أم تي آي نيوز / وكالات
يحتفل العالم بعيد العمال العالمي يوم 1 مايو/آيار من كل عام، لكن عمال اليمن يواجهون معاناة قاسية جراء قطع المرتبات من قبل مليشيات الحوثي.
إذ شنت المليشيات على مدى السنوات الماضية، حرباً اقتصادية شرسة ضد أبناء الشعب اليمني، أدت إلى زيادة تدهور الوضع المعيشي في البلد الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
ودفعت الحرب الحوثية عمال وموظفي اليمن إلى رصيف البطالة، بعد أن نهبت حقوقهم وعاثت بموارد ومؤسسات الدولة فساداً.
يعيش العمال اليمنيون ظروفاً حياتيةً قاسية وبائسة بسبب الركود الاقتصادي وتدهور أوضاع البلاد نتيجة الحرب الحوثية، وتراجع موارد الدولة خاصة بعد استهداف الحوثيين لموانئ تصدير النفط شرقي اليمن وتوقفها عن العمل.
كما أصبحت فرص العمل في عدة مناطق يمنية بالآونة الأخيرة قليلة ونادرة، خاصة العمال بالأجر اليومي، أولئك الذين لا يعملون في وظائف ورواتب ثابتة حيث أن أحدهم قد يمر عليه الشهر والشهران دون أن يجد عملاً يقتات منه هو وصغاره.
وكذلك الموظف اليمني ليس بحالة أفضل من غيره، حيث إن الموظف في مناطق سيطرة المليشيات لم يحصل على أجره ومرتبه منذ قرابة 9 سنوات، مما اضطر الكثير منهم للخروج والبحث عن أعمال يومية للحصول على ما يسد به رمق أطفالهم ومن يعولهم.
ويوجد نحو 160 ألف معلم ومعلمة، يعملون في مناطق سطوة مليشيات الحوثي منذ عام 2016 في ظل انقطاع مرتباتهم بشكل كلّي، وإنعدام أبسط حقوقهم الأساسية.
صراع الموظف مع المعيشة
يقول فؤاد القادري (49 عاما)، أحد المعلمين في مدينة إب الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، لـ”العين الإخبارية”، إن معاناته مع انقطاع الرواتب تزداد يوما بعد آخر، حيث أصبح يمارس العديد من المهن بالأجر اليومي والذي كما يصفها بـ”الشاقة”.
ويضيف القادري أنه لجأ لتعلم مهن السباكة، والتلييس، والبناء، بعد أن فقد مصدر دخله الوحيد “الراتب”، وبعد أن أجبرته الظروف المعيشية للقيام بتلك الأعمال.
ويشير إلى أنه خلال السنوات الأخيرة تراجعت الأعمال اليومية، ولم يعد يستطيع توفير متطلبات الحياة الأساسية من مواد الغذاء وغيرها.
تدهور العملة يزيد المعاناة
الموظف في مناطق الحكومة اليمنية ليس أفضل حالا من موظفي مناطق الشمال، في ظل تدهور العملة الوطنية وتآكل قيمة المرتبات فيها، إذ أصبح راتب الموظف لا يكفي لتوفير أدنى احتياجات الحياة اليومية.
في هذا السياق، يقول محمد قائد (44 عاما) أحد المعلمين في مدينة تعز اليمنية، إن الراتب الذي يتقاضاه لا يتجاوز الـ82 ألف ريال يمني (50 دولار أمريكي)، وأنه لا يكفي لإيجار الشقة التي يسكن فيها مع أسرته بالمدينة.
ويضيف قائد خلال حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن مبلغ الراتب ومع ارتفاع صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنية، أصبح لا يساوي “شيئا”، وأنه يضطر غالباً للعمل في دوام آخر بأحد المطاعم.
وأوضح أن الموظف الحكومي أصبح راتبه لا يسمن ولا يغني من جوع، مطالباً الحكومة اليمنية بالتدخل لإنقاذ هؤلاء الموظفين من بطش الغلاء، والعمل على تحسين أوضاعهم ما يكفل لهم ولو أدنى احتياجات الحياة الكريمة.
اهتمام حكومي
في ظل المعركة المصيرية من أجل هزيمة الانقلاب الحوثي ، فإن دور العمال لا يقل شأنا عن دور من يقاتل في الجبهات فكلاهما يعيد الحياة، واليد التي تعمل هي وحدها القادرة على بناء غدٍ أفضل، والعمل من أجل الوطن يبني صروحاً ويحمي المستقبل، بحسب الحكومة اليمنية.
وأعرب رئيس مجلس الوزراء اليمني أحمد بن مبارك عن أمله في أن تشهد الفترة القادمة حلولا للمشاكل والصعوبات التي يعاني منها العمال في حياتهم، وأن تستطيع الحكومة إيلاء المطالب العمالية الاهتمام المطلوب وفق الإمكانات المتاحة، وتخفيف معاناتهم جراء حرب مليشيات الحوثي الإرهابية المستمرة ضد الشعب اليمني .
وفيما هنأ بن مبارك جميع العمال في اليمن من النساء والرجال العاملين في القطاع العام والخاص، بمناسبة عيد العمال العالمي الذي يصادف الأول من مايو/آيار، أكد أن عمال اليمن أثبتوا صمودا وصلابة وأظهروا تحدياً للمصاعب وتفاؤلاً وإيماناً بمستقبل الوطن رغم الظروف الصعبة والاستثنائية الراهنة.
كما أكد أن “عمال اليمن برهنوا خلال الحرب التي يتعرض لها الوطن على أنهم سيكونون دائماً من عوامل قوة البلد، وكل التخريب والتدمير الذي أحدثته مليشيات الحوثي في البنى التحتية والمصانع والشركات التي بنيت بطاقات وسواعد أبناء اليمن بكل شرائحه لن تثنيهم عن مواصلة أداء واجبهم الوطني كل في موقعه الوظيفي، رغم استشهاد الآلاف منهم في مختلف القطاعات على يد هذه المليشيات”:
ويعاني نحو ثلثي إجمالي تعداد سكان البلاد البالغ 30 مليون نسمة من الجوع، ومن بين هؤلاء، يحتاج 14.4 مليون يمني إلى مساعدات غذائية فورية للبقاء على قيد الحياة؛ و 10 ملايين بحاجة إلى مساعدة غذائية بشكل حاد، وفقا لتقارير دولية.