« أم تي آي نيوز » تقرير : رامي الردفاني
في مشهد سياسي تتداخل فيه التحديات وتتعاظم فيه رهانات المستقبل، يبرز المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي كحالة استثنائية في الثبات الوطني والقدرة على تحويل التحديات إلى فرص لترسيخ حضور الجنوب كقضية وشعب وهوية.
منذ تأسيس المجلس الانتقالي، لم يتعامل مع القضية الجنوبية بوصفها شعاراً سياسياً عابراً، بل كمسؤولية تاريخية تستمد مشروعيتها من تضحيات أجيال ودماء مناضلين رسموا حدود الكرامة بالثبات والصبر.
كما أن الروح، التي حملها الرئيس الزُبيدي وقيادة المجلس الانتقالي، شكلت الأساس لسياسة واقعية تتقاطع فيها الرؤية الاستراتيجية مع الموقف المبدئي أن الجنوب لكل أبنائه.
وخلال سنوات من العمل السياسي والعسكري والدبلوماسي، تمكن المجلس الانتقالي من إعادة الاعتبار لصوت الجنوب في المحافل المحلية والإقليمية، وتثبيت موقعه كشريك فاعل في صناعة القرار، مستنداً إلى رصيد شعبي واسع وثقة تتنامى يوماً بعد آخر.
ويرى مراقبون جنوبيون أن ما يميز نهج المجلس الانتقالي هو القدرة على التوازن بين الثوابت الوطنية ومتطلبات اللحظة السياسية، في معادلة دقيقة يقودها الرئيس الزُبيدي ببراغماتية القائد ووعي رجل الدولة وقد نجح في تجنيب الجنوب فوضى الصراعات، وكرّس مفهوم الاستقرار بالمسؤولية، عبر بناء مؤسسات أمنية وعسكرية وإدارية من رحم الواقع، بعيداً عن الارتجال وردّات الفعل.
ويصف أبناء الجنوب المجلس الانتقالي بأنه الحامل الوحيد لاستعادة دولتهم وبالإضافة هو حمامي مكتسباتهم، بل تجاوزت ذلك إلى تأصيل الهوية وبناء الذاكرة الوطنية، في مواجهة كل محاولات التذويب أو الطمس.
أما على الصعيد الإقليمي، فقد نجح الانتقالي في نسج شبكة من العلاقات المتزنة مع الأشقاء في التحالف العربي ودول صناع القرار، مقدماً نموذج الشريك المسؤول الذي يدرك أن معركة الجنوب لا تنفصل عن معركة الاستقرار في المنطقة برمتها.
كما يمضي المجلس الانتقالي الجنوبي في ثبات نحو مشروعه الوطني وهو استعادة الدولة الجنوبية على أسس العدل والسيادة، بقيادة الرئيس الزُبيدي وذلك على نهج الإصلاح والبناء بخطوات محسوبة، واضعاً نصب عينيه أن حماية مكتسبات الشعب ليست خياراً سياسياً بل واجباً وطنياً مقدساً.
وفي زمن تتبدل فيه التحالفات وتتقاطع فيه المصالح، يبقى المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس الزبيدي هو الثابت الجنوبي الوحيد الذي لم يتخلّ عن مبادئه، ولا عن حلم الملايين من أبناء الجنوب الذين يرون في مشروعه تجسيداً لطموحاتهم في الحرية والكرامة والسيادة.

