« أم تي آي نيوز » متابعات
في خطوة وُصفت بأنها الأهم منذ أكثر من عشر سنوات في مسار العلاقات السورية–الأمريكية، أعلنت الولايات المتحدة رسمياً رفع جميع القيود القانونية والدبلوماسية المفروضة على السفارة السورية في واشنطن، مما يسمح بعودتها إلى العمل فوراً ولأول مرة منذ إغلاقها خلال سنوات الحرب.
وأكد وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني، أن بلاده تسلّمت قراراً موقعاً من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، يقضي بـ «رفع كل الإجراءات القانونية التي كانت مفروضة على البعثة والسفارة السورية في الولايات المتحدة»، وفقا لـ theguardian.
وأضاف الشيباني أن «سوريا اليوم تستعيد قدرتها على ممارسة دورها الدبلوماسي بحرية كاملة على الأراضي الأمريكية، بما ينسجم مع الخطة الاستراتيجية لوزارة الخارجية السورية».
ويأتي هذا التطور عقب اللقاء الذي جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، وهو أول لقاء بين رئيس سوري ورئيس أمريكي في مقر الرئاسة منذ عام 1946. واستمر الاجتماع وقتاً أطول من المقرر، وشارك فيه لاحقاً وزير الخارجية السوري وعدد من الوزراء، إذ وُصف اللقاء بأنه «تاريخي» و«نقطة تحوّل في العلاقات الثنائية».
وقال المندوب الدائم لسوريا لدى الأمم المتحدة، السفير إبراهيم علبي، إن إزالة العوائق أمام إعادة فتح السفارة «تشكل محطة مفصلية وبداية لمرحلة جديدة من التعاون بين البلدين».
وأضاف إن الخطوة «تسمح بعودة الوجود الدبلوماسي السوري إلى واشنطن، وتعيد قناة التواصل المباشر بعد سنوات من القطيعة»، بحسب ما نشرته وكالة الانباء السورية بنسختها الانجليزية.
وفي واشنطن، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تعليق بعض العقوبات المفروضة على سوريا لمدة 180 يوماً، تشمل بنوداً من «قانون قيصر» الذي كان يعرقل التعاون الاقتصادي وإعادة الإعمار.
وأوضح أن الاستثناءات تستثني أي معاملات مرتبطة بروسيا أو إيران، في إشارة إلى رغبة واشنطن بإعادة الانفتاح على دمشق ضمن حدود مدروسة.
وقالت الإدارة الأمريكية في بيان إن الرئيس ترامب «يوفّي بوعده بمنح سوريا فرصة للعودة إلى النظام الدولي»، مشيرة إلى أن رفع القيود عن السفارة «خطوة عملية لإتاحة قنوات دبلوماسية مباشرة وتمكين سوريا من إعادة بناء علاقاتها الخارجية».
ويرى مراقبون أن السماح بعودة السفارة للعمل، بعد أكثر من عقد من القطيعة، يمثل مؤشراً واضحاً على تغير نهج واشنطن تجاه دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، وصعود قيادة جديدة في سوريا.
وختم علبي بالقول: «من حق السوريين الاحتفال بهذا الإنجاز. السفارة ستعود للعمل، والعلاقات تتحرك نحو مسار مختلف تماماً عما عرفناه في العقد الماضي .

