الأحد, نوفمبر 9, 2025
الرئيسيةتقارير"التصعيد الوقائي".. تحذيرات شديدة من خطورة تجنيد الحوثيين للأفارقة

“التصعيد الوقائي”.. تحذيرات شديدة من خطورة تجنيد الحوثيين للأفارقة

« أم تي آي نيوز » تقرير : عبداللاه سميح

في توجه نحو إستراتيجية “التصعيد الوقائي”، تواصل ميليشيا الحوثي عمليات التحشيد العسكري في محافظات يمنية مختلفة، بالتزامن مع موجات تصعيد ميدانية، تهدف إلى “اختبار جاهزية القوات الحكومية واستعراض القوة”، وفق مراقبين، فيما يحذر الجيش اليمني من تجنيد متزايد لعناصر من القرن الإفريقي في مناطق سيطرة الحوثيين.

وقالت مصادر عسكرية يمنية لـ”إرم نيوز”، إن تحركات الحوثيين لتعزيز مواقعهم الميدانية في جبهات القتال، وإمداداها بالمقاتلين والعتاد الحربي، يعكس تصاعد القلق داخل الجماعة من طبيعة المرحلة المقبلة وتحدياتها المجهولة، في ظل ضغوط اقتصادية خانقة وتململ شعبي متزايد في مناطق سيطرتها.

وأضافت المصادر أن الميليشيا دفعت خلال اليومين الماضيين بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى الأطراف الشمالية من محافظة صعدة، وإلى مديرية “خب والشعف” والمناطق الشرقية من محافظة الجوف، شملت آليات ثقيلة ومعدات حربية ومئات المقاتلين، في إطار إعادة تموضع تعبوي، استعدادًا لاحتمالات ميدانية قادمة.

يأتي ذلك، بموازاة تصعيد متواصل في الجبهات الجنوبية، حيث شنّت الميليشيا هجمات بطائرات مسيّرة وقذائف المدفعية على مواقع القوات الجنوبية في شبوة ولحج، أسفرت عن إصابة 5 جنود من اللواء الأول عمالقة، وفق المصادر العسكرية.

قوات مساندة

وحذّر الجيش اليمني الخميس الماضي، من تجنيد متزايد لعناصر من القرن الإفريقي في مناطق سيطرة الحوثيين، بـ”التنسيق مع تنظيمات إرهابية”، معتبرًا ذلك تهديدًا مباشرًا للأمن اليمني والإقليمي.

وتتقاطع تحذيرات المؤسسة العسكرية مع معلومات عن تحركات حوثية لإجلاء مهاجرين أفارقة من مناطق سيطرتهم، تقول الجماعة إنها تهدف لإعادتهم إلى بلدانهم، فيما يُشكك خبراء في دوافعها.

ويقول الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد عبدالرحمن الربيعي، إن ادعاءات نقل المهاجرين إلى بلدانهم تفتقر إلى المصداقية، نظرًا لتعطّل المنافذ البرية والبحرية والجوية التي تسيطر عليها الميليشيا.

ورجّح الربيعي في حديثه لـ”إرم نيوز” أن تستثمر الجماعة في هذه الأعداد البشرية في معاركها المقبلة، عبر تجنيدهم كقوة مساندة أو ضمن وحدات الإمداد الخلفي.

وأوضح أن الحوثيين قد يلجؤون إلى إغراء المهاجرين بالمال أو بمنحهم الجنسية اليمنية وتزويدهم بوثائق هوية وجوازات سفر مقابل الانضمام “لكن توظيفهم كمقاتلين فعليين في الخطوط الأمامية يبدو معقدًا، نظرًا لاختلاف اللغة وصعوبة تعبئتهم فكريًّا وعقائديًّا”.

علاقات متنامية

وفي تقرير صادر مؤخرًا، أشار فريق خبراء مجلس الأمن الدولي، إلى تنامي العلاقة بين الحوثيين وحركة الشباب المجاهدين في الصومال، وتوسع أنشطة التعاون بين تهريب السلاح والتدريب المشرك والدعم اللوجستي، بالإضافة إلى “قدوم مئات الصوماليين إلى اليمن لتلقي تدريبات عسكرية وأيديولوجية”.

ويرى خبير الشؤون الأمنية في الشرق الأوسط، محمد الباشا، أن شبكات تهريب السلاح موجودة منذ سنوات بين القرن الإفريقي وسواحل اليمن، “وهي شبكات تعمل غالبًا وفق منطق المصالح المالية، بغض النظر عن هوية الأطراف المستفيدة”.

وبشأن علاقة الحوثيين بالمهاجرين الأفارقة، قال الباشا لـ”إرم نيوز”، إن الدلائل حول هذا الارتباط لا تزال غير واضحة، “خصوصًا أن انتشارهم يُمكن ملاحظته في معظم محافظات اليمن، وله علاقة بظروف الهجرة والهروب من النزاعات”.

استغلال قديم

في المقابل، يؤكد المحلل العسكري، العقيد محسن الخضر، أن الحوثيين بدؤوا عمليات تجنيد الأفارقة في اليمن منذ حروبهم الست على الدولة اليمنية 2004 – 2010؛ وذلك بهدف توظيفهم في عمليات تهريب نبات القات والمخدرات، قبل أن يتطور الأمر إلى تهريب السلاح، ومن ثم تجنيد مقاتلين.

وقال الخضر لـ”إرم نيوز”، إن تقرير الخبراء الدوليين الصادر العام الماضي، أشار بوضوح إلى تورط الحوثيين في استغلال المهاجرين الإثيوبيين في أنشطة الإتجار بالمخدرات وإجبار بعضهم على الانضمام والقتال في صفوفهم ضد القوات الحكومية، مقابل مبالغ مالية تصل إلى 100 دولار.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات