« أم تي آي نيوز » تقرير: مريم بارحمة
في زمنٍ تتكالب فيه الأزمات، ويعلو فيه أنين الشعوب من وجع المعيشة وضياع الأمل، ينبثق من بين الركام رجلٌ يحمل على كتفيه همّ شعب ووطن، هو الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي، قائد الجنوب وملهم نضاله، الذي يقود بحكمة وحنكة معركة التعافي الاقتصادي في أرضٍ أُنهكتها الحروب وتكالبت عليها المؤامرات. منذ أن تولّى زمام القيادة، لم يركن الرئيس الزُبيدي للخطابات البراقة أو الوعود الزائفة، بل شَمّر عن ساعديه، واقتحم الميدان، مؤمناً أن الإنقاذ لا يُصنع من خلف المكاتب، بل من بين الناس، وبين ركام المصاعب، وهناك فقط تُبنى الثقة وتولد الحلول.
-خطواتٌ جريئة على طريق الإنقاذ
في وجه الانهيار الاقتصادي، بدأ الزُبيدي بتشخيص الواقع بجرأةٍ وصدق، واضعاً إصبعه على مواضع الخلل دون تردد. كانت الخطوة الأولى إعادة تشغيل مصافي عدن، هذه المنشأة الاستراتيجية التي تمثل روح الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة، والمفتاح الأول لتحرير الاقتصاد من قبضة الاستيراد ومضاربات السوق.
لم تتوقف حركته عند حدود الطاقة، بل امتدت لتشمل ضبط شركات الصرافة، وتفعيل الأجهزة الرقابية، وفتح ملفات الفساد بكل شجاعة، في رسالة واضحة: الجنوب لن يُبنى فوق فساد، ولن يُدار بعشوائية.
-بداية الأمل تحسّن العملة وتغيّر المشهد
لم تمر أشهر قليلة حتى بدأت بوادر التحسن تلوح في الأفق. تراجع سعر صرف الريال أمام العملات الأجنبية، وبدأت الأسواق تلتقط أنفاسها، ولو على استحياء. تغيّرت نبرة الشارع، وارتفعت وتيرة التفاؤل. إنها خطوات صغيرة، لكنها راسخة، ترسم ملامح تحول حقيقي. وبالرغم من التحديات، إلا أن التحسن الملموس يعكس أن القرارات التي اتخذها الرئيس القائد لم تكن ارتجالية، بل مدروسة ومبنية على خطط اقتصادية فاعلة.
-إصلاحات لا تعرف المجاملة
في واحدة من أصعب اللحظات، وضع الرئيس القائد الزُبيدي إصبعه على جرح المؤسسات الإيرادية، فتبنّى رؤية اقتصادية إصلاحية شاملة، تتضمن إعادة هيكلة المؤسسات الإيرادية، وتحسين آليات الجباية، وترشيد النفقات، معلناً مرحلة تصحيح لا تعرف المجاملة. وجاءت قراراته واضحة إعادة ترتيب الأولويات، تحفيز الإيرادات، وإغلاق نوافذ العبث. لم تكن تلك الإجراءات مجرد تنظير إداري، بل كانت استجابة حقيقية لحاجة المواطن الجنوبي الذي أنهكته الأسعار، وتدهور العملة المحلية، وانقطاعات الخدمات.
-المواطن أولاً وعدٌ لم يُخلف
لم يغب الإنسان الجنوبي عن رؤية الرئيس الزُبيدي لحظةً واحدة. كان شغله الشاغل هو كيف نعيد الكرامة لحياة المواطن؟ فكانت توجيهاته بصرف المرتبات بانتظام، وتحسين الخدمات الأساسية، والسعي لتخفيف الأعباء اليومية. لم تكن هذه إجراءات تقنية، بل كانت قرارات إنسانية قبل كل شيء.
-أصوات التشويش وسيف الحقيقة
لم تخلُ الطريق من حملاتٍ إعلامية منظمة هدفها التشويه والتقليل من أي إنجاز. الأبواق المأجورة، التي اعتادت النفخ في جراح الناس، أصابها الذهول أمام تحسن سعر الصرف، وانخفاض بسيط في أسعار بعض السلع. فحاولت أن تصرخ: “لا شيء تغيّر”، لكن الشارع كان يردّ: “بل بدأنا نشعر بالتغيير”.
-الجنوب في قلب المعادلة الإقليمية
نجح المجلس الانتقالي الجنوبي، بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي، في تعزيز الثقة مع الشركاء الإقليميين والدوليين، عبر تقديم نموذج ناجح لإدارة الأزمات وبناء المؤسسات. وإقناعهم أن الجنوب ليس عبئاً، بل شريك يمكن الوثوق به. فالإصلاحات الجارية، والانضباط الإداري، وتحسن الأداء، كلها رسائل تُقرأ بوضوح في عواصم القرار الإقليمي والدولي. الجنوب اليوم شريك في أمن الملاحة البحرية والطاقة، وصاحب كلمة في مستقبل المنطقة.
