« أم تي آي نيوز » تعز
شهدت مدينة تعز صباح الأحد تظاهرات جماهيرية واسعة شارك فيها آلاف المواطنين، مطالبين بسرعة القبض على قتلة الأستاذة افتهان المشهري، مدير عام صندوق النظافة والتحسين في المحافظة، التي اغتيلت في جريمة بشعة هزّت الرأي العام خلال الأيام الماضية.
وتدفقت جموع كبيرة من المتظاهرين من مختلف أحياء المدينة، فيما انضم الآلاف من سكان المناطق الريفية المحيطة إلى وسط تعز، في خطوة تعكس الغضب الشعبي الواسع والضغط على السلطات للقيام بواجبها في ملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة.
ورفع المشاركون صور الشهيدة المشهري ولافتات كتب عليها شعارات تطالب بالقصاص الفوري من القتلة وعدم التهاون مع هذه الجريمة التي اعتبروها استهدافًا مباشرًا لنزاهة العمل العام والكوادر الوطنية. كما رددوا هتافات تندد بما وصفوه بتقاعس الأجهزة الأمنية في التعامل مع الجريمة حتى الآن، محملين السلطات كامل المسؤولية عن أي تأخير في كشف ملابساتها.
وتُعد هذه التظاهرات امتدادًا لحالة الغضب الشعبي التي اجتاحت تعز منذ اغتيال المشهري، وهي أول امرأة تتولى قيادة صندوق النظافة والتحسين بالمحافظة. وقد عُرفت بنشاطها وإصرارها على إصلاح المؤسسة التي كانت تعاني من تدهور كبير، وتمكنت خلال فترة وجيزة من إعادة تفعيل العمل الخدمي في المدينة، مما جعلها هدفًا لمحاولات عرقلة جهودها وصولًا إلى اغتيالها بدم بارد.
ويرى مراقبون أن خروج الآلاف من سكان الأرياف إلى قلب مدينة تعز للمشاركة في التظاهرات يعكس حجم التأثير الذي أحدثته الجريمة، ويشير إلى أن القضية تجاوزت كونها حادثة فردية لتتحول إلى قضية رأي عام تمس هيبة الدولة وحق المجتمع في العدالة.
وتعيش مدينة تعز منذ سنوات حالة من الانفلات الأمني والفوضى في ظل سيطرة مليشيات الإخوان على المحافظة، وهو ما جعل حياة المواطنين والكوادر الوطنية عرضة للاغتيالات والاعتداءات دون رادع حقيقي أو حضور فعّال لمؤسسات الدولة.
