النفط تصل إلى خزينة الدولة. وأوضح أن الفجوة الكبيرة بين حاجة السوق المحلية من العملة الأجنبية والموارد المتاحة فعليًا تجعل أي محاولات لاستعادة الاستقرار المالي مهمة شبه مستحيلة في ظل الظروف الحالية.
كما لفت الداعري إلى أن استمرار عمليات المضاربة في السوق وتهريب الأموال إلى الخارج، وخاصة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يسهم في تفاقم الأزمة ويحد من أي جهود حقيقية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي. وخلص إلى أن الوضع يتطلب إجراءات جذرية وحلولًا استثنائية لمعالجة الأزمة التي تهدد استقرار البلاد على المدى الطويل.
