« أم تي آي نيوز » العين
ما زال شباب اليمن يُفاجئون العالم بقوة إرادتهم وإنجازاتهم رغم ما تمر به بلادهم من أوضاعٍ اقتصادية ومعيشية صعبة اغتالت حلم الكثيرين.
لكن هنا قصة نجاحٍ صنعتها هذه المرة فتاة عدنية، انطلقت نحو العالمية، ولم تستسلم لظروف محيطها وبيئتها، ومضت تصنع أحلامها بيديها، متسلحةً بالمثابرة والاجتهاد، حتى صارت حديث شباب اليمن ومصدر إلهام لهم.
الشابة اليمنية، حُسن تركي، من عدن، باتت اليوم إحدى الباحثات في المجال العلمي، وتحديدًا في البحوث الصحية، واستطاعت الانطلاق من بيئتها في اليمن، لتفرض اسمها كباحثة يمنية يشار إليها بالبنان.
مسيرة حياة حُسن، وتفوقها الدراسي منذ الصغر، وتألقها العلمي الذي قادها إلى العالم وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية، وبحوثها النوعية في المجالات العلمية والصحية، جعلها مُلهمةً وقدوة لنظيراتها من اليمنيات، وتجربةً تستحق تسليط الضوء عليها.
حلم منذ الصغر
خاضت الفتاة المُلهمة حُسن تركي تجربة امتلكت خلالها حلمًا علميًا منذ الصغر، ووضعته نصب عينها، وعملت على تحقيقه خلال مسيرتها التعليمية، وكان ذلك الحلم متمثلًا بالحصول على “منحةٍ دراسيةٍ علمية في إحدى الجامعات الأمريكية”.
تجاوزت حُسن الثانوية العامة في عزّ الأزمات التي ما زالت تمر بها اليمن منذ نحو عقدٍ كامل، وعلّمت نفسها الإنجليزية، مواصلةً الليل بالنهار وعينها على هدف واحد: الظفر بمنحةٍ إلى الجامعة الأمريكية.
حطّت حُسن رحالها في العاصمة المصرية القاهرة، بين زملاء من كل ركنٍ في العالم، ممن حظوا بفرص لأساس دراسي منتظم بالجامعة الأمريكية في القاهرة، تنظر إليهم وفي نفسها حافز وبهجة، حافز بمواصلة تألقها، وبهجة بتحقيق حلمها ونيله بالاجتهاد والمثابرة.
أبحاث علمية وعمل تطوعي
لم تدخر حُسن جهدًا ولا وقتًا في سبيل الاستمرار في تحقيق حلمها، والتأكيد على أنها تستحق ما وصلت إليه، ومضت تحرز نجاحًا تلو آخر، وتنوع نشاطها ما بين الأبحاث العلمية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، والتطوع في الأعمال المجتمعية داخل الولايات المتحدة.
وخلال فترة دراستها أجرت أول بحثٍ من نوعه في مصر حول “الميكروبيوم العصبي”، مستكشفةً العلاقة بين الأمعاء والصحة النفسية لدى المصابين بالفصام وثنائي القطب.
وفي كولورادو الأمريكية، تطوّعت مع منظمةٍ متخصصة في العمل على إعادة توطين اللاجئين، وراحت تترجم للعائلات القادمة حديثًا إلى الولايات المتحدة للمساعدة في دمجهم بالمجتمع الأمريكي.
واليوم.. تتخرج حُسن بدرجة الشرف العليا، واختيرت من زملائها من الطلبة في الولايات المتحدة لتمثل دفعتها في حفل التخرج السنوي، وباتت بحق مصدر فخر لكل اليمنيات واليمنيين، ورمزًا من رموز التغلب على الأوضاع الصعبة وصناعة مستقبل أفضل.
