الأربعاء, يوليو 23, 2025
الرئيسيةاخبار عربية و دوليةغزة تحتضر جوعاً والعالم يصرخ لإغاثتها

غزة تحتضر جوعاً والعالم يصرخ لإغاثتها

« أم تي آي نيوز » وكالات

وسط ركام البيوت وبقايا المشافي، لا تزال غزة تتنفس بصعوبة وتستغيث بصوت مبحوح، إذ توفي خلال اليومين الماضيين 31 طفلاً نتيجة الجوع وسوء التغذية الحاد، الأمر الذي دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للقول إن «الأهوال التي تعيشها غزة لا مثيل لها في التاريخ الحديث»، مع دعوة فرنسية للسماح بدخول الصحافيين للقطاع المنكوب الجائع.

غوتيريتش قال لمجلس الأمن: «تكفي مشاهدة الرعب الذي يدور في غزة، مع مستوى من الموت والدمار لا مثيل له في التاريخ الحديث. سوء التغذية يتفاقم، والمجاعة تقرع كل الأبواب».

ويضيف: «الآن نشهد احتضار نظام إنساني قائم على المبادئ الإنسانية»، مشيراً إلى أن هذا النظام «يُحرم الشروط اللازمة لعمله. ويُحرم المساحة اللازمة للتحرك. ويُحرم الأمن اللازم لإنقاذ الأرواح»، في حين تواصل الأمم المتحدة الدعوة لإدخال كميات ضخمة من المساعدات إلى القطاع المحاصر.

وفي بيان استغاثي، أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» أن موظفيها «يعانون الجوع شخصياً»، وأن بعضهم «فقد الوعي أثناء العمل بسبب الإعياء»، ووصفت الأوضاع بأنها «ليست مجاعة فحسب، بل تجويع ممنهج».

والمجلس النرويجي للاجئين أكد بدوره أن الطواقم الإنسانية العاملة داخل غزة «غير قادرة حتى على الوصول إلى الطعام، لأن الأسواق لم تعد موجودة أساساً، وإن وُجدت، فالأسعار تفوق قدرة الناس بثلاثة أضعاف».

وأضاف: «غزة لا تجوع فقط، إنها تُقتل جوعاً». ووصفت المفوضة الأوروبية أورسولا فون دير لاين الصور الآتية من غزة بأنها لا تُحتمل.

أما الناطقة باسم منظمة «اليونيسيف» فقد صرّحت بأن الأرقام الواردة من غزة «تفوق أسوأ السيناريوهات»، مشيرة إلى أن هناك نحو 17 ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، وأنهم مهددون بالموت خلال أيام أو ساعات إن لم يتم التدخل العاجل.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، تحذيرها، أمس، بأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة إذا لم تلتزم إسرائيل بتعهداتها بتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وكتبت كالاس على منصة «إكس»: «قتل المدنيين وهم يسعون للحصول على المساعدات في غزة أمر لا يمكن الدفاع عنه»، مضيفة أنها تحدثت مع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، «للتذكير بتفاهمنا بشأن تدفق المساعدات»، وأوضحت أن على الجيش الإسرائيلي التوقف عن قتل الناس في نقاط التوزيع.

دعوة فرنسية

في ظل هذا الواقع المأساوي دعت فرنسا رسمياً إلى السماح بدخول الصحافيين إلى غزة، معتبرة أن «الجرائم بلا شهود أخطر من الجرائم نفسها». وردت هذه الدعوة على لسان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، الذي قال في مقابلة مع إذاعة «فرانس إنتر» خلال زيارة لأوكرانيا: «نأمل أن نتمكن من إجلاء بعض الصحافيين المتعاونين في الأسابيع المقبلة».

وأتت تصريحات بارو غداة إصدار جمعية الصحافيين في وكالة فرانس برس بياناً حذّرت فيه من تدهور أوضاع المتعاونين مع الوكالة في القطاع. وحذّرت الجمعية من خطر «موتهم جوعاً»، مضيفة:

«منذ تأسيس وكالة فرانس برس في أغسطس 1944، فقدنا صحافيين في النزاعات، وسجلنا إصابات وسجناء في صفوفنا، لكن لا أحد منا يتذكر رؤية زميل له يموت جوعاً».

200 صحافي

وأكدت إدارة فرانس برس أنه «منذ السابع من أكتوبر منعت إسرائيل جميع الصحافيين الدوليين من دخول قطاع غزة». وتابعت: «في هذا السياق، يعد عمل صحافيينا الفلسطينيين المستقلين بالغ الأهمية لإعلام العالم» بما يحدث، مضيفة: «لكن حياتهم في خطر، ولذا نحض السلطات الإسرائيلية على السماح بإجلائهم الفوري مع عائلاتهم».

وقالت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المساواة حجة لحبيب: «حرية الصحافة والحق في الإعلام هما ركيزتان أساسيتان في ديمقراطياتنا. على إسرائيل أن تسمح للصحافة بأداء عملها وضمان وصولها».

وكانت منظمة «مراسلون بلا حدود» أفادت في السابع من مايو بأن «الجيش الإسرائيلي قتل نحو 200 صحافي، بينهم 44 على الأقل أثناء أدائهم مهماتهم» في غزة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات