« أم تي آي نيوز » مسعود عمشوش
من أولى الخطوات الخطيرة التي قام بها علي عبد الله صالح، بناءّ على توصيات من مجلس استشاري ضيق يقوده الدكتور الداهية عبد الكريم الإرياني: نقل أكبر عدد من اليمنيين (الشماليين) إلى مناطق الحدود الشرقية المتاخمة للمهرة والسعودية بهدف تكرار ما قامت به الصين وروسيا في حدودهما الغربية. وكذلك إسرائيل. ولأجل ذلك أمر عفاش بالإسراع في شق طرق ممهدة وسريعة إلى تلك المناطق.
وفعلا تمت عملية استيطان ممنهجة وضخمة إلى المهرة وثمود وسناو. ولضمان نجاح عمليات الاستيطان تم تعيين محافظين شماليين للمهرة وحضرموت. وتم صرف بطاقات هوية وجوازات رسمية بمعلومات مزورة تجعل أولئك المستوطنين من مواليد المناطق التي استوطنوها.
واليوم نحو ٨٠% من سكان المهرة يمنيين شماليين. ومن المؤكد أن عمليات الاستيطان تلك والنزوح الذي يتم منذ ٢٠١٥ قد نجحت بشكل كبير في خلخلة البنية السكانية والديموغرافية في المهرة وكذلك في وادي حضرموت ومحافظات جنوبية أخرى.
ومن المؤكد كذلك أن تلك الخلخلة لن تجعل أي عملية استفتاء في الجنوب ممكنة.
واليوم عندما تؤكد صنعاء الحوثة والإصلاح ترحيبهما بمشروع ما يسمى الإقليم الشرقي فهما ينطلقان من ايمانهما بأن الغالبية الساحقة لسكان المهرة اليوم يمنيون شماليون. وكذلك جزء كبير من سكان وادي حضرموت.
وأتمنى أن يدرك الحضارم والمهرة والشبوانيون هذه الحقائق. ولا يفرحوا لا بإقليم شرقي ولا بإمكانية إجراء استفتاء نزيه حول تقرير المصير.

