« أم تي آي نيوز » تقرير : محمد طارق
قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، إنه في الوقت الذي تحارب فيه إسرائيل حركتي حماس وحزب الله، برزت شخصية عبد الملك الحوثي، الزعيم المراوغ من اليمن الذي أشعل البحر الأحمر وفرض تحدياً جديداً على المخابرات الإسرائيلية.
وذكرت “معاريف”، أن عبد الملك الحوثي، زعيم الحوثيين في اليمن، شخصية مراوغة ومتحدية، نجحت في النجاة من هجمات متواصلة من إسرائيل والولايات المتحدة، وقوى إقليمية أخرى، وبينما تمكنت إسرائيل من تحييد أو إضعاف قادة خصومها الرئيسيين مثل حماس، وحزب الله في العامين الماضيين، ظل الحوثي شخصية رئيسية، يُنظر إليه من قبل أنصاره على أنه آخر قائد مسلح يقاتل في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصراع مع إسرائيل في قلب أجندة عبدالملك الحوثي مدفوعاً بإيمان عميق بـ”الجهاد لإزالة إسرائيل من المنطقة”، لافتة إلى شعار الجماعة “الله أكبر.. الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل”. وقالت الصحيفة، إنه منذ بداية الحرب في غزة، ركز الحوثي هجماته ضد السفن التجارية في البحر الأحمر، وأطلق صواريخ على إسرائيل، ما رفع مكانته بشكل كبير بين أنصاره، حيث يقدم نفسه المدافع الأكبر عن القضية الفلسطينية.
الدعم الإيراني
وفق الصحيفة، تُعد علاقات الحوثيين مع إيران ركيزة أساسية في قوتهم، فقد زودتهم طهران على مدى عقد بمئات الملايين من الدولارات، إلى جانب الأسلحة، والوقود، والدعم، وتضم ترسانة الحوثيين الضخمة، التي قدمت إيران معظمها، طائرات دون طيار، وصواريخ كروز، وألغاماً بحرية، وزوارق سريعة، وقد مكّن هذا الدعم عبد الملك الحوثي من الصمود في وجه الضغوط الإقليمية والدولية.
صعود الحوثي
وتقول معاريف إن الحوثي، حوالي 40 عاماً، يعد شخصية أبوية لدى أنصاره، لافتة إلى أنه برز بعد مقتل شقيقه حسين في 2004، الذي أسس الحركة الداعية إلى طرد النفوذ الغربي، ودعم الفلسطينيين، وطرح فكرة “القائد المرشد” المختار، وهي فكرة “مستوردة من إيران”. ونجح عبد الملك، الذي كان شاباً نحيفاً وهادئاً آنذاك، في إعادة تنظيم أنصار شقيقه في الكهوف حول معقلهم في شمال اليمن، وقيادة حرب عصابات، وتبنى فكرة أنه “الوريث المختار”، وهو تصور تعزز بانتصاراته في ساحة المعركة.
تحد مستمر لإسرائيل
وحسب الصحيفة، يحرص الحوثي على إبقاء موقعه سرياً، ولا يعقد اجتماعاته بمكالمات الفيديو من منازل آمنة، ما يعكس حذره الشديد، ورغم محاولات الوساطة الدولية لإقناع الحوثيين بوقف هجماتهم، إلا أنهم رفضوا باستمرار، موضحين أنهم لن يتوقفوا إلا إذا أوقفت إسرائيل الحرب في غزة. وذكرت معاريف، أن الإدارة الأمريكية، التي واجهت إحباطاً متزايداً من هجمات الحوثيين، وأرسلت أسطولاً بحرياً إلى المنطقة، ووقعت اتفاقاً على وقف إطلاق نار مؤقت، لكن الحوثي سرعان ما عاد لتعطيل الشحن التجاري، مع تجنب استهداف السفن الأمريكية، فيما يقدر مسؤولون إسرائيليون أنه حتى بعد انتهاء الحرب في غزة، سيظل الحوثيون يشكلون تحدياً كبيراً، وبؤرة تركيز جديدة للمؤسسة الاستخباراتية الإسرائيلية.

