السبت, ديسمبر 20, 2025
الرئيسيةتغريدات و آراء و كتابلن يتحرر الشمال اليمني إلا باستقرار الجنوب العربي

لن يتحرر الشمال اليمني إلا باستقرار الجنوب العربي

« أم تي آي نيوز » تحليل : د . يحيى شايف ناشر الجوبعي

المقدمة :
١- الأهمية :
تنبع أهمية هذا البحث من كونه يعالج صراعًا مركزيًا يتمثل في أن تحرير الشمال اليمني من الحوثيين وحلفائهم الإقليمين مرهونا باستقرار الجنوب العربي.
كما تكتسب أهميته من إبراز النجاحات التي حققها الجنوب منذ انطلاقة الثورة السلمية الجنوبية في العام ٢٠٠٧ مرورًا بالمقاومة المسلحة في العام ٢٠١٥ وصولا إلى إبراز الدور الاستراتيجي للمجلس الانتقالي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي الذي تمكن من تحقيق الكثير من الإنجازات وفي مقدمتها بناء القوات المسلحة الجنوبية التي حققت الكثير من الانتصارات المتوجة بتحريرها لمحافظتي حضرموت والمهرة والتي شكلت عوامل حاسمة لضمان استقرار الجنوب وصولا إلى إمكانية تحرير الشمال اليمني من الحوثيين سلميا أو عسكريا.
٢-الأهداف:
أ-تحليل العلاقة السببية بين استقرار الجنوب وإمكانية تحرير الشمال.
ب-إبراز نجاحات الثورة السلمية الجنوبية منذ ٢٠٠٧ والمقاومة المسلحة منذ ٢٠١٥م ثم انتصارات القوات المسلحة الجنوبية في توقيف التمدد الحوثي جنوبا وتثبيت الأمن الداخلي وتحرير محافظتي حضرموت والمهرة من قوى الإرهاب الإخوانية والحوثية والداعشية والقاعدة .
ج-دراسة أثر قوى الإرهاب الإخوانية والقاعدة وداعش المتحالفة مع الحوثيين في تقويض الأمن الجنوبي.
د-تقييم الدور المحوري للمجلس الانتقالي بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي في قيادة القوات المسلحة الجنوبية لحماية الجنوب.
ه‍-تقديم رؤية استراتيجية متكاملة تربط أمن الجنوب العربي بالتحرير المستدام للشمال اليمني.
٣-سبب اختيار الموضوع
جاء اختيار هذا الموضوع لملء فراغ واضح في الدراسات السياسية المعاصرة حيث غالبًا ما يُنظر إلى الصراع بشكل منفصل بين الشمال والجنوب متجاهلين أن نجاحات الجنوب في حماية حدوده واستعادة مؤسساته واستقرار أراضيه تشكل القاعدة الأساسية لتحرير الشمال بشكل مستدام .
٤-المشكلة :
تتمثل مشكلة البحث في السؤال الرئيس الآتي:
هل يمكن تحرير الشمال اليمني من الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين في ظل جنوب غير مستقر مع وجود قوى إرهابية في الجنوب متحالفة مع الحوثيين تهدد الأمن الجنوبي والخليجي والإقليمي والدولي؟
٥-الفرضيات:
أ-لا يمكن تحقيق تحرير مستدام للشمال دون استقرار شامل في الجنوب.
ب-القوى الإرهابية في الجنوب تعمل كامتداد وظيفي لمشروع الحوثي بهدف إضعاف أي تقدم شمالي .
ج-نجاح المقاومة المسلحة الجنوبية وانتصاراتها في حضرموت والمهرة أسست قاعدة استراتيجية لتحرير الشمال .
٦-المنهج :
يعتمد البحث على المنهج التحليلي الوصفي مع الاستفادة من روح المناهج كلها .

