أم تي آي نيوز / متابعات
أثار البيان الأخير الصادر عن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، جدل واسع في الأوساط الإعلامية والسياسية باليمن، والذي تضمّن عبارة “وسطاء سياسيين” ضمن سياق الحديث عن الغارات الإسرائيلية على صنعاء، ما أعطى انطباعاً مضللاً بأن وسطاء دوليين قُتلوا في الهجمات.
الناشط الصحفي وائل البدري كشف أن أصل البيان بالنسخة الإنجليزية استخدم مصطلح political interlocutors، وهو تعبير دقيق في لغة الأمم المتحدة يُقصد به “شخصيات سياسية يجري التحاور معها”، أي قيادات وشخصيات يمنية مرتبطة بالحوار السياسي، وليس “وسطاء سياسيين دوليين” كما رُوِّج في النسخة العربية.
وأكد البدري أن هذا “الخطأ” لا يمكن التعامل معه كمسألة عابرة، بل هو سوء ترجمة فادح – أو تضليل متعمد – يتحمله مكتب المبعوث الأممي، خاصة وأن التلاعب بالألفاظ في بيانات حساسة كهذه قد يؤدي إلى خلط الأوراق وإحداث بلبلة كبيرة حول طبيعة المستهدفين في الضربة الإسرائيلية.
ويرى مراقبون أن مكتب المبعوث الأممي حاول – عن قصد أو إهمال – تغليف الحقائق بعبارات غامضة، ما فتح الباب أمام تأويلات واسعة النطاق، في وقتٍ كان يفترض فيه أن تكون لغة البيان واضحة ودقيقة، لا أن تُستخدم كأداة لإرباك المشهد.
الجملة الأكثر وضوحاً في النسخة الأصلية تقول:
“وبالإضافة إلى ذلك، ووفقاً لبيانات أنصار الله، فقد قُتل وأصيب عدد من كبار مسؤولي الجماعة وشخصيات سياسية محاورة.”
ليتضح أن المستهدفين هم قيادات حوثية وشخصيات يمنية، وليس وسطاء خارجيين كما حاولت النسخة العربية إيحاءه، الأمر الذي يضع علامات استفهام كبرى حول مصداقية مكتب المبعوث الأممي وشفافيته في التعاطي مع الأحداث.
