إم تي آي نيوز / وكالات
قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الذكاء الاصطناعي وصعوده في الولايات المتحدة آخذ في التأثير على سوق العمل في مجال التكنولوجيا، ويعمل على خلق واقع جديد مضمونه تعلم الذكاء الاصطناعي ولا تتوقع نفس حزم الرواتب التي كان يتحصل عليها من يعمل في هذا المجال قبل بضع سنوات، حيث كان عاملوا مجال التكنولوجيا معتادين فيه على الرواتب المرتفعة والطلب القوي على مهاراتهم.
ونقلت الصحيفة عن فيكتور جانولايتيس، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات “جانكو أسوشييتس”، التي ترتكز على نتائجها بناء على بيانات وزارة العمل الأمريكية، إن العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات الذين تم تسريحهم مؤخرا لا يجدون أدوارا جديدة في وقت وجيز، بسبب عدم التوافق بين المهارات التي لديهم والمبلغ الذي يتوقعون أن يحصلوا عليه.
وأضاف جانولايتيس أنهم يريدون وظيفة بمبلغ 200 ألف دولار، ولا يجدونها لأنهم لا يملكون المهارات منها (مهارات الذكاء الاصطناعي)، مضيفا أنهم إذا كانوا لا يعرفون شيئا غير تخصصهم، فسيواجهون صعوبة في العثور على وظيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الوظائف في مجالات مثل الاتصالات السلكية واللاسلكية وإدارة أنظمة الشركات وغيرها شهدت انخفاضا في الأشهر الأخيرة، مضيفة أنه في الوقت نفسه تستمر الأدوار في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات في الارتفاع، وذكرت الصحيفة أن متوسط إجمالي التعويضات للعاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات يبلغ حوالي 100 ألف دولار، مما يجعل الوظيفة هدفا لخفض التكاليف المستمر.
وقال جانولايتيس إنه عندما كانت الشركات لديها أموال متوفرة، فإن كثيرين منهم يوظفون عمال تكنولوجيا المعلومات بشكل يتخطى الحاجة ويمنحونهم أجورا كبيرة، مضيفة لكن الآن ومع ارتفاع معدلات التضخم وأسعار الفائدة، فإن الوضع مختلف.
وذكرت وول ستريت جورنال أن هناك سببا يدعو العاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات إلى القلق، حيث إن عمليات تسريح العمال في قطاع التكنولوجيا استمرت بوتيرة ثابتة. وزادت الصحيفة أن شركة “سيسكو” تخطط لخفض 5 بالمئة من قوتها العاملة، وتعمل “DocuSign” على خفض 6 بالمئة من الموظفين، بالإضافة لإعلان شركة “إكسبيديا” عن تخفيض عدد الموظفين بنسبة 9 بالمئة في شهر فبراير وحده.
وذكرت الصحيفة نقلا عن “جانكو أسوشييتس”، أن معدل البطالة الإجمالي لمحترفي تكنولوجيا المعلومات انخفض من 5.5 بالمئة في يناير إلى 4.3 بالمئة في فبراير، لكنه لا يزال أعلى من معدل البطالة الإجمالي في الولايات المتحدة البالغ 3.9 بالمئة.
كما نقلت الصحيفة عن فيكتور جانولايتيس، الرئيس التنفيذي لشركة الاستشارات “جانكو أسوشييتس”، أن مزيجا من النقص في مهارات الذكاء الاصطناعي والاختلاف في توقعات الرواتب سيرجح في أن يؤدي ذلك إلى عدد أقل من وظائف تكنولوجيا المعلومات التي تم إنشاؤها هذا العام، وتوقع أن يتقلص سوق وظائف تكنولوجيا المعلومات في الولايات المتحدة بمقدار 20 ألفا إلى 30 ألف وظيفة في عام 2024.
وأشارت الصحيفة إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات نما بمقدار 700 وظيفة فقط في عام 2023، وهو تباطؤ حاد من 267 ألف وظيفة تمت إضافتها في عام 2022.
وأردفت وول ستريت جورنال أن هناك أيضا دلائل تشير إلى أن الوظائف تسير بالفعل على طريق الأتمتة والذكاء الاصطناعي، وخاصة في خدمات تكنولوجيا المعلومات وعمليات مراكز البيانات.
ونقلت الصحيفة عن إريك جونسون، كبير مسؤولي المعلومات في شركة “PagerDuty”، وهي شركة تقدم أدوات إدارة العمليات الرقمية أنه لا يوجد مدير تكنولوجيا معلومات على قيد الحياة يمكنه أن يقول إن الأتمتة ليست مهمة، وقال إن السؤال هو ما إذا كان العمال الذين تم استبدالهم بالأتمتة يمكنهم التحول إلى أنشطة ذات قيمة أعلى.
ونقلت الصحيفة عن محرك البحث “انديد” أنه وفي فبراير، انخفضت رواتب مطوري البرمجيات على أساس شهري للمرة الأولى منذ عام 2019.. وقال نك بونكر رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية في أمريكا الشمالية لـ”انديد” إن منشورات وظائف البرمجة انخفضت بنسبة 67 بالمئة من مارس 2022 إلى نهاية فبراير الماضي.
وأضاف بونكر أن الذكاء الاصطناعي التوليدي لا يزال على رأس الأولويات التكنولوجية للعديد من الشركات، مما يجعل العمال الذين يتمتعون بأي مهارات في نماذج اللغات الكبيرة هم الأكثر طلبا، ويحصلون على أعلى الرواتب.
وأشارت الصحيفة إلى أن بيانات “انديد” تظهر أن الوظائف المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي زادت بمقدار 30 ضعفا عن العام الماضي.
وذهبت الصحيفة إلى أن العديد من الخبراء يعتقد أن تحول موارد الشركات نحو الذكاء الاصطناعي، والذي بدأ بالفعل في عمالقة التكنولوجيا الكبار، سيستمر مع اللحاق بالقطاعات الأخرى، مما يضع الباحثين عن عمل الذين ليس لديهم معرفة بالذكاء الاصطناعي في وضع غير مؤات نسبيا ما لم يتعلموا تلك المهارات.
وكان صندوق النقد الدولي قد حذر في وقت سابق، من أن الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على قرابة 40 بالمئة من الوظائف حول العالم، داعيا صناع السياسات إلى الموازنة بعناية، بين إمكانات الذكاء الاصطناعي وتداعياته السلبية، في حين ركزت العديد من المناقشات التي شهدها المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لعام 2024، على تأثير الذكاء الاصطناعي في سوق العمل والقوى العاملة.