ب- المدخل:
شهد الجنوب العربي منذ حرب صيف ١٩٩٤ إسقاط الشراكة السياسية بالقوة العسكرية واحتلال الجنوب من قبل قوى الشمال اليمني ونهب الثروات وتدمير المؤسسات وإقصاء القيادات الجنوبية ومحاولة محو الهوية الجنوبية من الوجود .
ولهذا انطلقت الثورة السلمية الجنوبية عام ٢٠٠٧ للمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية وحقوق الشعب الجنوبي وكانت أساسًا لبناء وعي سياسي ومجتمعي جنوبي واسع.
وفي المقابل قامت القوى المتنفذة في الشمال اليمني بتصرفات غبية غير محسوبة حين عملت على خلق بيئة حاضنة للفوضى والتطرف في الجنوب هادفة من ذلك إلى إخماد الثورة الجنوبية إلا أن هذه السياسة أدت إلى إضعاف قدرة الجنوب على لعب دوره الاستراتيجي كرافعة للامن والاستقرار مما أتاح للحوثيين المدعومين من إيران التمدد شمالًا .
وحين اتجه الحوثي المدعوم إيرانيا لاحتلال الجنوب في العام ٢٠١٥م انطلقت المقاومة المسلحة الجنوبية منضوبة تحت راية التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودولة الإمارات المتحدة الشقيقة لتحرير المحافظات الجنوبية من الحوثيين وحلفائهم الإرهابيين الإخوان.
لياتي التفويض الشعبي الجنوبي للأخ القائد عيدروس الزبيدي في ٤/٥/٢٠١٥ بتشكيل حامل سياسي لاستعادة الدولة الجنوبية برئاسته
وهنا برز الدور القيادي للمجلس الانتقالي برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية محققا الكثير من الانتصارات أبرزها تشكيل مؤسسات المجلس ثم الانطلاق عبرها لتحقيق الكثير من الانتصارات أبرزها تشكيل القوات المسلحة الجنوبية لتوقيف التمدد الحوثي في الجنوب ومحاربة الإرهاب وتثبيت الأمن وصولا إلى تحرير محافظتي حضرموت والمهرة من قوى الإرهاب الإخوانية والقاعدة وداعش وإغلاق خطوط الإمداد التي كانت تستخدمها هذه الجماعات و الحوثيون لتهريب الأسلحة والمخدرات والأموال والإرهابيين عبر المهرة وحضرموت وصولًا إلى مأرب وصنعاء هذه الانتصارات الجنوبية ستقود فعليا إلى الحد من قدرة الحوثيين على تهديد الخليج والمنطقة والأقليم وستؤمن الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر وخليج عدن وستؤسس لقاعدة استراتيجية للاستقرار وربط الأمن الجنوبي بتحرير الشمال .

ج- تحليل نقاط البحث

أولا : الخطأ التاريخي في احتلال الجنوب.

أدى الاحتلال اليمني للجنوب عام ١٩٩٤ إلى تفكيك الدولة وإضعاف مؤسساتها مما مهد الطريق لتمدد الحوثيين شمالًا الذي سلم كل شيء للحوثيين قابله تحرك قوى الثورة السلمية الجنوبية لرفع شعار النضال السلمي والدفاع عن سلمية النضال مما شكل نقطة تحول سياسية لبناء وعي مجتمعي مقاوم أدى لاحقًا إلى تأسيس المقاومة المسلحة الجنوبية التي انطلقت عام ٢٠١٥م .

ثانيا :الجنوب كعمق استراتيجي لتحرير الشمال .

الجنوب يمثل موقعًا جغرافيًا واقتصاديًا محوريًا وأي اختراق أمني فيه ينعكس سلبا على قدرة الشمال في الصمود والتحرير بينما اي انتصار في الجنوب ينعكس إيجاب على الصمود والثبات في القدرات الشمالية.
وتأكيدا لذلك فقد أدت الانتصارات الجنوبية في حضرموت والمهرة إلى السيطرة على الممرات الاستراتيجية مما سيمنع من عمليات تهريب الأسلحة والأموال والمخدرات والإرهابيين إلى الحوثي في الشمال وهو ما سيقوي من صمود وثبات القوى المناهضة للحوثي في الشمال وهذه حقيقة لا يستطع دحضها من يؤمن بالحقيقة العلمية الموضوعية.

ثالثا: دور الجماعات الإرهابية في زعزعة استقرار الجنوب.

أثبتت الأحداث أن الإخوان والقاعدة وداعش عملوا كامتداد وظيفي للحوثيين حيث استغلوا الفوضى السابقة في الجنوب لتأمين خطوط الإمداد للحوثيين إلى الشمال مما جعل من الجنوب ساحة مواجهة استراتيجية أساسية من خلال التصدي للإرهاب الحوثي والإخواني والداعشي والقاعدة حماية للأمن الجنوبي والشمالي والخليجي والإقليمي والدولي .

رابعا :الدور القيادي للمجلس الانتقالي الجنوبي .

