السبت, ديسمبر 13, 2025
الرئيسيةشؤون القوات المسلحة الجنوبيةشائعات الانسحاب من حضرموت.. قراءة في خلفيات الاستهداف ومتانة الحضور الجنوبي

شائعات الانسحاب من حضرموت.. قراءة في خلفيات الاستهداف ومتانة الحضور الجنوبي

« أم تي آي نيوز » خاص

مع توالي التطورات على الساحة في الجنوب العربي، جاء الدور على ترديد وترويج شائعات في محاولة يبدو أنها ترمي إلى بعثرة الأوراق على الساحة بشكل كامل.
بشكل قاطع، صدر نفي جنوبي على لسان مصدر في المجلس الانتقالي يدحض فيه المعلومات التي تم ترديدها بمزاعم وجود ترتيبات لانسحاب القوات المسلحة الجنوبية من وادي حضرموت.
هذا النفي بعث بإشارة طمأنة لدى الجنوبيين مفادها أنه لا مجال ولا مكان لتراجع الجنوب عن خطواته التي تساهم في دحر الإرهاب، وأن المكتسبات العسكرية التي تحققت على الأرض يحرص الجنوب على المحافظة عليها.
موجة الشائعات التي انتشرت حول ترتيبات مزعومة لانسحاب القوات الجنوبية من حضرموت تكشف عن نمط متكرر من محاولات استهداف المشهد الجنوبي في لحظة مفصلية من مسار الصراع.
فهذه الرواية لا تبدو معزولة عن سياق سياسي يسعى إلى إضعاف التقدم الذي حققته القوات الجنوبية على الأرض، وإرباك الرأي العام في توقيت تشهد فيه حضرموت تحولات استراتيجية متسارعة.
نفي المجلس الانتقالي لهذه المزاعم لا يمثل فقط ردًا على خبر غير دقيق، بل يحمل دلالات أعمق تتصل برغبة القيادة الجنوبية في تأكيد ثبات رؤيتها تجاه مشروع التحرر الوطني.
فالمشهد الميداني في وادي حضرموت وفي عموم الجنوب يشير إلى أن القوات الجنوبية باتت رقمًا صعبًا في معادلة الأمن، وأنَّ حضورها لم يعد قابلاً للتراجع، بل يتجه نحو مزيد من التوسع المنظم على أساس الأولويات العسكرية والاستراتيجية.
تبرُز أهمية هذا النفي في كونه رسالة موجهة إلى الداخل والخارج على حد سواء، ففي الداخل، يأتي النفي لحماية المزاج الشعبي من أي محاولات تستهدف التشكيك في صلابة المشروع الجنوبي أو زرع القلق بشأن مستقبل حضرموت، خصوصاً بعد الزخم الذي رافق المكاسب الأمنية الأخيرة.
أما على المستوى الخارجي، فهو يضع حدًا للتأويلات التي قد تُبنى على الشائعات لتبرير ضغوط سياسية أو لإعادة خلط الأوراق على الساحة.
ومما يعزّز القراءة الرافضة لفرضية الانسحاب أن التحركات الجنوبية الأخيرة تعكس اتجاهاً واضحاً نحو تثبيت السيطرة وتعزيز القدرات الدفاعية، وهو مرتبط بمسار التقدم العسكري الجنوبي على الأرض.
فالجنوب يمرّ بمرحلة تُبنى فيها قواعد جديدة لتوازن القوى، والوجود العسكري في حضرموت يشكّل أحد أعمدة هذا التوازن، خصوصًا في ظل حالة التراجع التي تعيشها القوى المعادية للمشروع الجنوبي، سواء تلك المرتبطة بالحوثيين أو التي تتقاطع مصالحها مع جماعات متطرفة.
ويبدو أن تزامن الشائعات مع التقدم الميداني الجنوبي ليس أمراً عفوياً؛ فكلما تعززت قدرة القوات الجنوبية على فرض الأمن والانتشار في المناطق الحيوية، ازدادت وتيرة الحملات الإعلامية التي تحاول تصوير هذا التقدم على أنه قابل للتراجع أو أنه مجرد ترتيب مؤقت.
لكن الوقائع على الأرض تسير باتجاه معاكس تمامًا، وأن الجنوب يتصرف وفق استراتيجية طويلة المدى تقوم على إدارة الأرض وبناء المؤسسات وتحصين الجغرافيا.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات