« أم تي آي نيوز » متابعات
تسعى إيران إلى ترميم نفوذها الإقليمي الذي تراجع خلال العامين الماضيين، بعد تعرضها لهجمات غير مسبوقة من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل خلال نزاع عسكري استمر 12 يومًا في يونيو/ حزيران الماضي. وبحسب تقرير نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية، فإن طهران تعمل على إعادة تنظيم وكلائها في المنطقة وتسليحهم من جديد في إطار استراتيجيتها الإقليمية للردع.
ورغم الخسائر البشرية والمادية التي تكبدتها، لا تزال إيران متمسكة بوكلائها باعتبارهم أدوات حيوية في نفوذها، وتسعى من خلالهم إلى إظهار قدرتها على البقاء لاعبًا قويًا وفاعلًا في المنطقة.
عودة الحوثيين إلى الواجهة
في اليمن، أنهى الحوثيون أشهرًا من التهدئة عبر استهداف سفينتين تجاريتين في البحر الأحمر، وهو تصعيد يشير إلى عودة التوتر في هذا الممر المائي الاستراتيجي. ووفقًا للتقرير، فإن قوات موالية للحكومة اليمنية اعترضت مؤخرًا سفينة كانت تحمل أكثر من 750 طنًا من الصواريخ والمعدات العسكرية الإيرانية في طريقها إلى الحوثيين، وهو ما يعكس استمرار الدعم الإيراني للجماعة.
الهجمات الأخيرة للحوثيين تسببت في مقتل أربعة بحّارة وفقدان 11 آخرين، وأظهرت استخدام أسلحة متطورة من بينها زوارق مسيرة وصواريخ وطائرات مسيّرة، في تصعيد نوعي لم تشهده المنطقة منذ شهور.
ضربات الحشد الشعبي في كردستان
في العراق، صعّدت جماعات مرتبطة بإيران، وعلى رأسها قوات الحشد الشعبي، هجماتها على مصالح حيوية، منها منشآت نفطية في إقليم كردستان. ووفق ما ذكره مسؤولون أكراد، فإن هذه الهجمات تهدف إلى شلّ قدرة الإقليم على تصدير النفط، ما يؤدي إلى تقليص نفوذه الاقتصادي والسياسي في مواجهة الحكومة المركزية في بغداد.
وتقول حكومة الإقليم إن خمس حقول نفطية، تدير بعضها شركات أمريكية، تعرضت لهجمات بطائرات مسيّرة. وأكد المتحدث الرسمي باسم الحكومة، بيشاوا هوراماني، أن الهجمات “تستهدف البنية التحتية للطاقة” في خطوة تهدف إلى إضعاف الإقليم اقتصاديًا.
حزب الله.. من موقع القوة إلى التراجع
أما في لبنان، فقد تعرض حزب الله، الحليف الأقوى لطهران، إلى نكسات كبيرة منذ مشاركته في فتح جبهة مع إسرائيل بعد أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول. وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل زعيم الحزب حسن نصر الله العام الماضي، كما أدت خسارة النظام السوري – الحليف الرئيسي لإيران – إلى تعطيل الإمدادات العسكرية للحزب.
ورغم هذه التحديات، تشير تقارير إلى أن الحزب بدأ بمحاولات إعادة تنظيم صفوفه، وسط شعور متزايد بأنه يواجه تهديدًا وجوديًّا نتيجة الضغط الإسرائيلي المتواصل وتراجع حاضنته الشعبية في الداخل اللبناني.
سوريا.. الطريق المقطوع
في ظل تولي حكومة سورية جديدة مناوئة لطهران، أصبحت جهود إيران لإيصال السلاح إلى حزب الله أكثر تعقيدًا. وقد صادرت السلطات السورية عدة شحنات أسلحة، من بينها صواريخ كورنيت مضادة للدبابات، كانت مخبأة في شاحنات تنقل خضراوات عبر ريف حمص نحو الحدود اللبنانية.
وصرّح مسؤول سوري رفيع بأن بلاده “تعترض باستمرار شحنات إيرانية”، مشيرًا إلى أن إيران باتت تعتمد على تهريب الأسلحة بأحجام صغيرة، إلى جانب تحويل أموال عبر شبكات عراقية لدعم حلفائها في سوريا ولبنان.
ترامب غير مهتم.. وطهران تبحث عن ورقة ضغط
في خضم هذا التصعيد، تتزامن تحركات إيران مع تراجع الحماسة لدى الإدارة الأمريكية الحالية بقيادة دونالد ترامب لاستئناف المفاوضات النووية أو السياسية مع طهران. وقد قلّل علي لاريجاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، من أهمية أي محادثات محتملة، معتبرًا أن الوضع لا يستدعي مفاوضات عاجلة.
ويرى مراقبون أن إعادة تسليح وكلاء إيران واستئناف أنشطتهم العسكرية في عدة جبهات قد يكون جزءًا من استراتيجية للضغط على الغرب، بهدف تحسين موقع طهران التفاوضي رغم الخسائر التي لحقت بها مؤخرًا.
