« أم تي آي نيوز » كتب : نصر هرهره
سؤال يطرحه البعض وهو تسال مشروع بغض النظر عن أي شيء. ويجب على لمجلس الانتقالي الجنوبي أن يجيب عليه ..ونحن هنا سنحاول المساهمة في الإجابة على السؤال ولكن قبل ذلك يجب أن ندرك الوضع الذي كانت عليه قضية شعب الجنوب في مايو 2017 م حين إعلان عدن التاريخي في 4 مايو 2017 م الذي بموجبه تم تفويض عيدروس الزبيدي بتشكيل قيادة سياسية لحمل القضية الجنوبية والذي دشن ذلك بتشكيل هيئة رئاسة المجلس الانتقالي في 11 مايو 2017 م من 26 عضو ثم تواصل تكوين الهيئات خلال ما تبقى من العام 2017 م حتى تكتمل بناء الهيكل المجلس الانتقالي الجنوبي وكان ذلك إنجاز بحد ذاته
فهو يعني تشكيل قيادة سياسية ( المجلس الانتقالي الجنوبي ) بعد أن ظل الجنوب خلال السنوات الماضية لا يمتلك قيادة سياسية موحدة تمثل شعب الجنوب وقضيته العادلة وهذا كان السبب الرئيسي في أن الجنوبيين حرروا الجنوب في 2015 م ولكن لم يجد الكيان الذي يستلم السلطة حينها ولهذا استلمت الجنوب الحكومة اليمنية وسيطرت هنا وهناك بعض المكونات بما فيها مكونات البعض متها متهمه بالإرهاب وسادت حينها الفوضى وعدم الاستقرار وانفلات أمني واداري وعم الفساد وكاد النصر الجنوبي الذي حققته المقاومة الجنوبية أن يسرق من الجنوبي ولكن المجلس الانتقالي تمكن من الامساك بالنصر الجنوبي وتطويره وتعظيمه
والاعتماد علىالمقاومة الجنوبية بدأ المجلس في بناء قوات مسلحة جنوبية وأمن جنوبي تمكنت من السيطرة التدريجية على الأوضاع وتطهير الجنوب من الجيوب الإرهابيه و الفوضوية والمعادية لتطلعات شعب الجنوب على الأقل العلنية منها و خاصت عدة معارك منها معركة في يناير 2018 م دفاع عن المتصاهرين المحتجين على. الاوضاع. و الذي تم قمعهم من قبل قوات معادية لشعب الجنوب والأخرى في أغسطس 2019 م حماية المتظاهرين أيضا الذين خرجوا في جنازة قائد المقاومة الجنوبية ابو اليمامة الذي استهدف بصاروخ من القوى المعادية لتطلعات شعب الجنوب وحققت القوات الجنوبية انجازات كبيرة في مكافحة الإرهاب وبدعم إقليمي ودولي وتمكنت من حماية شعبنا من الإرهاب و استعادة الامن والاستقرار كما تمكن المجلس الانتقالي من خلال الجمع بين العمل العسكري والدبلوماسي من إنهاء فتنة الشيخ سالم / شقرة التي استمرت طويلا مع قوات بن ميعلي ( شمالي من مأرب ) في إطار ما أسموها غزوة خيبر لاستعادة احتلال الجنوب و كان هذا النصر اهم انجاز للقضية الجنوبية .
لقد أصبح الجنوبيين كيان سياسي وقوات مسلحة جنوبية تسيطر على الأرض وتذود عن حدود الجنوب وصد اعتداءات الحوثي على الأرض الجنوبية مقدمة التضحيات الجسام وتأمين المنشآت الجنوبية ومؤسسات الخدمات وحياة الجنوبيين بشكل عام
خلق علاقة وتحالف مع دول التحالف العربي وفي المقدمة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وفتح مكاتب للمجلس في أوربا و امريكا وشراكة مع دول الإقليم والعالم في مكافحة الإرهاب ونقل قضية شعب الجنوب إلى العالم ومنظمات الأمم المتحدة
إن الأهمية الجيوسياسية الجنوب الذي يمتلك سواحل طويلة على بحر العرب والبحر الأحمر وخليج عن ويطل على مضيق باب المندب وهو ممر مائي هام للتجارة الدولية لا يمكن أن يقفز عليه أحد لكن المهم أيضا بالنسبة لنا هي القوة السياسية التي يرى فيها العالم القدرة على تحقيق مصالحة في هذه المنطقة الحيوية والهامة ويمكن المشاركة معها والى حين تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي لم يرى العالم قوة قادرة على لعب ذلك الدور بما فيها الحكومة اليمنية التي أثبتت فشلها في عدة محطات ، وعلى إثر النجاحات التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي وخصوصا في مكافحة الإرهاب وامتلاكه قوات منظمة وقيادة سياسية يرى في إمكانية التحالف أو الشراكة معها لتحقيق المصالح المشتركة وهذا إنجاز كبير للمجلس الانتقالي وبالتالي لقضية شعب الجنوب
الدعوة إلى الحوار الجنوبي والذي قاد إلى عقد اللقاء التشاوري وإنتاج اربع وثائق رئيسية
– الميثاق الوطني الجنوبي والذي حقق إجماع وطني ووقع عليه 37 مكون سياسي ومجتمعي وشخصيات اجتماعية
– ملامح الدولة الجنوبية القادمة
– ادارة المرحلة الراهنة
– آلية التفاوض حول الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية
ومازال المجال مفتوح للحوار أمام الجميع حيث اعتبر الانتقال أن الحوار هو منهج حياة وآلية لمعالجة المشكلات بين الجنوبيين
