« أم تي آي نيوز » كتب : يحيى شايف ناشر الجوبعي
في ذكرى ثورته الأكتوبرية ال٦٢ يحتفل شعب الجنوب العظيم من حضرموت المجد ، حيث تنبض الأرض بأصالة الجنوب ، إلى ضالع الشموخ ، حيث تُروى الحكايات بمداد الدم والكرامة ، مجددا عهده للرئيس المفوض والقائد الرمز عيدروس بن قاسم الزُبيدي ، حامل راية الخلاص ، ووجه الدولة الجنوبية القادمة.
وبهذا الزخم المتصاعد لا يعد الإحتفاء بهذه المناسبة الخالدة مجرّد وقفة مع التاريخ ، بل موعد متجدد مع الإصرار ، حيث يلتفُّ الجنوبُ من أقصاه إلى أقصاه خلف راية واحدة، ومشروع واحد، وقائد واحد جسّد بإرادته صمود الجبال، وثبات الرجال.
فالعهدُ للوطن وللقائد ، والوعدُ للدولة، والخطى تمضي بثقة نحو فجر الاستقلال الثاني، بقيادةٍ لا تكلّ ، وشعبٍ لا يُهزم.
وبهذه اللحظة الزمنية الفارقة من تاريخ الجنوب الحديث ، احتشد الشعب الجنوبي في مشهد وطني استثنائي، ليجدد العهد للرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، بوصفه قائدًا لمسيرة التحرير والاستقلال الثاني.
من عدن إلى حضرموت ومن شبوة إلى الضالع، خرج المواطن الجنوبي رافعًا صوته ، مؤكدًا أن القائد عيدروس الزُبيدي ليس مجرد زعيم لحظة، بل هو تعبير عن مرحلة، وامتداد لخط نضالي عميق، وركيزة أساسية في بنيان الدولة الجنوبية المنشودة.
إن تجديد العهد للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يعكس إدراك الشارع الجنوبي لحساسية المرحلة ، وتعقيدات المشهد الإقليمي والدولي وهو ما عزز من وحدة الشعب الجنوبي خلف قيادته، رافعًا سقف تطلعاته نحو الاستقلال وبناء دولة جنوبية اتحادية مدنية.
إن تجديد العهد للرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، يوطد من شرعنة موقعه المتفرد الجامع بين الإرادة الشعبية والسيادة الميدانية والشرعية السياسية، وهو ما يوطد من موقع الجنوب ذاته على طاولة القرار ، ويمنحه القدرة على التفاوض من موقع القوة المدعومة بإجماع شعبي وسيادة ميدانية وغطاء سياسي .
بمليونيات أكتوبر انتقل الجنوب من مرحلة المطالبة ، إلى مرحلة الشراكة الفعلية والبناء السياسي الهادف والعمل المؤسسي المنظم ، ولهذا لم يعد المشروع الجنوبي مجرد طموح ، بل أصبح برنامجًا سياسيًا واضح المعالم ،له قيادته ، ومؤسساته ، وخطابه الوطني والدبلوماسي .
وهنا تبرز أهمية هذه اللحظة كخطوة متقدمة نحو تثبيت المشروع في واقع اليوم ، وفرضه على أجندة الإقليم والعالم كخيار لا يمكن تجاوزه في أي تسوية قادمة.
الجنوب اليوم أكثر وعيًا بمساره ، وأكثر استعدادًا لتحمل مسؤوليته المستقبلية ، فهو أكثر توحدًا خلف قيادته التي أثبتت صلابتها في السياسة كما في الميادين.
وفي ظل هذه المعطيات، يظل تجديد العهد للرئيس القائد عيدروس الزبيدي قائمًا، والمشروع مستمرًا، طالما والشعب الجنوبي يكتب تاريخه الجديد بإرادة حرة ، ورؤية ناضجة ، وقيادة حكيمة ، تحمل حلم الدولة وتضع أقدامها على أرضية جنوبية صلبة لا تلين .
*باحث أكاديمي ومحلل سياسي
