« أم تي آي نيوز » متابعات
ثابت صالح*
لم يكن يوم 22 يونيو 1969 مجرد يوما عابرا في تاريخ الجنوب، بل كان انقلابا وانعطافا شاملا وانحرافا كاملا عن مسار استقلال الجنوب وهويته ونظامه السياسي.
الصانع الظاهر للانقلاب هو جناح في الجبهة القومية أطلق عليه حينها “اليسار التقدمي” برئاسة عبدالفتاح إسماعيل، وهو المخطط والمدبر الحقيقي للانقلاب كممثل للتيار اليمني القومي الاشتراكي المتشدد.
أما المستهدف من الانقلاب فكان الجناح العقلاني الناضج سياسيا والأكثر تعليما في الجبهة القومية برئاسة الرئيس قحطان الشعبي.
أبرز قضايا الخلاف والصراع بين الجانبين:
1- هوية الدولة الجنوبية ونظامها السياسي،
حيث كان الجناح المعتدل يتبنى مشروع الحفاظ على هوية الجنوب وسيادته واستقلاله ذات نظام سياسي يقوم على الحكم الرشيد…بينما كان يتبنى الجناح الآخر مشروع يمننة الجنوب وفرض نظام سياسي بإجراءات ذات توجه اشتراكي متطرف…كما أوضح ذلك عبدالفتاح إسماعيل في كتابه “الثورة والثورة الثقافية في اليمن”.
2- العلاقات الخارجية: حيث حرص الرئيس قحطان الشعبي على بناء علاقات متوازنة مع كل من دول الخليج العربي ومصر ومع الغرب والشرق وفقا لما يخدم مصالح الجنوب…بينما كان الجناح الآخر بقيادة عبدالفتاح إسماعيل يعمل على عزل الجنوب عن محيطه العربي من خلال انتهاج سياسة مستفزة ومعادية لدول الخليج ودول الغرب مقابل الارتباط الكامل والشامل بالمنظومة الاشتراكية والحركات الثورية اليسارية وعلى راسها الاتحاد السوفيتي.
على أثر هذه الحركة التي سميت “التصحيحية” تم الاطاحة بالرئيس قحطان الشعبي ووضعه تحت الإقامة الجبرية واعتقال ومن ثم اغتيال رئيس الوزراء فيصل عبداللطيف الشعبي، وبعد ذلك تم تصفية أبرز القيادات الجنوبية المعتدلة والمتعلمة في حوادث “أمن الثورة” الغامضة أشهرها طائرة الدبلوماسيين…الخ.
وتولى السلطة الجناح المتطرف من خلال مجلس رئاسة تكون في بداية الأمر من:
1- سالم ربيع علي
2- عبدالفتاح إسماعيل
3- محمد علي هيثم
4- علي عنتر
5- محمد صالح عولقي
ولاحقا تم استبعاد كل من علي عنتر ومحمد صالح عولقي ومحمد علي هيثم، واضافة علي ناصر محمد الذي أصبح رئيسا للوزراء بدلا عن محمد علي هيثم.
أي أن المجلس تحول إلى ثلاثي برئاسة سالم ربيع علي وعضوية كل من عبدالفتاح إسماعيل وعلي ناصر محمد.
وظل عبدالفتاح إسماعيل هو الامين العام للجبهة العامة والرجل الأول ، فيما سمي سالمين بالامين العام المساعد إضافة إلى مهمته كرئيسا لمجلس الرئاسة.
وللموضوع بقية إن شاء الله.
*باحث ومحلل سياسي وعسكري
