رأي المشهد العربي
غموض كبير يفرض نفسه على المشهد في الفترة المقبلة، بعد الإعلان عن القرارات التي اتخذها البنك المركزي التي كانت محاولة للضغط على المليشيات الحوثية الإرهابية ومصادر تمويلها.
الفترة الماضية كانت قد شهدت محاولات من قبل المبعوث الأممي هانز غروندبرغ لإلغاء أو تأجيل هذه القرارات، لكنها قوبلت برفض شعبي واسع في ظل الإصرار على تكثيق الضغوط على المليشيات الحوثية.
بعيدًا عما دار في كواليس التوصل للإتفاق الذي أعلنه غروندبرغ بين الحكومة والمليشيات الحوثية، فإن النقطة المهمة التي يتوقف أمامها الرأي العام أنه تم إلغاء القرارات التصحيحية التي اتخذها البنك المركزي في الفترة الماضية.
وفي الوقت الذي يرغب فيه الجميع بما في ذلك الجنوب، أن تكون هناك حالة واسعة من الاستقرار تمهد الأرض للتوصل إلى حل أو تسوية شاملة، إلا أنّ هناك ثوابت جنوبية لا يمكن المساس بها.
وقدّ عبر المجلس الانتقالي عن أحد أهم هذه الثوابت اليوم، بتأكيده على أنه لا مساومة في الجنوب وقضية شعبه وأي تسوية تتخطاه لن يُكتب لها النجاح.
هذه الرسالة جاءت في توقيت مهم، لترسم إطارا حول الموقف الذي يتبعه الجنوب في التعامل مع أي تطورات على الساحة، لا سيما بالنظر إلى أنّ الجنوب هو المستهدف الأول بخطر الإرهاب.
حرص الجنوب على تحقيق الاستقرار يأتي أيضًا ممزوج بمتابعة لأي عمليات سياسية يتم التحرك في مسارها، وما إذا كانت تتعارض مع الثوابت الوطنية لأنها في هذه الحالة لن تكون مقبولة بأي حال من الأحوال.
سياسات الجنوب في هكذا تطورات تتسم بالحكمة والحنكة في التعامل مع المستجدات على الساحة، وهو ما يجعل القرار الذي يتخذه المجلس الانتقالي متوافقا مع تطلعات الشعب الجنوبي وحقه في استعادة دولته باعتبار أن هذا الأمر يمثل الثابت الرئيسي والذي لا يقبل مساومة.