« أم تي آي نيوز » كتب : رامي الردفاني
في لحظة فارقة من المشهد الجنوبي ، تعود حضرموت بساحلها وواديها إلى واجهة الاهتمام، ليس فقط كمحافظة تشهد حراكاً شعبي نتيجة ضغط المعاناة، بل كمركز ثقل سياسي وشعبي يعيد رسم المعادلة السياسية في الجنوب.
وإن ما تشهده حضرموت تصاعد من غضب الشعبي في مدن حضرموت مؤخرا بسبب تردّي الخدمات، وتدهور الوضع الاقتصادي، وغياب حلول حكومية حتى مع هبوط أسعار العملات الأجنبية مقابل العملة اليمنية، مما رافق ذلك استجابة لافتة من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وضعت حضرموت رسميا في ظل أهتمامها.
“غضب حضرمي مشروع”
في اجتماع هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي عُقد في العاصمة عدن برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، خُصّصت مناقشة مستفيضة عن تطورات حضرموت، حيث أكدت الهيئة الرئاسية على “مشروعية مطالب المواطنين ، وحقهم في التعبير السلمي” مع رفضها لأي مظاهر العنف أو تخريب.
ان هذا الموقف السياسي المتوازن من المجلس الانتقالي، يمثل إعادة تموضع لقضية حضرموت داخل المشروع الوطني الجنوبي، حيث لم تعد المحافظة ملفا هامشيا ، بل أصبحت طرفاً فاعلًا وشريكا في صناعة القرار.
يرى مراقبون أن الاهتمام المتصاعد بحضرموت يعود لعدة عوامل استراتيجية وذلك لثقلها الجغرافي والاقتصادي وكذلك تمثل حضرموت أكثر من ثلث مساحة البلاد، وتضم موارد طبيعية هائلة وموانئ ومنشآت نفطية حيوية.
وأشار المراقبون ان الحراك الشعبي والاحتجاجات الأخيرة التي تشهدها المحافظة لم تكن عابرة، بل منسّقة، متواصلة، ومبنية على مطالب واضحة ومشروعة .. مما قابل ذلك تحركات المجلس الانتقالي الجنوبي ، وبرئاسة الرئيس الزُبيدي، جاءت مدروسة وتحمل رسائل هامة للداخل الجنوبي أن حضرموت ليست على الهامش، بل جزء هام من المشروع، الجنوبي الذي ينشد استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.
في الوقت نفسه، يعمل المجلس الانتقالي على تعزيز إدارته الميدانية من خلال إطلاق فرق التوجيه والرقابة الرئاسية، التي ستنزل إلى محافظات الجنوب خلال الفترة من أغسطس وحتى ديسمبر ، لتلمّس هموم المواطنين ورفع مستوى الانضباط والعمل الإداري.
وإن تلك الخطوة ليست إجرائية فحسب، بل تحمل دلالات سياسية بأن الانتقالي لا يكتفي بالدعم الخطابي، بل يترجم رؤيته على الأرض، في حضرموت وبقية الجنوب.
وفي سياق متصل عبر المواطنين في حضرموت عن ارتياحهم لموقف المجلس الانتقالي بوقوفه إلى جانب مطالبهم المشروعة في توفير الخدمات الأساسية التي تمس حياتهم اليومية.
ويرى محللون سياسيون جنوبيون أن حضرموت لم تعد ساحة احتجاجات شعبية لمطالب مشروعة ، بل مؤشر على انبعاث وعي سياسي جديد في الجنوب، يُقابله استجابة تنظيمية ناضجة من قيادة المجلس الانتقالي.
معىبرين إن الجنوب يعيش مرحلة أكثر تماسكا في مواجهة التحديات، وأكثر قربا من هدفه التاريخي في بناء دولته بيده، من الميدان إلى الطاولة السياسية الدولية.
