السبت, ديسمبر 28, 2024
الرئيسيةاخبار عربية و دوليةتفشي الأمراض والأوبئة في مناطق سيطرة الحوثي

تفشي الأمراض والأوبئة في مناطق سيطرة الحوثي

أم تي آي نيوز  /  متابعات

يعيش اليمن واحدة من أشد الأزمات الصحية في تاريخه الحديث، حيث تعصف الأوبئة والكوارث الطبيعية بمناطق واسعة من البلاد، خصوصاً المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات الحوثي. وبينما تحذر المنظمات الصحية من تفشي أمراض كالكوليرا، الحصبة، وشلل الأطفال، تواصل الميليشيات منع حملات التحصين والتكتم على الحقائق المتعلقة بالصحة العامة, وفي الوقت ذاته، تساهم الفيضانات الأخيرة في تفاقم الأزمة الصحية، حيث خلّفت خسائر مادية وبشرية كبيرة، وحوّلت المناطق المتضررة إلى بيئة مثالية لتفشي الأمراض.

عودة الأوبئة: فساد الحوثيين وغياب التحصين
تشير التقارير الطبية إلى عودة أمراض كان اليمن قد تخلص منها قبل سنوات، وفي مقدمتها شلل الأطفال والحصبة السبب الرئيسي وراء هذه العودة الكارثية هو فساد الميليشيات الحوثية وإهمالها المتعمد لحملات التحصين التي كانت تقودها المنظمات الدولية, حيث يعاني الأطفال والسكان في مناطق سيطرة الحوثيين من انعدام اللقاحات، ما يعرض حياتهم لخطر داهم، في ظل تفشي الأمراض المعدية.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، تشكل المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين أكثر من 83% من إجمالي الحالات المسجلة لوباء الكوليرا في اليمن وقد بلغ عدد حالات الكوليرا المشتبه بها منذ مطلع العام الجاري نحو 112 ألف حالة، معظمها في شمال البلاد, هذا التزايد في حالات الإصابة يعود بشكل رئيسي إلى رفض الحوثيين تنفيذ حملات التحصين، إلى جانب تدهور الخدمات الصحية والبنية التحتية.

تكتم حوثي وتفشي أوسع للأمراض
في حين لم تنشر ميليشيات الحوثي الإرهابية أي تفاصيل حول الأوبئة التي تنتشر في مناطق سيطرتها، تتواصل حالات تفشي أمراض خطيرة مثل الكوليرا، الجدري، الحصبة، وحمى الضنك في العديد من المدن والقرى, هذا التعتيم الإعلامي الحوثي يفاقم من معاناة السكان ويعطل جهود المنظمات الصحية الدولية التي تحاول التعامل مع الأزمة.
و، تجسد المخاوف العالمية من إمكانية خروج الوضع الصحي عن السيطرة في اليمن. فمنذ عام 2016، تم تسجيل أكثر من 2.5 مليون حالة إصابة بالكوليرا، بالإضافة إلى نحو أربعة آلاف وفاة الأرقام المتزايدة والمخاطر المتنامية تعكس واقعاً مريراً يعيش فيه السكان في ظل غياب الجهود الكافية لمواجهة هذه الأزمات.

فيضانات تفاقم الأزمة الصحية
لم تقتصر معاناة اليمنيين على الأوبئة، بل ساهمت الفيضانات الأخيرة في تعميق الكارثة فقد شهدت العديد من المحافظات اليمنية هطول أمطار غزيرة، مما تسبب في حدوث فيضانات مفاجئة، خاصة في المناطق الساحلية والمنخفضة هذه الفيضانات خلّفت خسائر مادية وبشرية كبيرة، حيث جرفت الأراضي الزراعية، وقطعت الطرق، وتسببت في أضرار بالغة للبنية التحتية.

إلى جانب ذلك، حولت الفيضانات تلك المناطق إلى بيئة ملائمة لتفشي الحميات والأوبئة، ما أدى إلى عودة بعض الأمراض المعدية تتفشى الآن الحميات والأمراض في أوساط السكان، في ظل غياب الجهود اللازمة من جانب الحوثيين لمواجهة هذا التهديد الصحي المتفاقم.
ويؤكد خبراء الصحة العامة أن الفيضانات تزيد من خطر انتشار الأمراض، مثل الكوليرا وحمى الضنك، خاصة مع ضعف نظام الصرف الصحي وتلوث مصادر المياه.

استمرار الصراع وفشل النظام الصحي
إلى جانب الكوارث الطبيعية، يستمر الصراع العسكري في اليمن، ما يسهم في تفاقم الوضع الصحي. فالعدوان الحوثي المستمر أدى إلى انهيار الاقتصاد اليمني ومرافق البنية التحتية ومنظومة الرعاية الصحية هذا الانهيار سهل من انتشار العديد من الأمراض التي كان يمكن الوقاية منها بتناول اللقاحات.

يحذر الخبراء من أن استمرار الصراع دون حل سياسي سيؤدي إلى تفشي أوسع للأمراض والأوبئة، ما يجعل الوضع الصحي خارجاً عن السيطرة.
تتفاقم هذه الأزمة مع عدم وجود أي جهود حقيقية من قبل الحوثيين للتعاون مع المنظمات الدولية لتنفيذ حملات التحصين وتوفير الرعاية الصحية اللازمة للسكان.

المطالبات الدولية للحد من الأزمة
أمام هذه التحديات الكبيرة، تدعو منظمات الإغاثة الدولية إلى ضرورة الضغط على الحوثيين للسماح بتنفيذ حملات التحصين وتوفير الرعاية الصحية اللازمة.
و أكد سالم الشبحي، وكيل وزارة الصحة في الحكومة الشرعية، في تصريح سابق له أن ميليشيات الحوثي تمنع استخدام اللقاحات المخصصة للوقاية من الحصبة وشلل الأطفال، ما يضاعف من الأزمة الصحية في مناطق سيطرتها.

ويطالب المسؤولون اليمنيون بضرورة تكثيف الجهود الدولية للضغط على الحوثيين للسماح بوصول المساعدات الطبية والإنسانية إلى جميع مناطق اليمن.
كما يجب تحسين البنية التحتية الصحية لمواجهة مخاطر الفيضانات وانتشار الأوبئة، وتوفير مياه شرب نظيفة للسكان للحد من انتشار الأمراض المرتبطة بتلوث المياه.

خاتمة
تشكل الأزمات الصحية والإنسانية خاصة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين, تهديداً كبيراً لحياة الملايين من السكان، مع استمرار تفشي الأوبئة وارتفاع خطر الفيضانات، تزداد الحاجة إلى تدخل دولي عاجل للضغط على الميليشيات لوقف تعنتها والسماح بتنفيذ حملات التحصين وتوفير الرعاية الصحية.
الوضع الحالي يتطلب تعاوناً دولياً واسعاً لمواجهة الكارثة الصحية والإنسانية التي تهدد حياة الملايين من اليمنيين، وإنقاذهم من الأمراض والمجاعات.


مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات