أم تي آي نيوز / العين الاخبارية
أحدث دعم الإمارات لسلطات شبوة تحولات مهمة على صعيد نهضتها التنموية، لتتعافى المحافظة بعد أعوام من بقائها أسيرة لعبث الحوثي والإخوان.
وخلال الـ3 أعوام من صعود شيخ العوالق وهي من كبرى القبائل في جنوب اليمن، محافظا للمحافظة، أتجهت شبوة بخطى متسارعة نحو ترتيب صفوفها لتنجح في طرد مليشيات الحوثي من مديريات بيحان في عملية “إعصار الجنوب” التي قادتها قوات العمالقة مطلع 2022.
كما نجحت شبوة في هزيمة تنظيم الإخوان عقب محاولتهم الفاشلة للتمرد في أغسطس/ آب من عام 2022, ليقود لاحقا محافظها عوض ابن الوزير وبدعم سخى من دولة الإمارات العربية المتحدة قطار المشاريع الانمائية في مختلف قطاعات الحياة.
ووفقا للمحافظ ابن الوزير فأن أبرز القطاعات التي حظيت بالدعم السخي من الإمارات كانت “الصحة العامة” و”الكهرباء” و”الزراعة والري”، “التربية والتعليم”، و”قطاع مياه الريف”، و”القطاع السمكي”، و”صندوق النظافة”، بالإضافة لبناء وتأهيل المؤسسات الأمنية والعسكرية.
وبدأ قطار تنفيذ المشاريع في شبوة بعد دراسات ميدانية لمختلف القطاعات، إذ تم إنجاز العديد منها على مدى عامين، في حين هناك مشاريع آخرى تحت التنفيذ، وتجري الترتيبات لإطلاق حزمة مشاريع الفترة المقبلة.
الإمارات تواصل دعمها لدولة اليمن
وبلغ إجمالي الدعم الإماراتي الأولي للمؤسسات الخدمية فقط في شبوة خلال عام 2024 أكثر من 5 ملايين دولار، كما تلقى القطاع الزراعي مليون دولار كدعم للمرحلة الأولى، بحسب بيانات للسلطة المحلية تابعتها “العين الإخبارية”.
ووفقا للمسؤولين اليمنيين فأن الدعم الإماراتي للقطاعات الخدمية في شبوة سوف يستمر لـ3 أعوام قادمة وسيشمل مختلف الجوانب الإنمائية في سبيل تحسين مجمل الخدمات المقدمة للمواطنين، بما في ذلك تأهيل بنية الصرف الصحي لـ20 عاما مقبلة بما يتواكب مع التوسع العمراني لعاصمة المحافظة.
وبشهادة محافظ شبوة عوض ابن الوزير فأن “هذا الدعم لم تحظ به المحافظة من قبل مما يتحتم على جميع المسؤولين تحمل مسؤوليتهم لتسخيره نحو تحقيق تنمية مستدامة للمحافظة وأبناؤها على كل المستويات”.
المؤسسات الأمنية في صادرة المستفيدين
نظرا للتحديات الأمنية التي خلقها تنظيم القاعدة في شبوة والتي يغذيها أطماع الحوثي والإخوان، وبعد تحرير المحافظة من هذه التنظيمات، كان لازما على السلطات الأمنية إعادة بناء مؤسساتها على أكمل وجه.
وكانت المؤسسات الأمنية في طليعة مؤسسات الدولة المستفيدة من دعم الإمارات كثمرة لجهود المحافظ ابن الوزير ومدير الشرطة العميد الركن فؤاد النسي الذين تقدموا بخطة بناء كاملة لهذه المؤسسات بما يسهم في تحصين المحافظة من هجمات الإرهاب والانقلاب.
وشمل الدعم النوعي مختلف الجوانب البشرية والتجهيزات والآليات والإنشاءات منها إدارة المنشآت وحماية الشخصيات، مبنى الدفاع المدني والإطفاء، مبنى إدارة شرطة الدوريات وأمن الطرق، مبنى ومعسكر فرع القوات الخاصة، مبنى ورشة صيانة الآليات ومبنى إدارة الأدلة الجنائية، ومبنى القيادة والسيطرة وعنابر الإصلاحية المركزية في المحافظة.
كما تم تأهيل المراكز الشرطية في مديريات الصعيد وعرماء وميفعة، ضمن دعم يأتي جنب إلى جنب مع دعم آخر لقوة دفاع شبوة، الذراع الأمنية المحلية المعنية بمكافحة الإرهاب من القاعدة وداعش والدفاع عن المحافظة أمام أي هجمات للحوثيين.
وأعلن محافظ شبوة، رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة الشيخ عوض ابن الوزير، الأربعاء، افتتاح “مبنى إدارة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات”، بعد تشيده وتأهيله بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة بتكلفة بلغت 800 ألف ريال سعودي.
وخلال حفل الافتتاح، أعرب ابن الوزير عن تقديره للجهود المستمرة لدولة الإمارات في إحداث نقلة نوعية في المستوى الأمني عبر دعمها السخي لشرطة شبوة كجزء أساسي من تثبيت وتحقيق الاستقرار في المحافظة.
من جانبه، عبّر مدير عام شرطة المحافظة العميد الركن فؤاد النسي” عن شكره وامتنانه لدعم محافظ شبوة ودولة الإمارات العربية المتحدة لشرطة شبوة، مشيرًا” إلى أهمية الدعم المقدم في تجهيزات الامنيه بما في ذلك المعدات وتأهيل الجنود وتدريبهم، بالإضافة إلى إنشاء مبنى إدارة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات، والذي يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز البنية التحتية الأمنية في المحافظة.
وكان مدير عام شرطة شبوة العميد الركن فؤاد النسي افتتاح مبنى “ورشة صيانة الآليات” في يونيو/ حزيران ضمن الدعم الإماراتي للشرطة وكأحد المشاريع الحيوية الرامية حفظ جاهزية الآليات والمعدات الأمنية وتعزيز قدرة الشرطة على الاستجابة السريعة والفعالة للأحداث.
كما افتتح في مايو/ أيار 2024, مؤسسة الإدارة العامة لشرطة شبوة، بعد إعادة تأهيلها وتأثيثها بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة، وبتكلفة إجمالية وصلت لأكثر من 2 مليون ريال سعودي وذلك بعد تعرضها لأضرار كبيرة خلال حرب المليشيات الحوثية.
ووفقا لشرطة شبوة فقد تم “إعادة تأهيل الواجهات الخارجية والداخلية لمبنى الإدارة العام كاملة منها 48 مكتبا إداريا، وقاعة للاجتماعات، وقسم العمليات الشرطية، و غرفة تحكم للمراقبة الداخلية، ونظام حديث للاطفاء، وطاقة شمسة، وحديقة وسطية وزُودت كافة اقسام ومكاتب المبنى بالتجهيزات الإدارية الحديثة.
وأكد مدير شرطة شبوة العميد فؤاد النسي أن المحافظة تحصل للمرة الأولى في تاريخ الأمن على هذا الدعم، مشيرا إلى أن الدعم الإماراتي امتدت كذلك لنحو الف و372 ضابطا وجنديا من القوة البشرية، إذ تم تزويدهم باكثر من 40 مركبة مخصصة للعمل الأمني.
الكهرباء والطاقة
يعد قطاع الكهرباء والطاقة ايضا من أبرز المستفيدين من الدعم الإماراتي، إذ قدمت الإمارات على مدى السنوات الماضية عديد المنح من سفن الوقود ومخصصة لمحطات توليد الكهرباء قبل أن تنتقل لتشيط محطة طاقة شمسية خاصة لشبوة ضمن الحلول الجذرية.
ففي 8 اغسطس/ آب الجاري، وضع محافظ شبوة، عوض ابن الوزير، حجر الأساس لمحطة الطاقة الشمسية الإماراتية في المحافظة بقوة 53 ميغاوات، وممتدة على مساحة 600 ألف متر مربع وتم تشيدها في الجهة الشمالية الغربية من مدينة عتق، حاضرة المحافظة.
ويضم المشروع المقدم كمكرمة من الشيخ محمد بن زايد، تركيب 120 الف لوحًا شمسيًا ونظام تخزين ليلي ومحطة تحويلية وخط نقل بطول 19 كيلومترا، في مشروع هو الثالث الذي تشيده الإمارات في اليمن بعد محطتي عدن والمخا الذي دخلت الخدمة في وقت سابق وتعد من أكبر المشاريع الاستراتيجية في البلد.
القطاع الصحي
القطاع الصحي، نال النصيب الأهم من الدعم الإماراتي وكان آخره، اليوم الأربعاء، إذ وقعت السلطات المحلية في شبوة، على عقدين لتوريد معدات طبية بقيمة 580 ألف دولار أمريكي، بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة.
ووفقا لمكتب الصحة في شبوة؛ فأن التوريدات الطبية المتطورة مخصصة لهيئة مستشفى شبوة العام ضمن المرحلة الثانية من تطوير عدداً من أقسام المستشفى، بهدف تحسين جودة وكفاءة الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمواطنين.
كما يشكل الدعم الإماراتي تجهيزات توسيعية لقسم العناية المركزة من 8 إلى 20 سريراً، وتطوير وتجهيز غرفة العمليات لزيادة عدد الغرف من غرفتين إلى أربع، وفتح وحدة غسيل الكلى لتقديم أفضل الخدمات الطبية.
كما سيتم رفع سعة غرفة العناية المركزة في المستشفى من 70 إلى 100 سرير، وإدخال تقنيات حديثة من المناظير البولية وتفتيت الحصى، ومناظير الأنف والأذن والحنجرة، بالإضافة إلى فتح بنك الدم بشكل متكامل، وتجهيز قسمي المخ والأعصاب، والقلب، اللذان من المقرر افتتاحهما قريباً.
وكان مدير عام فرع مختبرات الصحة المركزية في شبوة، وقع في 14 أغسطس/ آب الجاري، مع إحدى الشركات “توريد أجهزة حديثة للمختبرات، بما يساهم في تعزيز الصحة العامة ويرفع من مستوى الفحوصات التشخيصية، لرفع مستوى الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمواطنين وذلك بدعم من دولة الإمارات.
وقبلها بومين، وقع السلطات الصحية في المحافظة عقد لتوريد محاليل ومستلزمات طبية لمراكز غسيل الكلى في شبوة، بتكلفة إجمالية بلغت نصف مليون دولار امريكي، وذلك ضمن مشروع دعم القطاع الصحي الممول من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي يوليو/ تموز وقع عقد توريد وتركيب أشعة الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية بهيئة مستشفى شبوة العام، استمراراً للدعم الإماراتي السخي إذ تجاوزت تكلفة هذه المعدات مليون ونصف المليون دولار أمريكي.
كما خصصت الإمارات دعما للمستشفيات الريفية، كما هو حال مستشفى الشهيد الدفيعة العام بمديرية بيحان، ومستشفى عزان العام بالمديرية الذي تحمل الأسم ذاته.
كذلك أثمر الدعم الإماراتي السخي في تشيد وتأهيل وتشغيل مستشفى شبوة العام كأحد أهم المراكز الطبية في المدن الحضرية بالبلاد في تنفيذ أكثر من 4 آلاف عملية حتى الشهور الأولى من العام الجاري، إذ يشغل المستشفى شركة هندية طبية بدعم من مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الانسانية.
قطاعات أخرى
نفذت السلطات في شبوة العديد من المشاريع في القطاعات الأخرى كالتعليم والمياه والزراعة وحتى التدخلات الإغاثية الطارئة، وهنا تسرد “العين الإخبارية” أهم المشاريع الذي جرى ويجري تنفيذها بدعم إماراتي.
ففي مجال التعليم، مولت الإمارات الأيام الماضية تشيد “إنشاء روضة أطفال بمركز المحافظة، مدينة عتق، وإنشاء مدرسة للبنات مكونة من 6 فصول مع ملحقاتها في بلدة عياذ بمديرية جردان بالإضافة لإنشاء مشروعين تعليميين في مديريتي عتق ونصاب.
كما مولت تشيد مدرسة الحنك بمديرية نصاب في يونيو/ تموز 2024 وتضم 12 فصلاً دراسياً ومرافق أساسية، بتكلفة إجمالية تصل لـ304 ألف و511 دولار أمريكي، وكذا تشيد بناء “مدرسة مرة آل زيد” بمديرية عتق الذي افتتح مشروعها في مارس/ آذار الماضي، فضلا عن تشيد مدرسة متنة بلعيد في مديرية مرخة العليا وتقديم آلاف الحقائب المدرسية للطلاب.
في قطاعي المياه والزراعة، كشف محافظ شبوة ابن الوزير في 11 أغسطس/ آب الجاري عن الآلية التي سيتم اتباعها في تنفيذ مشاريع حفر آبار ارتوازية في المديريات الشرقية للمحافظة ضمن مشروع دعم مياه الريف المقدم من الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة لاحداث فارقاً كبيراً في تحسين مصادر المياه ودعم الحياة اليومية للمواطنين.
ووفقا للسلطة المحلية في شبوة فأن هناك 21 مشروعا بقطاع الزراعة والمياه يجري تنفيذها بتمويل إماراتي وذلك بمناطق الصعيد، والروضة، وجردان، وعرماء ، ومرخة السفلى، ودهر، ونصاب، وبيحان وخوره، وكذا عتق وكان من أبرزها مشروع مياة الجريبة – مرة.