-الهيكلة بناء مؤسسة لا سلطة
عندما قرر الزُبيدي إعادة هيكلة المجلس الانتقالي الجنوبي، كان يدرك أن التحديات القادمة تحتاج إلى مؤسسات قوية لا شخصيات فقط. فأتت التغييرات لتعكس روحاً جديدة روح التحديث، والتخصص، فهي خطوة استراتيجية لتوحيد الجهود وتحسين الأداء المؤسسي. وتتويج لمسار طويل من العمل المؤسسي، وفتح المجال أمام الكوادر الشابة والمرأة، وتوزيع المهام.
-شارعٌ يُؤمن بقيادته
لأن الخطوات كانت صادقة، كان الشارع الجنوبي حاضراً في المشهد، داعماً ومؤازراً، ومطالباً بمزيد من التقدم. خرج المواطنون في وقفات واحتجاجات سلمية، فكان المجلس الانتقالي الجنوبي معهم، لا في مواجهتهم، يستمع لمطالبهم، ويتفاعل معها، ويعالجها بواقعية. وما كان لهذه الجهود أن تثمر لولا الحاضنة الشعبية التي تدعم قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، إذ تفاعل المواطنون مع الخطوات الاقتصادية بإيجابية، وبدأت الدعوات تتعالى لحشد الدعم السياسي والشعبي لمسار الإصلاح.
-إعلامٌ من الناس وإليهم
اليوم، بات ضرورياً توحيد الخطاب الإعلامي الجنوبي، ليعكس الإنجازات ويواجه الدعاية السلبية، باستخدام لغة إعلامية مؤثرة، تخاطب جميع الفئات، خصوصاً الشباب والطبقة العاملة. الإعلام الجنوبي بحاجة ماسة إلى إعلام جنوبي شعبي، يتحدث بلسان الناس، ويشرح بلغةٍ يفهمها الكادح قبل المثقف. لا نحتاج إلى تجميل الواقع، بل إلى قول الحقيقة ومواجهة التحديات دون تهويل، وتُظهر للرأي العام المحلي والدولي أن الجنوب يمتلك قيادة سياسية ناضجة قادرة على إدارة الملفات الشائكة. فقضية شعب الجنوب أكبر من الشعارات، إنها قضية كرامة شعب ووطن.
-نحو الجنوب الفيدرالي الرؤية التي توحّد الجميع
من خلال المؤتمرات الاقتصادية والاستثمارية القادمة، يؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي عزمه على تعزيز التنمية المستدامة، وجذب الاستثمارات، وفتح قنوات تعاون مع المجتمع الدولي.
كما إن الرؤية التي يحملها الرئيس الزُبيدي اليوم ليست طموح قائد، بل حلم أمة بناء دولة جنوبية اتحادية مستقلة، على حدود ما قبل 1990م، دولة عادلة، قوية، متوازنة، تحترم الإنسان، وتصون كرامته، وتفتح ذراعيها لكل أبنائها دون إقصاء.
فالرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لا يقود فقط معركة الاقتصاد، بل يقود معركة التحرير والبناء والاستقلال، واضعاً نصب عينيه تطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته كاملة السيادة. قيادة بهذه المواصفات، وسط أمواج التحديات، تستحق الدعم والثقة والتقدير.
-رسالة للعالم الجنوب شريك استقرار لا صراع
بهذا الأداء، يبعث الجنوب بقيادة الرئيس الزُبيدي برسالة واضحة للمجتمع الدولي: نحن لسنا عبئاً، بل شركاء في الحل. نُدير مواردنا، نُحارب الفساد، نُبني المؤسسات، ونحمي أمن المنطقة. فهل من شريكٍ يبادلنا الثقة؟
-الجنوب لن يُكسر
أمام مشاريع التفتيت والانقضاض على مكتسبات الجنوب، يقف المجلس الانتقالي الجنوبي حارساً للهوية الوطنية الجنوبية، وسداً منيعاً أمام كل المؤامرات. هي معركة وجود، وليست معركة سلطة، ووعي الشارع الجنوبي اليوم أصبح سلاحاً في مواجهة كل من يحاول العبث بالمصير.
-قائدٌ في زمنٍ استثنائي
الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي لا يقدّم الوعود، بل ينجز. لا يختبئ خلف الحشود، بل يقف في المقدمة. يقود معركة الإنقاذ الاقتصادي كما قاد معركة التحرير. في زمنٍ يملأه الضجيج، وحده صوت الفعل الصادق يُسمع.
والجنوب، بقيادته، يسير بخطى ثابتة نحو فجرٍ جديد، تُصنع ملامحه اليوم، على وقع قرارات شجاعة، ووعي شعبي، وتاريخٍ لا يُكتب إلا بالمواقف.
