السبت, أكتوبر 25, 2025
الرئيسيةتقاريرصراع بلا مشروع.. بن ماضي وبن حبريش يتقاسمان الفشل ويتبادلان التبريرات

صراع بلا مشروع.. بن ماضي وبن حبريش يتقاسمان الفشل ويتبادلان التبريرات

« أم تي آي نيوز » تقرير : متابعات

تعود حضرموت مجددًا إلى دوامة الفوضى والاتهامات المتبادلة، بعد أن فجّر أنصار المحافظ مبخوت بن ماضي وأنصار عمرو بن حبريش جولة جديدة من التراشق الإعلامي، في مشهدٍ بات مألوفًا لدى الشارع الحضرمي الذي ملّ من صراعات “الوجاهات” وغياب الكفاءة.

منشورات متبادلة، بيانات متضاربة، وتسريبات لمستندات واتهامات بالفساد، كلّها تتطاير كشررٍ سياسيٍّ يلتهم ما تبقّى من ثقة المواطن في القيادات التي جعلت من حضرموت ساحة لتصفية الحسابات، بدل أن تكون ساحة بناء وتنمية.

فـبن ماضي الذي جاء على صهوة وعود “الإصلاح والشفافية”، غرق سريعًا في دوائر النفوذ والمحاباة، وأصبح مكتبه مرتعًا للشللية والمصالح الخاصة، بينما الخدمات تنهار والشارع يشتعل بالأسئلة التي لا يجيب عنها أحد. أما بن حبريش، الذي يرفع شعار “الحقوق والمطالبة بالعدالة”، فقد اختزل حضرموت في مفهوم القبيلة والزعامة التقليدية، يتحدث باسم الناس حين يشاء، ويصمت حين تمس مصالحه، وكأن المحافظة ضيعة ورثها عن الأجداد.

كلاهما اليوم يقف على ضفتين متقابلتين من نهرٍ واحدٍ آسن، لا تنمية تسير، ولا كهرباء تستقر، ولا إدارة تُبنى على أسس مؤسسية، أحدهما يمارس سلطته بعقلية الغلبة، والآخر يبتز المشهد بظل العصبية، والنتيجة: حضرموت هي الخاسر الأكبر.

مصدر إداري بارز في السلطة المحلية – فضّل عدم الكشف عن اسمه – وصف الصراع بين الرجلين بأنه “صراع أناني على الغنيمة وليس على المبدأ”، مضيفًا أن ما يُقدَّم للرأي العام من خطابات ومؤتمرات لا يتجاوز كونه “ديكورًا سياسيًا لستر التناحر الداخلي”.

في الوقت ذاته، فقد طالب أبناء المكلا وسيئون والغيل والقرى الشرقية والغربية، بضرورة وضع حدٍّ لما وصفوه بـ”المهزلة المستمرة”، داعين إلى إنهاء هذه المهترهات التي شوهت المشهد العام وجرّت المحافظة إلى منزلق خطير من الانقسام والشللية.

الناس في المكلا وسيئون والقرى النائية لم يعودوا يفرّقون بين المحافظ والشيخ، فكلاهما بنظرهم “وجه واحد لسلطة غائبة”، أحدهما يحمل ختم القرار، والآخر يحمل عصا القبيلة، وكلاهما يعزفان على وتر الولاءات بينما حضرموت تغرق في الظلام.

وهذا المشهد ليس سوى استمرارٍ لمسلسل طويل من الإخفاقات، تُدار فيه المحافظة بعقلية الجاه والوجاهة لا بعقل الدولة والمسؤولية. وبينما يتبارز الطرفان على صفحات الفيسبوك والمنصات الإعلامية، تنهار الخدمات، وتتآكل الثقة، وتُهدر فرص النهوض التي كانت متاحة.

وكما يبدو أن حضرموت اليوم لا تحتاج إلى شيخٍ يفاخر بقبيلته ولا محافظٍ يتشدّق بخطبه، بل إلى قيادة تملك مشروعًا حقيقيًا، وتُدير مواردها بعقل دولة لا بعقل شلة. غير ذلك، سيبقى أبناء المحافظة يدفعون الثمن كل يوم، فيما يتقاسم الكبار الغنائم على أنقاضها.


مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات