« أم تي آي نيوز » متابعات
تعيش العاصمة المحتلة صنعاء حالة طوارئ مخابراتية غير مسبوقة، حيث كثفت مليشيا الحوثي الإرهابية نشر عناصرها من الجنسين في مختلف الأحياء.
هذه الإجراءات الأمنية المشددة جاء بالتزامن مع ذكرى ثورة 26 سبتمبر المجيدة، وسط مخاوف حوثية متصاعدة من اندلاع انتفاضة شعبية داخلية بعد التدهور المعيشي والاقتصادي والامني الحاد.
وكشفت مصادر محلية عن قيام المليشيا بنصب حواجز تفتيش في مداخل الحارات، وإخضاع السكان لتفتيش دقيق للهويات، ومنع أي شخص غريب من الدخول إلا بمُعرِّف.
وفي تصعيد لافت، تم نشر عناصر الشرطة النسائية المعروفات باسم “الزينبيات”، واللواتي تم تزويدهن بهراوات صاعقة لقمع أي تجمعات نسائية أو مقاومة لعمليات التفتيش، حيث خصصت لهن منازل داخل الأحياء كنقاط تمركز للقيادة الميدانية.
وفي سياق متصل، اكدت السفارة الأمريكية لدى اليمن إدانتها الشديدة لـ “الاعتقالات غير القانونية” التي نفذتها الجماعة الإرهابية بحق أكثر من 600 يمني هذا العام لمجرد إحيائهم ذكرى الثورة، معتبرة أن هذه الأفعال تمثل “استخفافاً صارخاً بالحريات الأساسية”. وتجاوزت حملة القمع صنعاء لتصل إلى محافظات كانت توصف بـ “المخازن البشرية” للجماعة مثل حجة وذمار.
ففي مديرية الحدا بمحافظة ذمار، نفذ الحوثيون حملة مداهمات واعتقالات واسعة بمشاركة أكثر من عشرين عربة عسكرية، استهدفت نحو 100 شخص لاحقوا السكان إلى الجبال لـ إشعالهم إطارات ابتهاجاً بالثورة.
كما ارتفع عدد المعتقلين في حجة إلى نحو 50 مدنياً.
و يركّز التفتيش الحوثي في الحواجز، خصوصاً في الأحياء غير الموالية، على التفتيش الدقيق للهواتف الشخصية، بحثاً عن أي صور أو رسائل فيها ذكر لـ ثورة 26 سبتمبر، أو أي صور تحتفي بالمناسبة أو تضم صوراً للرئيس الراحل علي عبد الله صالح تحديداً، الذي لا يزال يحظى بشعبية كبيرة.
وفي محافظة إب، تم توثيق حالات تعسف، منها اعتقال كل ذكور القرية بمن فيهم “عاقل القرية” لعدم تمكنهم من تحديد هوية شاب بثَّ الأناشيد الوطنية من أعلى مرتفع.
وفي حادثة أخرى، تم اعتقال شخص لأنه أشعل النار في مزرعته لعمل فنجان شاي ليلاً، حيث يعدّ الحوثيون إشعال النيران احتفالاً بالثورة.
وفي هذا السياق، أدانت “منظمة شهود لحقوق الإنسان” بأشد العبارات “الممارسات القمعية” التي تستهدف المدنيين الذين “ينوون” الاحتفال بالثورة، مؤكدة أن الانتهاكات شملت اقتحام المنازل وترويع الأسر، واعتقال المئات لمجرد التعبير عن فرحتهم عبر منشورات التواصل الاجتماعي أو رفع الأعلام.
ووصفت المنظمة ما يحدث بأنه سياسة قمع ممنهجة، داعية المبعوث الأممي والمجتمع الدولي إلى التحرك فوراً لوقف هذه الانتهاكات والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين.
