« أم تي آي » كتب : د. محمد جمال الشعيبي
ان المرحلة التي يمر بها المجلس الانتقالي الجنوبي الان يمكن نسميها مرحلة البناء المؤسسي والتأهيل الإداري وهذه المرحلة أتت بعد مراحل سابقة ركز المجلس فيها على بناء وتأهيل القوات المسلحة الجنوبية إلى جانب مرحلة تسجيل حضور رسمي على طاولات المفاوضات ومن ثم إيصال القضية الجنوبية إلى المحافل الدولية.
اليوم عملية البناء والتأهيل المؤسسي بحاجة إلى تركيز دقيق في وضع الرؤى والخطط الناجحة التي يستطيع المجلس أن يراهن عليها في تحقيق النجاح في مختلف المرافق والمؤسسات سوا داخل المجلس أو في إطار الشراكة في الحكومة.
بدون عمل مؤسسي تقوده خطط وبرامج موضوعة بعناية لن يتحقق اي تقدم، لان العمل اليوم لم يعد بحاجة إلى الاعتماد على أشخاص بقدر ما يحتاج إلى مشاريع وبرامج واضحة ومحوكمة.
كما ان تأهيل وتدريب الكادر البشري القادر على الإنتاج والعطاء ركن أساسي في نجاح هذه المرحلة المفصلية، وعلى المجلس منع وقف عشوائية ومناطقية الاختيار، بل يجب الاعتماد على المعايير والشروط المحددة لذلك سوا في تأهيل الطلاب (قادة المستقبل) أو الكفاءات الحالية لقيادة وتنفيذ البرامج والخطط المؤسسية.
نحن ذاهبون نحو مشروع بناء دولة لذلك يجب التخلص من افكار وعقليات الساحات أو نماذج التطبيل والوساطة والمحسوبية التي لا تمتلك اي مقومات و مؤهلات، لذلك يجب العناية والتركيز في اختيار الكفاءات الأجدر للمستقبل.
اليوم نلمس تحول في العمل القائم على هيكلة الهيئات واعادة تنظيم الإدارات والمراكز داخل المجلس الانتقالي نفسه لتصحيح وترتيب مساره المستقبلي، وهي إجراءات كان لابد من القيام بها منذ فترة طويلة.
كما نشاهد وقوف القيادة العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي على راس برامج وخطط تصحيح عمل ومعالجة فساد المؤسسات والمرافق العامة التي تغرق بالفساد، وفي مقدمتها المنظومة المصرفية ممثلة بالبنك المركزي، ولجنة ضبط الموارد العامة، واستئناف نشاط مصافي عدن، إلى جانب إصلاح وتقويم باقي المؤسسات.
ومن ملامح هذه المرحلة (البناء المؤسسي) حتى وان كانت غير معلنه مشاريع الطاقة المتجددة التي بدأت ثورتها من العاصمة عدن ثم محافظة شبوة وعلى خطاها تسير مشاريع أخرى في باقي المحافظات الجنوبية، أيضا تشكيل وتشغيل لجان التصحيح والتقييم في المؤسسات الايرادية، وآخرها الابتعاث الخارجي للطلاب، بعد أن كان مصير الكثير التجنيد والجبهات لعدم قدرتهم على الالتحاق بالتعليم الجامعي.