كما تم إنشاء قناة تلفزيونية وإذاعة تبثان من العاصمة عدن وأسس عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية تتحدث عن شعب الجنوب وهويته وتطلعاته أبناءه وتقوم بدور تنويري هام
دعم المجلس الانتقالي الجنوبي تشكيل عدد من الاتحادات الإبداعي والمهنية ومنظمات المجتمع المدني الجنوبية مثل اتحاد نقابات الجنوب واتحاد الصحفيين والإعلاميين واتحاد أدباء وكتاب الجنوب واتحاد المرأة الجنوبية واتحاد شباب الجنوب واللجان المجتمعية وعدد من منظمات المجتمع المدني الجنوبية وكان لها اسهاماتها الطيبة في خدمة شعب الجنوب وقضيته العادلة واهتم بالتدريب والتأهيل في مختلف المجالات
ولما كانت الحكومة اليمنية هي المسيطرة إداريا وماليا على المناطق المحررة ومعترف بها دوليا فقد عمل المجلس الانتقالي على استعادة القرار السيادي وإدارة الجنوب ولكن اصطدم بهذه الحكومة وبالاعتراف الدولي بها ودعمها لاستعادة الشرعية في اليمن والذي تدخل الإقليم والعالم عسكريا من أجل ذلك وحل المشكلة مع الحوثي أكان حربا أو سلما وحاول الانتقالي من خلال بيان ابريل السيطرة على الموارد ولكن تم مواجهته بصميل التحالف وحاول من خلال الإدارة الذاتية في ابريل 2020م وقوبل بنفس الأسلوب إضافة إلى أن الانتقالي كان يعتبره البعض غير شرعي وقوات الجنوب مليشيات فكان الخيار المتاح هو الذهاب الى اتفاق الرياض في 5 نوفمبر 2019 م والشراكة مع الحكومة اليمنية في 18 ديسمبر 2020 م ومجلس القيادة الرئاسي وهيئة التشاور والمصالحة في ابريل 2022 م كحل اني على أن يذهب الانتقالي إلى المشاركة في العملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة و باطر خاص بقضية شعب الجنوب لتحقيق تطلعات هذا شعب العظيم في الاستقلال واستعادة السيادة وبناء الدولة الجنوبية الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 22 مايو 1990 م
محاولات تحسين المستوي المعيشي والخدمي ومكافحة الفساد
ينبغي أن ندرك أن الوضع الراهن هو وضع اني مؤقت وليس الوضع الذي نستطيع تحقيق فيه المستوى المعيشي والخدمات الذي نريده أو نطمح إليه ومحاربة الفساد وانما هو الوضع الذي نناضل من أجل تغيير لتحسين المستوى المعيشي والخدمي
إن الحكومة اليمنية هي المسؤولة مسؤلية مباشرة على هذا الملف فهي من تحصل الإيرادات ومن ينفقها كما أن المانحين والداعمين أكان الحكوميين أو منظمات المجتمع اليمني لا تقدم دعمها إلى عبر الحكومة بما فيها مركز الملك سلمان أكبر الداعمين
ولا احد يستطيع أن ينكر انهيار مستوى المعيشة والخدمات واستفحال الفساد خلال سنوات الحرب أو فترة اللاسلم وآللا حرب وهذا ناتج عن عدة عوامل منها التركة التي ورثها الجنوب من سنوات الاحتلال اليمني أكان على الصعيد السلوكي أو عدم الالتزام بالأنظمة والقوانين إضافة إلى ما أوجدت الحرب من عوامل ساعدت على ذلك
ناهيك عن سوء الإدارة من قبل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا
فالموارد لم تحصل كاملة ولم تفعل عدد من الأوعية الإيرانية والربط الضريبي لم يكن كما ينبغي وهناك وخادم بين محصل الضرائب و دافعينها حيث يجري التحايل وما يحصل إلى خزينة الدولة إلا الجزء اليسير وهناك إيرادات مهمة مازالت تورد إلى صنعاء تحت عدة مبررات وهناك جهات تمتنع عن توريد الضرائب إلى البنك المركزي ناهيك عن أن الحوثي قد ضرب منصات تصدير النفط في العام 2022 م وتوقف تصدير النفط الذي يشكل النسبة الأكبر من موارد الموازنة العامة مع ضعف انتاج الحقول ولا نستطيع هنا حصر كل المشكلات والمفاسد في تحصيل الإيرادات فهناك الكثير والكثير مما لم نشر آلية
وفي المقابل فإن الانفاق والذي يتركز في أجور ومرتبات الموظفين والاعاشات ونفقات تشغيل الكهرباء لا يخلو من الفساد أيضا والاكثر من ذلك أنها لا توجد موازنة الدولة كما ينبغي أن تكون عليه
ولهذه الأسباب وغيرها انهارت الخدمات وتدهور المستوى المعيشي للشعب. ولا يمكن إعفاء المجلس الانتقالي من المسؤلية عن ذلك وخصوصا بعد اشتراكه في الحكومة ومجلس القيادة الرئاسي وهيئة التشاور والمصالحة ولكن هذا لا يعني أن المجلس الانتقالي لم يولي ذلك أهمية فلو لا متابعات المجلس الانتقالي لكان الأوضاع أكثر سوء
كما اتخذت إجراءات في توقيف البسط ونهب الأراضي من خلال محافظ محافظة عدن وتحسن الوضع في هذا الملف إلى مستوى معين ومازال بحاجة إلى المزيد من الاهتمام.

