« أم تي آي نيوز » ارم
تساءل تقرير لصحيفة “المونيتور” الأمريكية عمّا إذا كانت هدنة البحر الأحمر بين الولايات المتحدة وميليشيا الحوثي قد انتهت، في أعقاب تجدّد الهجمات على سفن الشحن البحري.
وقالت الصحيفة إن ن تجدد هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر قد يمنح إيران وقتًا للتعافي من حرب يونيو/حزيران الماضي مع إسرائيل، فإن استئناف ميليشيا الحوثي في اليمن هجماتها على السفن يوم الأحد، رغم وقف إطلاق النار مع واشنطن في مايو/أيار، يُظهر نية الميليشيا المدعومة من طهران في التصدي للولايات المتحدة وإسرائيل.
وإلى يوم الخميس، جرى إنقاذ عشرة أشخاص من سفينة الشحن “إتيرنيتي سي”، التي ترفع العلم الليبيري والمملوكة لليونان، والتي كانت متجهة شمالًا نحو قناة السويس بعد أن تعرضت السفينة لهجوم بطائرات مُسيّرة وقذائف صاروخية أُطلقت من قوارب صغيرة.
ولقي ثلاثة أشخاص على الأقل من طاقم السفينة التي غرقت لاحقًا،حتفهم في الهجوم، ولا يزال عشرة آخرون في عداد المفقودين.
وقال المتحدث باسم الحوثيين، يحيى سريع، إن “استهداف السفينة جاء بعد أن استأنفت الشركة المالكة لها عملياتها مع ميناء أم الرشراش (إيلات)، في انتهاك واضح لحظر التعامل مع هذا الميناء”.
بدورها، قالت السفارة الأمريكية في اليمن، الأربعاء، إن الحوثيين “اختطفوا عددًا من الناجين” من أفراد الطاقم، وطالبت بالإفراج الفوري عنهم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الهجمات تزامنت مع غارات جوية إسرائيلية على أهداف حوثية في اليمن ليلة الأحد، استهدفت موانئ الحديدة ورأس عيسى والصليف، بالإضافة إلى محطة رأس قنتيب لتوليد الكهرباء.
وتُعد هذه الضربات الجوية الأولى من نوعها منذ توصل الولايات المتحدة والحوثيين إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في مايو/أيار الماضي، عقب حملة قصف أمريكية استهدفت الجماعة.
وطرحت الصحيفة احتمال وجود “مستوى ما من التنسيق” بين الحوثيين وإيران في ما يتعلق بهجمات السفن، مرجّحة أن الجماعة اليمنية قد تساعد طهران على التعافي من الخسائر التي تكبدتها خلال الحرب مع إسرائيل في يونيو/ حزيران الماضي.
وقال جريجوري جونسن، الزميل غير المقيم في واشنطن، إن استئناف الحوثيين للهجمات على السفن الدولية يُشير إلى أن الميليشيا المدعومة من إيران “تسعى إلى إبقاء إسرائيل والولايات المتحدة منخرطتين في الصراع”.
وأضاف: “هذه هي طريقة الحوثيين للرد على ما فعلته الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران”، معتبرًا أن طهران تأمل أن تسهم تلك الهجمات في “تشتيت” انتباه واشنطن وتل أبيب.
ورجّحت الصحيفة أن الحوثيين يُشيرون ضمنيًّا إلى أن اتفاقهم مع واشنطن يقتصر فقط على السفن الأمريكية، ولا يشمل السفن الأخرى. وبالتالي، ما داموا يمتنعون عن استهداف الأصول الأمريكية، فمن غير المرجح أن تستأنف الولايات المتحدة عملياتها العسكرية ضدهم.
وقال أحمد ناجي، المحلل البارز في مجموعة الأزمات الدولية، إن مستقبل الهدنة بين الحوثيين والولايات المتحدة على المدى الطويل “غير واضح” بعد استئناف الهجمات.
وأضاف ناجي أن تصرفات الحوثيين مدفوعة برغبة في إظهار أنهم “قادرون وغير مبالين بالضغط العسكري على إيران”، وأن هناك وجهة نظر متزايدة داخل قيادة الميليشيا مفادها أن “التراجع يُعد خطأ”، وذلك في أعقاب الخسائر التي تكبدتها الجماعات الأخرى المدعومة من إيران منذ بدء حرب غزة.