قام المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الأخ الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي بتشكيل القوات المسلحة الجنوبية وتطوير استراتيجيات الدفاع عن الجنوب بالتعاون مع دول التحالف العربي .
وبتضحيات جسيمة تمكنت القوات المسلحة الجنوبية بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي من توقيف التمدد الحوثي جنوبا وتثبيت الأمن الداخلي ومحاربة الإرهاب اينما وجد محققة بذلك نجاحات كبيرة توجت بالانتصارات على قوى الإرهاب الإخوانية والحوثية والقاعدة وداعش في عملية المستقبل الواعد التي أدت إلى تحرير حضرموت والمهرة وإغلاق كل خطوط الإرهاب العابرة للحدود وصولا إلى الحوثيين في صنعاء .

خامسا: استقرار الجنوب كمدخل لتحرير الشمال .

يظهر أن أي مشروع لتحرير الشمال يجب أن ينطلق من قاعدة جنوبية مستقرة أمنيا وسياسيا واقتصاديا مما سيجعلها قادرة على منع التمدد الحوثي وضمان خطوط إمداد وآليات دعم لتحرير الشمال مع الحفاظ على الاستقرار الخليجي والإقليمي والدولي.

د-النتائج

١-اختلال استقرار الجنوب بعد ١٩٩٤ كان سببًا رئيسيًا لفشل أي مشروع جمعي شامل .
٢-ثورة ٢٠٠٧ السلمية أسست قاعدة سياسية ومجتمعية قوية لاستعادة الدولة الجنوبية.
٣-المقاومة المسلحة الجنوبية حققت في العام ٢٠١٥ انتصارات كبيرة تمثلت في تحرير أغلب محافظات الجنوب من الغزو الحوثي وذلك بالتعاون مع التحالف العربي بقيادة المملكة والإمارات .
٤-دور المجلس الانتقالي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي كان محوريًا في قيادة القوات المسلحة الجنوبية وحماية الجنوب.
٥-تحرير حضرموت والمهرة أوقف خطوط تهريب الحوثيين وأمن الممرات الاستراتيجية.
٦-الاستقرار الجنوبي يعزز قدرة الشمال على التحرر من الحوثيين وحلفائهم الإيرانيين.
٧-أي مشروع لتحرير الشمال دون استقرار الجنوب سيكون هشًا وغير مستدام .

ه‍-التوصيات

١-ضرورة دعم القوات المسلحة الجنوبية لضمان تأمين الحدود والممرات الاستراتيجية.
٢-تعزيز الدور القيادي للمجلس الانتقالي في الدفاع عن الجنوب.
٣-تبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب الإخواني والحوثي والقاعدة وداعش وإنشاء آليات رقابية لرصد أي محاولات لفتح ممرات تهريب من الجنوب.
٤-تطوير القوات المسلحة الجنوبية لتعزيز قدرتها الدفاعية.
٥-تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الجنوب لتعزيز الاستقرار .
٦-حماية الموانئ والممرات البحرية الحيوية من تهريب الأسلحة والمخدرات.
٧-التنسيق الكامل مع التحالف العربي لضمان أمن المنطقة.
٨-معالجة آثار الاحتلال الشمالي للجنوب العربي سياسيًا وقانونيًا وغيره.
٩-بناء مؤسسات جنوبية مستقرة وفعالة بعيدًا عن النفوذ الإرهابي .
١٠-تعزيز الوعي وتحصينه لدى المجتمع الجنوبي بهدف تعزيز الهوية والمواطنة .
١١-ربط أي مشروع لتحرير الشمال بالنجاحات الاستراتيجية في الجنوب .
١٢-تطوير خطاب سياسي وأمني شامل قائم على العدالة والمساواة .

و-الخلاصة

أثبتت الأحداث والنجاحات الجنوبية منذ الثورة السلمية الجنوبي عام ٢٠٠٧ وحتى تحرير حضرموت والمهرة أن استقرار الجنوب هو الشرط الأساسي لأي مشروع لتحرير الشمال اليمني.
كما يظهر أن القوات المسلحة الجنوبية بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي لعبت دورًا محوريًا في إغلاق خطوط التهريب والإمداد الحوثية وحماية الأمن الخليجي والإقليمي ، لأن أي محاولة لتحرير الشمال دون قاعدة جنوبية مستقرة ستكون عرضة للفشل في حين أن الاستقرار الجنوبي يوفر أرضية استراتيجية لتحرير الشمال وتحقيق الأمن والاستقرار في الخليج والمنطقة والاقليم والعالم .

*باحث أكاديمي ومحلل سياسي

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات