أم تي آي نيوز / كتب : خالد سلمان
حزب الله ينعي مقتل أمينه العام ،مما يخلط كل الملفات ويفرض على الجميع إستحقاقات غاية في الأهمية إن لم تكن أكثرها حراجة وخطورة.
تم تصفية الملاك القيادي للحزب بالكامل ، وحزب كهذا يتم على الشخصانية، فإن تأثير غياب قائده الأول يعصف بتماسك الكيان ، يخلط أوراقه ويثير جدل الأسئلة : إلى أين يمضي الحزب ومعه لبنان ، وماذا عن فزاعة وحدة الساحات وتماسك جبهة ماتوصف نفسها بالممانعة؟.
اللافت في أمر النعي أنه تم توجيههه إلى خامنئي، ما يفضح تبعية الحزب بالمطلق لإيران، وينزع عنه قشرة الإدعاء بالوطنية، ويؤكد أن لبنان لم يكن يوماً وطن حزب الله النهائي ، وأن مرجعيته غير وطنية
وكذلك حال إنتمائه، وهو أمر يتشاطره كل الوكلاء المنقوص عنهم الوطنية بما فيهم حوثي اليمن .
إيران كل الأنظار تشخص إلى موقفها، بإنتظار ما إذا كانت ستمضي ببرجماتيها وتنزع نحو الصمت ،بطي مرحلة نصرالله وتستمر ببيع لحم أذرعها في غرف تبادل الصفقات ، أم تخطو نحو فعل يوسع من نطاق الحرب ويحرق طهران وسلطة خامنئي؟.
الوضع الداخلي اللبناني هش ومفتوح على الفوضى، وربما إنفجار الوضع بما يشبه إستحضار أجواء الحرب الأهلية.
القوة لا تحل وضع لبنان ولا تحافظ على تماسك ووحدة أراضيه ، ما يفعل ذلك ليس فائض القوة بل العقلانية السياسية، والإقرار أن حزب الله المسلح الموازي للدولة والأقوى منها ، مرحلة طويت في تاريخ لبنان ، وأنه لابد من تسليم السلاح للسلطة الرسمية، وإعادة الإعتبار للقرار المستقل ، والتأكيد أن لا جيش في لبنان يحتكر السلام ويحمي الحدود سوى الجيش اللبناني.
يبدو أن مابقي من حزب الله مطالب بتكييف نفسه كحزب سياسي خارج التمترس خلف سلاحه الطائفي ، وهي ذات الدعوة التي سبق وأن تم توجيهها للحوثي ، بالتحول إلى حزب سياسي غير مذهبي بعد إطلاق سراح الدولة ، وتسليم مخزونه الحربي لمنظومة رسمية ، يتم تسميتها وتهيئتها بالتوافق الوطني ، قبل أن يتحول إلى نسخة ثانية من مآلات ونهايات حزب الله الكارثية ، وعلى إيران أن لا تفاوض لجهة مصالحها بأمن وسلام الدول ، وأن تتخلى عن أوهامها الإمبراطورية التوسعية الطائفية ، وتكيِّف خطابها بما يوسع جسور التواصل والتعايش مع شعوب المنطقة.
تم الإجهاز على حزب الله بغطاء دولي ، وكذلك سيتم تصفية جماعة الحوثي بذات الغطاء ، نحن أمام مرحلة تنظيف الفوضى وترويض التصادم ، وشطب المسميات والكيانات المتعارضة مع المصالح الدولية.
خياران أما أن يوفِّق الحوثي وضعه أو هو على قائمة الإطاحة، بدعم الخارج لقوى الفعل الوطني، وتشبيك التجانس بين ضربات الجو وإمساك القوى المناهضة للحوثي بالأرض ،الجبهة الداخلية للمكونات السياسية العسكرية تتقارب إستعداداً لتنفيذ المهمة، والتوافق على شكل دولة ما بعد الحوثي .